أطلق نشطاء حملة للحيلولة دون ترحيل سبعة ملايين مسلم في ولاية آسام الهندية لأسباب تتعلق بديانتهم ولغتهم.
ويهدف نشطاء الحملة الإلكترونية لجمع توقيعات رفضا لترحيل 7 ملايين مسلم، وشطب ما يصل إلى 5 ملايين منهم في ولاية آسام من قائمتها الرئيسية للمواطنين بزعم أنهم "يعبدون الإله الخطأ ويتحدثون اللغة الخطأ".
وحذر المدشنون: "إذا تم تنفيذ ذلك، سوف تتشرد العائلات ويتم زجهم في معسكرات الاعتقال، ويصبح الأطفال بمنأى عن أمهاتهم وآبائهم".
ووقع على الحملة حتى الآن 557 ألف شخص من أصل 750 ألف رصدتهم الحملة للتوقيع.
ويوجد 172 مليون مسلم في الهند، يشكلون ما يقارب الـ15% من عدد سكان الهند، وهم ثاني أكبر تجمع للمسلمين في العالم بعد إندونيسيا، لكنهم طبقا لمراقبين يعانون من الإقصاء السياسي والتهميش المجتمعي.
الحملة أطلقها النشطاء على موقع "آفاز" للحملات العالمية، حيث وجه منظمو الحملة دعوتهم إلى شعوب المنطقة العربية ورؤسائها،.
وقال المنظمون: "إن المملكة السعودية تعد شريكاً تجارياً هاماً للهند، وبإمكانها ممارسة الضغط على الحكومة الهندية لوقف التطهير العرقي بحق المسلمين، لن تتحرك السعودية ما لم نطالبها بذلك، كذلك فإن الإمارات العربية المتحدة تعد شريكاً تجارياً هاماً للهند. وسبق وأشارت لهذه المسألة بشكل فردي للحكومة الهندية، ولكن هذا غير كاف ما لم نحثها على التحرك العاجل لنجدة الناس وحمايتهم ووقف هذه المأساة."
وشدد المنظمون على أن مصير 7 ملايين مسلم في خطر الآن حيث يتم التمييز ضدهم والتعامل معهم على أنهم أجانب وليسوا أبناء البلد، مطالبين سكان المنطقة العربية بالتحرك العاجل لنجدة مسلمو "آسام".
وتسائل مدشنو الحملة: "اسأل نفسك لماذا يهمك مصير 7 ملايين امرأة ورجل وطفل في آسام، وأسباب تضامنك معهم والحراك من أجلهم. بعدها ربما يمكنك الكتابة من كل قلبك ووجدانك. بالتوفيق!".
بورما قد تتكرر
وذّكر النشطاء بمأساة مسلمي بورما فقالوا: "دعونا نتفادى حدوث كابوس آخر من الإبادة والتطهير العرقي بحق المسلمين الأبرياء، فكل من يتصفح التاريخ سيدرك أن المجازر تبدأ بهذه الطريقة".
وأضافوا: "سيتكرر السيناريو المؤلم في بورما، حين قامت حكومة بورما بالاعتداء على الروهينجا هناك وممارسة سياسة العقاب الجماعي بمسوغات مختلفة. وفي حالة آسام، تحاول الحكومة تبرير ذلك عبر الادعاء بأنها "تتصدى للهجرة غير الشرعية من بنغلادش، وللأسف، من يدفع الثمن هم المواطنون المسلمون البسطاء، الذين يعانون من الفقر والأمية، ولا يحملون الأوراق الثبوتية اللازمة".
واستدرك نشطاء الحملة: "طبعاً هذا إن بقينا مكتوفي الأيدي، ولكن إذا تحركنا، سيصبح بمقدورنا تجنب كارثة إنسانية وتفادي حدوث شلال آخر من الدماء بحق الأطفال والنساء المسلمين الأبرياء".
حكومات العالم والأمم المتحدة
وعن دور رؤساء الدول والأمين العام للأمم المتحدة أشاروا: "علينا جميعاً إيصال رسالتنا إلى الأمين العام للأمم المتحدة وحكومات العالم كي تتحرك، لقد نجحت حملات آفاز في إحداث تغيير حول العالم، ونستطيع هذه المرة أيضاً حماية مسلمي آسام، هذا إن شاركنا جميعاً في إنجاح هذه الحملة، دعونا ندق ناقوس الخطر!".
ووجه النشطاء رسالة خاصة إلى سكرتير عام الأمم المتحدة قائلين: "وعد أنثوني جوتيرريز، السكرتير العام للأمم المتحدة، بالعمل من أجل من لا يقدر الدفاع عن حقه، فقال سوف أرفع صوتي. سوف أتحرك. سأبذل قصارى جهدي للدفاع عن حقوقكم".
وتابعوا: "ربما علينا تذكيره بهذه الكلمات، ففي الواقع، وفي هذه اللحظة، لا يملك مسلمو البنغال في الهند من يتحدث نيابة عنهم في المحافل الدولية غيرنا. الوقت ضيق، ولعلنا نحمي أهالي آسام من خطر التطهير العرقي. فلقد بدأت حكومة آسام بنشر قواتها وبناء معسكر اعتقال آخر".
وحذروا من أن صعود النعرات القومية العنصرية في الهند والمعادية للإسلام، أصبح يعرّض ملايين المسلمين لخطر التهجير والإبادة.
وآفاز هي منظمة حملات عالمية قوامها 47 مليون عضو، وتعمل على إيصال آراء ووجهات نظر الشعوب إلى صناعة القرار العالمي.
أضف تعليقك