رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن الإجراءات العقابية الاقتصادية التي فرضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على تركيا ساهمت في تعزيز شعبية الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان؛ فقد منحته تلك العقوبات سبباً آخر للاعتزاز بالهوية الوطنية وهو يقف أمام قوة عظمى.
وتابعت الصحيفة: "أردوغان نشر مقالاً في صحيفة نيويورك تايمز أكّد فيه أن الولايات المتحدة لم تحترم تركيا، وأن بلاده لن تستجيب للضغوط الأمريكية، متوعّداً بالبحث عن أصدقاء جدد".
وتضيف الصحيفة الأمريكية: "يتمتّع الرئيس التركي بعلاقة قوية مع الطبقة المحافظة والطبقة العاملة في المجتمع التركي، ويتحدّث إليهم ببساطة وصدق، يتعامل معهم وكأنهم عائلة واحدة، لذا فإن الكثير من مؤيّديه يقولون إنهم يحبّونه لأنهم يشعرون أنه واحد منهم".
ويستغلّ أردوغان الأزمة -بحسب الصحيفة- لاستعادة أمجاد الماضي التاريخية والدينية، ويذكّر الشعب بما كانت تتعرّض له الإمبراطورية العثمانية من هجمات، معتبراً أن ما يقوم به هو والشعب إنما هو كفاح وطني مماثل لحرب الاستقلال ضد القوى الاستعمارية قبل أكثر من قرن.
وفي أحد خطاباته أمام أعضاء حزبه العدالة والتنمية، قال أردوغان؛ إن الغرب لا يستطيع تحمّل تركيا متقدّمة في ظل حكمه، "لذا نحن بحاجة إلى الحفاظ على موقفنا السياسي لأن هذا الهجوم الاقتصادي لا يرتبط بحالنا الاقتصادي، وإنما هناك نوايا أخرى وراء ذلك".
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت مجموعة عقوبات اقتصادية على تركيا؛ على خلفيّة مطالبتها لأنقرة بالإفراج عن القس الأمريكي المحتجز في تركيا، أندرو برونسون، وتتهمه أنقرة بالتعاون مع الانقلابيين، والتعاون مع تنظيم فتح الله غولن، المعارض التركي المتّهم بتدبير انقلاب 2016، والمقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية.
ومنذ إعادة انتخابه، في يونيو الماضي، أصبح أردوغان رئيس تركيا القوي أكثر من أي وقت مضى، ولا يزال يدير البلاد بلا كلل، ويعقد اجتماعات الأحزاب، ويقطع الأشرطة، والأهم من ذلك يواصل إلقاء خطابات جماهيرية وصلت إلى معدّل 3 خطابات في اليوم الواحد، وتُبثّ في العديد من محطات التلفزة التركية.
أضف تعليقك