ا – تكوين شخصية المسلم تكويناً متكاملا يلبى مطالب الدين ومطالب الدنيا أى المعاد والمعاش . وهذا التكوين يتناول :
-العقيدة الصحيحة فى الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
-العبادة الصحيحة بأدائها وفق ما جاءت بها شريعة الإسلام، والعبادة بمعناها الواسع الذى يجعل كل العمل عبادة ، ويبرز منه جانب العدل والإحسان .
-الخلق والسلوك الملتزم بأوامر الإسلام ونواهيه ومستحباته ومكروهاته .
-العلم أولا بكتاب الله وسنة الرسول- صلى الله عليه وسلم - . وثانيا بكل ما هو لازم أو هام من علوم الحياة على مختلف أشكالها وتخصصاتها ، بل التبريز فى هذا العلم .
-العمل والتطبيق لكل ما علمه المسلم من أمور دينه ، وأمور دنياه ، وبخاصة فى مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد فى سبيل الله ؛ لتكون كلمة الله هى العليا .
-العناية بالبدن بالأخذ بكل أسباب القوة، والابتعاد عن كل ما يضعف هذا البدن، أو يصرفه عن الوجهة التى فطره الله عليها فى ضوء ما أحل الله وما حرم .
-المهارات والقدرات وضرورة الاهتمام بأن يكون كل مسلم عارفاً لاستغلال قدراته ، ومنمياً لمهاراته وعلى رأسها تعلم حرفة للكسب.
وكل ذلك إنما يتم على وجهه داخل الأسرة ووفق برنامجها.
2 - توثيق الروابط بين أفراد الجماعة اجتماعياً وتنظيمياً؛ وذلك عن طريق تحقيق أركان الأسرة من تعارف وتفاهم وتكافل؛ بحيث يؤدي ذلك إلى تقوية الروابط الاجتماعية بين الأفراد، كما يجب أن يؤدى إلى توثيق الروابط التنظيمية على كافة مستويات التنظيم فى الجماعة، الأسرة والشعبة والمنطقة وما إلى ذلك من التنظيمات. وإنما يتم ذلك داخل الأسرة بالممارسة العملية والتطبيق والرقابة والمتابعة، الرقابة الذاتية عن طريق ورد المحاسبة والمتابعة من أفراد الأسرة ومن نقيبها.
3 - العمل على زيادة الوعي بالتيارات الموالية للعمل الإسلامى أو المعادية له :
لدعم التيارات الموالية أيا كان أصحابها وللتصدى للتيارات المعادية أيا كان أصحابها كذلك، الدعم والتصدى بأنسب الأساليب وأقربها إلى الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتى هى أحسن . وأبرز هذه التيارات : - ــ التيار الاجتماعى وما يفرزه من عادات وتقاليد يجب أن تعاير بمعايير إسلامية ، فما وافق منها الإسلام قبل وما خالفه رفض وَرُدَّ.
-التيار السياسى وما يقدمه من مذاهب ونظريات وأحزاب وفكر وثقافة . لتأييد ما والى الإسلام ، والتصدى لكل ما يعادى الإسلام ، أو يختلف مع شىء من مبادئه وقيمه .
-التيار الاقتصادى وما يمثله من قوة وقدرة تتمثل فى مؤسساته وأجهزته والآته ، وما يفرزه هذا التيار من نظم وقيم توالى ما جاء به الإسلام ،أو تعاديه ، لدعم الموالى وصد المعادى كذلك.
4 - الإسهام فى إطلاق قوى الخير والصلاح الكامنة فى شخصية المسلم ، وتوظيفها لخدمة الدين وتحقيق أهدافه ، وإنما يكون ذلك بالتعرف على قوى الخير والصلاح فىكل فرد ، ورصد هذه القوى ، ثم توظيفها لخدمة الدين ؛ بعد التعرف الدقيق على متطلبات الدين فى مرحليات بعينها ووفق أولويات بعينها كذلك .
وهذه القوى التى يجب أن ترصد فى كل مسلم تتنوع :
- قوة عقل وثقافة وقدرة على التحليل .
- قوة بدن وقدر على التحمل .
- قوة زوح وعقيدة وعبادة .
- قوة قيادة وسياسة وتنظيم .
- قوة تجميع للناس وتحبب إليهم .
- قوة على العمل والاستمرار فيه .
- قوة على خدمة الناس والسعى فى حوائجهم .
وكذلك الشأن فى التعرف على متطلبات الإسلام فى مرحلة من مراحل الاحتياج ، وأولوية هذه الاحتياجات وفق تنسيق خاص .
وكل ذلك إنما يعرف ويكشف فى داخل الأسرة ، ووفق ما أعد لها من برنامج .
5 ـ مقاومة عناصر التخاذل والسلبية فى شخصية الفرد ، مقاومة تعتمد أيضا على رصد العناصر ومعرفة أسبابها ، ثم العمل على إزالة أسبابها ، وتوجيه صاحبها نحو الإيجابية والإحساس بالتبعة .
ومن أبرز هذه العناصر ما يلى :
ــ الرين والصدأ الذى يغشى القلب فيصرفه عن واجبه .
ــ الكسل والتراخى .
ــ البعد عن الإخوة العاملين النشطين .
ــ ضعف الإحساس بالتبعة .
ــ سوء فهم الهدف والغاية من العمل الإسلامى .
ــ الانحراف فى تيار معاد متستر .
ــ ضعف العبادة وعدم ارتياد المسجد .
مع ضرورة التعرف على سبب أى عنصر من هذه العناصر ، أو غيرها لازلته أولا ، ثم العمل على تشجيع صاحبها على العمل والسعادة به . وغالبا ما يكون ذلك ـ بعد إزالة الأسباب ـ بما يلى :
ــ إذكاء عناصر الإيمان و لإسلام والإحسان فى النفس .
ــ التذكير بواجب الفرد نحو ربه ونحو دينه ونحو أخيه ونحو مجتمعه وعالمه الإسلامى .
ــ التفقيه والتثقيف عن طريق القراءة والبحث ، والتشجيع على ذلك .
ــ الإحاطة الاجتماعية بهذا الفرد ، بمعنى أن يحيط به عدد من إخوانه العاملين النشطين المحبين للعمل .
ــ القيام برحلات وزيارات تذهب هذا التباطؤ والتراخى .
ــ عقد صلات بين هذا الأخ وبين بعض
ــ ملازمة نقيب الأسرة لهذا الأخ المتكاسل أطول فترة ممكنة .
6 - تحقيق معنى الاعتزاز بالإسلام ، والالتزام بادابه وأخلاقه فى كل مناشط الحياة ومكارهها .
وهذا سوف يتطلب من كل فرد من الأفراد مايلى :
- أن يخلع ويهجر أى اعتزاز بمبدأ غير الإسلام .
ــ أن يعتز بالإسلام أكثر من اعتزازه بذويه أو وطنه ، وأن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .
ــ أن يتقيد بكل خلق فاضل دعا إليه الإسلام مهما كلفه هذا التقيد من جهد ، ومهما جعله يشعر بالغربة فى أى مجتمع غير متقيد بآداب الإسلام وأخلاقه.
ــ أن يبتعد عن كل ماطالب الإسلام بالابتعاد عنه ؛ من خلق رذيل أوسلوك شائن ، وأن يحتمل فى سبيل هذا الابتعاد كل ما يعرض له من متاعب نفسية أو اجتماعيه أو سياسية مهما كان ثقل ما يحتمل .
ــ أن يعتبر أن العالم الإسلامى كله هو وطنه الذى يعمل من أجل رفعته وسيادته ، وتحكيم شرع الله فيه .
7 - تحقيق معنى الانتماء للجماعة والالتزام بأهدافها ورسائلها وحركها ونظمها وآدابها ، بكل مايتطلبه الانتماء من تبعات مادية أو معنوية ، تبعات تتطلب جزءا أساسيا من الوقت ومن الجهد ومن المال .
والجماعة دائما - وفى كل وسائلها وأنظمتها وقانونها الأساس ولائحتها الداخلية - تنادى بأعلى صوت ؛ بأن كل مالها من أهدافوكل ماتتخذه من وسائل وكل حركة لها وكل نظام وكل أدب ؛ إنما ينبع كل ذلك من مصدرين رئيسين هما:
-كتاب الله .
-وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بمعناها الواسع الذى تدخل به السيرة فى السنة على أنها السنة العملية ، إذ من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ينبغى أن تؤخذ القدوة . وليس فى مبادىء الجماعة كما تنبىء عن ذلك رسائل المرشد المؤسس ،
شئ يخالف ماجاء فى القران الكريم ، أو السنة النبوية المطهرة فى ضوء فهمها فهما صحيحا دقيقا خاضعا فى إدراكه وتناوله للأدوات الأصلية ؛ التى بها يتمكن المسلم من فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكل ذلك إنما يتم داخل الأسرة وفق برنامجها الثقافى الذى يعتمد أساسا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
8 - تدارس المشكلات والمعوقات التى تعترض عمل الفرد من أجل الإسلام تدارسا يشخصها بدقة ، ويرسم خطوط علاجها بوضوح .
وهذه المشكلات على مستويات عديدة منها .
- مشكلات على مستوى الفرد .
-ومشكلات على مستوى العائلة التى ينتمى إليها الفرد .
-ومشكلات على مستوى الحى الذى يعيش فيه .
-ومشكلات على مستوى جهة العمل التى يعمل فيها .
-ومشكلات على مستوى المجتمع كله سواء أكانت اجتماعية ، أو سياسية ، أو فكرية ثقافية ، أو اقتصادية ، أو أفكارا غازية معادية .
9 - تعميق مفهوم الدعوة والحركة فى الفرد المسلم ، إذ كل مسلم مطالب بأن يكون داعية إلى الله ، متحركا عاملا من أجل هذا الدين فى حدود علمه وطاقته ، وما أتاح اللة له من معرفة بهذا الدين .
-أما أولئك الذين يقولون : إن الدعوة إلى الله والحركة من أجل هذا الدين كل من اختصاص أهل التخصص أو أهل الدين ، فليسوا على صواب فى هذا الفهم ؛ لأن المسلمبن جميعا بحكم كونهم مسلمين هم من أهل الدين ، ولأن الدعوة إلى الله قد طولب بها محمد صلى الله عليه وسلم وكل من اتبعه من منطلق قول الله تعالى :
( أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى ) . والبصيرة قد تكون بإحدى الفضائل التى دعا إليها الإسلام ، أما المتخصصون فى علوم الدين فهم أهل الفتيا فى أمور الدين .
10 - تعميق مفهوم الإدارة والتنظيم فى مجال العمل الإسلامى ، وذلك مطلب ضرورى ؛ لأن أى عمل يخلو من التنظيم جدير بألا يبلغ هدفه ، بوكل عمل لا يدار بأسلوب صحيح وبمدير واع فاهم لطريقة الإدارة ، وقادر على توظيف كل طاقة من
طاقات العمل والعاملين لصالح العمل الإسلامى ، جدير كذلك بأن يضطرب ويضل طريقه ، فضلا عن أن يبلغ هدفه .
وكل تلك الأهداف العامة للأسرة ، إنما تدرك فى داخل الأسرة ؛ وفق برنامجها وفى رعاية نقيبها وفى هذا العدد المحدود من الأفراد .
أضف تعليقك