تمر اليوم الذكرى الـ66 لأحداث 23 يوليو والإطاحة بالملك فاروق الأول على يد حركة الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر، واعلان بعدها الجمهورية المصرية.
ورغم ما زعمه الضباط الأحرار بأن الهدف من حركتهم هو محاربة الإقطاع واقتلاع جذور الفساد، وتمكين المصريين من ثروتهم التي نهبها الملك وحاشيته، الإ أن الأيام كشفت لنا عن فساد فاق ما قام به الملك فاروق وحاشيته.
من 23 يوليو لـ3 يوليو 2013.. الخراب مستمر
كانت 3 و23 يوليو بشعاراتها البراقة التي خدعت المصريين والفقراء، لتستمر الخديعة طوال 66 عاما لم يجن منها المصريون إلا الفقر والنكسات، وينجح عبد الناصر والسيسي في إحكام قبضته الحديدية على الحكم.
كان الوضع الاقتصادي المصري قبل انقلاب يوليو في حالة يحسد عليها؛ فقد كان الجنيه المصري أعلى قيمة من الجنيه الذهب، وخرجت مصر من الحرب العالمية الثانية وهي دائنة لبريطانيا. وكان الاقتصاد المصري يخطو خطوات واسعة باتجاه التحديث والتمصير وظهور طبقة برجوازية مصرية وطنية لعبت دورا قويا ضد الانجليز، وفي ثورة 1919م، وأسست أول بنك مصري وأصدرت العملة الورقية.
ايضا كانت 3 يوليو 2013 حدث فارق في الحياة الاقتصادية المصرية، في عهد قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، حيث انهار الجنية المصري أمام الدولار ليسجل 18 جنيه، كما ارتفع الدين الخارجي لمستويات مسبوقة لم تحدث عبر التاريخ.
القمع والتنازل عن الأرض.. أوجه الاتفاق بين السيسي وعبد الناصر
اتفقا كل من جمال عبد الناصر وقائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، على التنازل عن الأرض، فعبد الناصر تنازل عن السودان طواعية ثم سيناء وغزة بعد الاحتلال لهما في 1967، أما السيسي فقد تنازل طواعية عن تيران وصنافير لصالح السعودية.
وانفرد عبد الناصر بالسلطة ومعه شريك العمر عبد الحكيم عامر فالأول له الزعامة والتمدد الإقليمي عبر القومية العربية والثاني يسيطر على شئون الداخل.
كما وضع عبد الناصر نصب عينيه محاربة جماعة الإخوان باعتبارهم البديل لنظريته، واستطاع أن يحقق في طريق ذلك الكثير من الإنجازات طبقا لنظريته، حيث دعم حركات التحرر في البلدان العربية والأفريقية ومحاولة الاستفادة من تجارب شعوب أمريكا اللاتينية.
كما دعم التيارات التي لا تخالف فكرته وتتسق مع مبادئه وقدم دعما بدون حدود للانقلابات العسكرية في سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان، سواء تحت مزاعم مواجهة الاستعمار أو الانقلابات الداخلية المؤيدة لفكرته.
ويعمل السيسي يوميا على اعتقال العشرات من الإخوان، وارتكب ضدهم العشرات من المجازر كان أبرزها فض رابعة العدوية والنهضة.
أضف تعليقك