بقلم.. ولهان خالد حسين آل جعفر
إذا كان من طبيعة الحياة أن تقدّم لكل فرد تجربة أو عدة تجارب تنقله من طور إلى آخر، بغض النظر عن تلك الانتقالة وكيفيتها وطريقة التعامل معها، فإن معطيات هذه التجارب سوف تتباين أبعادها، وآثارها، والصورة التي تنتهي إليها بين الأشخاص، تبعاً إلى نوع التجربة من ناحية، وطبيعة تلك الشخصية من ناحية أخرى، مع الأخذ بالظروف الخاصة والعامة التي أحاطت بالشخص، وقد تكون تجربة العقيدة من أشد التجارب تأثيراً في حياة الإنسان أياً كان منشأ ذلك المعتقد وطبيعته، سواء كان (منبثقاً عن تصوّر إلهي أو عن تصوّر فلسفي من نتاج الفكر البشري، إلا أنه لا يخرج في عمومه عن كونه تفسيراً يبيّن موقف الإنسان من هذا الوجود وعلاقته بخالقه والكون والحياة)(1).
و سيد قطب من الأشخاص الذين مرّوا بمثل هذه التجربة (الإسلام عقيدة) فكان أثر هذه التجربة عليه من القوة بحيث هزّت كيانه جملة –فكراً ووجداناً- ولا غرابة في هذا التوجّه، فهو ينتمي إلى العصر الحديث الذي (برزت فيه على الساحة العربية تيارات أدبية ونقدية متنوعة فكان للأدب العربي في الربع الأول من القرن العشرين أدباء إسلاميون في مباحثهم وأعمالهم، لا يجذبهم الأدب العربي الذي يحاول أن يقتفي خطا الغرب بقدر من يجذبهم الأدب العربي الأصيل، وخير من مثّل هذا الاتجاه الإمام (الرافعي) وتلاميذه، كان في الطرف الآخر طائفة اتجهت صوب الغرب وسعت إلى ربط الأدب العربي بالأدب العالمي أمثال (طه حسين) الذي يبتدئ إنتاجه بالشعر الجاهلي مثيراً قضية (الشك) ومتابعاً (ديكارت) في منهجه، ويتأثر (العقاد) بمثالية (هيجل) ويتابعه في ذلك تلميذه سيد قطب ، وسرعان ما نشب الصراع بين الطرفين فظهر أدب إسلامي جديد يكتبه طه حسين، ويصبح العقاد كاتب شخصية الرسول (صلى الله عليه وسلم)، أما سيد قطب فيدخل نتاجاً جديداً ممتعاً مستمداً من روح القرآن الكريم في كتابيه (التصوير الفني في القرآن) و(مشاهد القيامة في القرآن)(2) وكنا قد أشرنا من قبل عند تناولنا حياة سيد قطب إلى أنه مر بأطوار حياتية متباينة تبعاً لثقافته الفكرية والعقائدية، مما ترك أثراً على حياته واضحاً فكان يعيش صراعاً نفسياً داخلياً حتى استقر أخيراً في الاتجاه الإسلامي عن طريق القرآن الكريم (فكان دخوله عالم القرآن الكريم دخولاً حميداً وبخطى واثقة ومقتدرة، وأصبح من دعاة الفكرة الإسلامية يناضل ضد التقليد والتقاليد معاً، ومبيناً فكرة الإسلام العامة لا جحود ولا جمود)(3)
يقول سيد قطب موضحاً أثر القرآن الكريم على روحه وقلبه وعقله: (الحياة في ظلال القرآن نعمة، نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها، نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه، الحمد لله.. لقد عشت أسمع الله سبحانه يتحدث إليّ بهذا القرآن، أنا العبد القليل الصغير، أيّ تكريم للإنسان هذا التكريم العلوي الجليل؟ عشت أتملّى في ظلال القرآن ذلك التصور الكامل الشامل الرفيع النظيف للوجود، لغاية الوجود كله، وغاية الوجود الإنساني، وأقيس إليه تصورات الجاهلية التي تعيش فيها البشرية، وأتساءل: كيف تعيش البشرية في الدرك الهابط، وفي الظلام البهيم، وعندها ذلك المرتع الزكي، وذلك النور الوضيء؟ عشت في ظلال القرآن أحسّ التناسق الجميل بين حركة الإنسان كما يريدها الله، وحركة هذا الكون الذي أبدعه الله، ثم أنظر فأرى التخبّط الذي تعانيه البشرية في انحرافها عن السنن الكونية، وأقول في نفسي: أيُّ شيطان لئيم هذا الذي يقود خطاها إلى هذا الجحيم؟ عشت في ظلال القرآن أرى الوجود أكبر بكثير من ظاهره المشهود، أكبر في حقيقته وفي تعدّد جوانبه، إنه عالم الغيب والشهادة، لا عالم الشهادة وحده، إنه الدنيا والآخرة لا هذه الدنيا وحدها، الموت ليس نهاية الرحلة، إنما هو مرحلة في الطريق، وما يناله إنسان من شيء في هذه الأرض إنما هو قسط من ذلك النصيب، وأن المرحلة التي يقطعها على ظهر هذا الكوكب إنما هي رحلة في كون حي مأنوس، وعالم صديق ودود، كون ذي روح تتلقى وتستجيب، وتتجه إلى الخالق الواحد الذي تتجه إليه روح المؤمن في خشوع)(4)
ثم يقول أيضاً: (ومن ثم عشتُ في ظلال القرآن، هادئ النفس، مطمئن السريرة، قرير الضمير، عشتُ أرى يد الله في كل حادث وفي كل أمر، عشت في كنف الله ورعايته، أستشعر إيجابية صفاته وفاعليتها، أي طمأنينة ينشئها هذا التصور؟ وأي سكينة يفيضها على القلب؟ وأي ثقة في الحق والخير والصلاح؟ وأي قوة واستعلاء على الواقع الصغير يسكبها في الضمير)(5)؟ ويبين لنا أخيراً النتيجة التي خرج بها من رحلته مع القرآن الكريم (وانتهيت من فترة الحياة في ظلال القرآن إلى يقين جازم حاسم، أنه لا صلاح لهذه الأرض، ولا راحة لهذه البشرية، ولا طمأنينة لهذا الإنسان، ولا تناسق مع سنن الكون وفطرة الحياة، إلا بالرجوع إلى الله)(6)
وانطلاقاً من هذه النظرة الشاملة للقرآن الكريم عالج سيد قطب كثيراً من القضايا التي تخص الأدب الإسلامي بمنظار الأديب الناقد، والمفكر، والداعية المسلم، وحيث (أن الناقد لا يجوز أن يتحدث في الأدب إلا في نطاق نظرة عامة في الفن لأن الأدب فرع منه، ولا يحق له أن يتحدث في الفن إلا من خلال نظرة عامة إلى الحياة والوجود، أي من خلال فلسفة عامة، لأن نظرة ما في الفن ما هي إلا لون من ألوان التفكير الفلسفي، كذلك لا ينبغي للناقد أن يتحدث عن الفنان إلا أن يكون الناقد نفسه، ذا موقف من الإنسان عامة، لا سيما إذا كان الناقد لم يمسك بالقلم لمجرد التسلية، وأحس في الوقت نفسه بقيمة الكلمة وأثرها)(7).
وتشغل قضايا الأدب الإسلامي مكانة بارزة من بين القضايا النقدية التي عالجها النقاد قديماً وحديثاً، ولعل مصطلح الأدب الإسلامي نفسه من أكثر المصطلحات اضطراباً، لتنوع دلالته(8).
يرتبط الأدب الإسلامي لدى سيد قطب بالإسلام نفسه، فهو يستمد منه قيمه وموازينه، ومهمة هذا المنهج في الفن هي مهمة الإسلام نفسها (فالإسلام جاء ليغير التصور الاعتقادي، ومن ثمة يغير الواقع الحياتي المعاش ويبني في الوقت نفسه عقيدة وأمة، وينشئ منهجاً خاصاً به، ليس منهج مرحلة، ولا منهج بيئة، ولا منهج ظرف خاص، إنما هو منهج أصيل، لأن الدين الإسلامي ليس مجرد (نظرية) تتعامل مع (الفروض) إنما هو (منهج) يتعامل مع (الواقع)(9).
أما عن الكيفية والحالة التي يشغل فيها الفن مكانه من الإسلام فيصبح منهجاً من غير أن ينسلخ عن طبيعة الإسلام فقد ذهب سيد قطب إلى (أن الإسلام يرسم صورة للحياة في النفس، ويكيف النفس بهذه الصورة، فيندفع في حركة واعية إلى تحقيقها في عالم الواقع، والأدب والفن يشتركان في عملية التغيير والتطهير، شأنهما في ذلك شأن كل حركة أخرى في موكب العقيدة(10).
هذا من ناحية (المنهج) وطبيعته أما من ناحية (الإسلامي) فإننا نجد سيد قطب يوضح هذا المصطلح على ضوء طبيعة الإسلام رسالة سماوية شاملة، ومبيناً ما طرأ عليه من محاولة تغيير دلالته في العصر الحديث، من خلال قصره على فترة زمنية محددة أو جانب محدد، ذهب سيد قطب إلى أنه (شاع استخدام مصطلح الإسلامي فيما يخص الأزمنة السابقة، أو على ما يتصل بالعقائد حصراً، وأن هذا الاستخدام في حقيقته تقليد للغرب في إطلاقهم لفظ نصراني على الأزمنة السابقة للعصور الحديثة والمعاصرة، نتيجة فصلهم بين السياسة والدين، وبما أن طبيعة الإسلام تختلف عن سائر التصورات والديانات الأخرى، باعتباره لا يفرق بين السلطة الزمنية والسلطة الدينية، ولا يجعل الدين بمعزل عن الحياة، فإن الاضطراب هو النتيجة الحتمية لهذا التقليد)(11)
من هنا ركز سيد قطب كثيراً على توضيح هذا الجانب من طبيعة الإسلام بما يمثله من عقيدة متكاملة موحدة، في مصدرها، وفي تلقيها، وفي تطبيقها.
أما فيما يخص العلاقة بين صورة الإسلام هذه والأدب، فقد رصدناها فيما ذهب إليه سيد قطب من أن (الأدب هو التفسير الشعوري للحياة، وهو منبعث عن المنبع الذي تصب فيه جميع الديانات، والفلسفات، والتجارب، والمؤثرات، في بيئة من البيئات، وهو من أشد المؤثرات في تكوين فكرة وجدانية عن الحياة، وفي طبع البشرية بطابع خاص)(12).
هذا يعني أن الأديب في نظر سيد قطب يرتكز على خلفية فكرية، قد تكون عقائدية، أو فلسفية، تفسر له الأشياء من حوله، وتترك أثرها عليه، وبناء على هذه النظرة دعا سيد قطب إلى ضرورة أن يكون هناك أدب يترجم عن روح المسلم وشخصيته المميزة، وقد عزا الدكتور نجيب الكيلاني ظهور هذا التوجه لدى سيد قطب إلى انتمائه إلى الحركة الإسلامية ممثلة في جماعة الإخوان المسلمين، التي استطاعت أن تجمع أكبر عدد من الكتاب والأدباء الإسلاميين(13) وتشير الدراسات الحديثة التي عنيت بالأدب الإسلامي إلى أن الأدب الإسلامي وفق هذه النظرية (من الحداثة والجدة، وأن أول من دعا له هو سيد قطب نفسه(14).
إن سيد قطب في توضيحه معالم الأدب الإسلامي لم يخرج عن نطاق النظرة التعبيرية إلى الأدب، وأدب الشخصية القائم على فلسفة خاصة، وبذلك وجدت لديه صياغة أخرى تلتقي في جوانب كثيرة مع التعريف الذي كان قد اعتمده في تفسيره للعمل الأدبي، وهو (التعبير عن تجربة شعورية في صورة موحية)(15) مع تأكيده على القيم الحياتية الحية التي تمثل نظرة الأديب الفكرية والشعورية إلى الحياة، وتحت هذا الأدب ينضوي الأدب الإسلامي باعتباره أدب فكرة وقيم، فقد ذهب سيد قطب إلى (أن الأدب تعبير موح عن قيم حية ينفعل بها ضمير الفنان، تنبثق عن تصور معين للحياة، هذه القيم تختلف من نفس إلى نفس، ومن بيئة إلى بيئة، ومن عصر إلى عصر، وحيث أن الإسلام تصور معين للحياة، فمن الطبيعي أن يكون التعبير عن هذه القيم، أو عن وقعها في نفس الفنان ذا لون خاص، وأنه من العبث محاولة تجريد الأدب أو الفن، من القيم التي يحاول التعبير عنها، لأننا لو أفلحنا في ذلك فلن نجد سوى عبارات خاوية)(16).
وحيث إن سيد قطب نظر إلى الأدب الإسلامي أولاً من خلال ما يحمله الأثر الأدبي من قيم، فإن هذا سيؤدي بالنتيجة إلى أن يكون هناك أدب إسلامي، وأدب يلتقي مع التصور الإسلامي أو يقترب منه، معتمدين في ذلك على (أن الإسلام فكرة، فهو ليس ملك أحد من البشر على الإطلاق، ولا يمكن لأحد أو جماعة أو شعب أن ينسبه إليه أو يحتكره له، فكون الإسلام ديناً جعل منه ملك الإنسانية، فكل من يكتب أدباً في إطار هذه الفكرة يعتبر أدبه إسلامياً، حتى لو لم يكن مسلماً، على أساس أن هذه (الفكرة) تتطلب (قيماً) معينة هي التي تحكم بالموازين التي تجعل من هذا الأدب إسلامياً أو لا)(17).
هذه الصورة من الأدب الإسلامي تبدو لنا بهذا الشكل إذا اكتفينا بالنظر إلى هذه القيم من خلال الأثر الأدبي فقط دون صاحبه، وهو بذلك لا يحدد الأدب الإسلامي بصورته النهائية، ومن هنا ذهب سيد قطب إلى أن الأدب الإسلامي (هو التعبير الناشئ عن امتلاء النفس بالمشاعر الإسلامية، فلا يمكن تقسيم الإسلام إلى أجزاء، لا في طبيعة الإسلام، ولا في آثاره في النفس البشرية، أو في واقع الحياة)(18) أي أن ميزة الأدب الإسلامي لدى سيد قطب هو اعتماده على التخطيط الفكري، والبناء الفلسفي لدى الأديب، وهو بذلك يمثل أدب الفكرة وأدب القيم التي تنبثق عن الفكرة الإسلامية، وأدب الشخصية المستقلة وتأثراتها بهذه الفكرة العامة، وأدب جماعة من المسلمين تلتقي تصوراتهم وتتقارب من حيث المصدر والغاية والوسيلة. هذا الذي ذهب إليه سيد قطب في تحديده مصطلح الأدب الإسلامي منطقي إلى حد ما على أساس (أن غالبية الأدباء ينطلقون من أساس فكري أو فلسفي، ويسيرون على منهج بعينه)(19) وهذا ما يجعلنا نقف عند العلاقة بين الفكر أو الفلسفة من جانب، والفن من جانب آخر، التي ركز عليها سيد قطب كثيراً كما أوضحنا ذلك عند تناولنا فنون العمل الأدبي لديه، إلا أن الأساس الذي أقام عليه سيد قطب نظرته هذه لم يكن مستحدثاً من كل جوانبه، فالعلاقة بين الأدب والعقيدة قضية أصيلة من قضايا نشأة الأدب قديماً وحديثاً(20) حيث (أن معتقد الأديب ذو تأثير واضح على نتاجه الأدبي، لأنه جزء أساسي من الإطار العام لتجربته الشعورية، وأن الأدب بطبيعته يحتاج إلى خلفية عقائدية يرتبط بها دائماً، فقد ظل الأدب في العالم أجمع مرتبطاً بالعقيدة الدينية، حتى العصر الحديث عندما لم يعد للسلطة الدينية وجهها الجماعي القديم، فراح الإنسان سيبحث عن عقيدة أخرى، ومن ثم لم تخل أعماله الفنية في أي وقت من أن يكون تعبيراً عن عقيدة)(21).
بقيت مسألة مهمة نستطيع أن نتناولها ضمن تحديدنا للمصطلح وهي (لغة) هذا الأدب، فقد ذهب سيد قطب إلى (أن الأمة المسلمة ليست أرضاً كان يعيش عليه الإسلام، وليست قوماً كان أجدادهم في عصور من العصور يعيشون بالنظام الإسلامي، إنما هم جماعة من البشر تنبثق تصوراتهم وحياتهم وأوضاعهم وأنظمتهم وقيمهم وموازينهم من المنهج الإسلامي)(22) فالأمة الإسلامية بذلك تقوم على أساس العقيدة لا على أساس اللغة، ولهذا أثره في تجانس التصورات المنبثقة عن هذا المعتقد بشكل عام. (حيث إن إقامة الأدب على أساس العقيدة، يعني بالنتيجة خروج هذا الأدب من حدوده الإقليمية المحدودة بنطاق اللغة ليأخذ صفقة إنسانية عالمية)(23).
خصائص التصور الإسلامي لـ (الله والكون والحياة والإنسان)
عني سيد قطب كثيراً بتوضيح نظرة الإسلام إلى (الله والكون والحياة والإنسان) بما تمثله من حقائق يقينية مستمداً ذلك من القرآن الكريم، وقبل أن نتناول خصائص التصور الإسلامي لهذه الحقائق بالشكل الذي استقر عليه فكر سيد قطب، نقف أولاً عند منهجه في عرض هذه الحقائق. أشار سيد قطب إلى (إن منهجه يحاول أن يجعل النص القرآني هو الذي يتولى تقرير هذه الحقائق، وتكون عباراته مجرد عامل مساعد، خلافاً للمنهج الذي يسوق الآيات القرآنية للاستشهاد في مواضع من البحث على القضية التي يكون قد قررها بأسلوبه)(24)
وقد التزم سيد قطب هذا المنهج حقيقة في مجال الدراسات الإسلامية لاسيما في كتبه (خصائص التصور الإسلامي) و(مقومات التصور الإسلامي) فضلاً عن تفسيره الضخم (في ظلال القرآن). ولعل أبرز ما في هذا المنهج (أن هذه الحقائق ليست إبداعاً لشيء غير موجود أصلاً، فهي مجموعة حقائق موجودة، أو موجودة أصولها، وصياغة جديدة لمقومات قائمة في الأذهان)(25).
كان سيد قطب في توضيحه خصائص التصور الإسلامي إنما كان ينطلق من وجهة نظر الدعوة إلى تبني الفكرة الإسلامية منهجاً للحياة، وكان من دعاتها المبرزين، من هنا نشأ التباين في نتاجه الإسلامي، من حيث الغاية، ففي الوقت الذي كان فيه سيد قطب معنياً بعرض خصائص القيم الفنية والجمالية في التعبير القرآني، مال إلى (أن البحوث ترف عقلي ونفسي لا يكون في طفولة الأمم، ولا في أوائل فتوتها، بل تجيء بعد أن تستكمل ضرورياتها، وتستكفي من حاجاتها، وتشبع من بنيتها، ثم تأخذ بالترف وقد فرغت من مطالب الضرورة، فإذا هي عنيت بالنواحي الفنية قبل ذلك، فهي عناية المتملي أو عناية المتذوق أو عناية المأخوذ)(26) فكان من أثر هذا التذوق والتملي للقرآن الكريم أن أخرج دراستيه (التصوير الفني في القرآن) و(مشاهد القيامة في القرآن)، غير أن هذه النظرة للقرآن الكريم أخذت بعداً آخر لدى سيد قطب على أساس (أن القرآن لم يجيء ليكون كتاب متاع عقلي، ولا كتاب أدب أو فن، ولا كتاب قصة أو تاريخ، وإن كان هذا كله من محتوياته، إنما جاء ليكون منهج حياة، منهجاًَ إلهياً خالصاً، ولا يمنح كنوزه إلا لمن يقبل عليه بروح التلقي للتنفيذ، روح المعرفة المنشئة للعمل)(27). تكمن أهمية خصائص التصور الإسلامي لـ (الله والكون والحياة والإنسان) لدى سيد قطب من ناحية أنها (تشكل تصوراً خاصاً بالمسلم يختلف عن سائر التصورات الأخرى، سواء في ذلك التصورات المستمدة من عقائد دينية أم كانت مستمدة عن أساطير أو فلسفات بشرية)(28).
هذه الخلفية الثقافية والفكرية التي يرتكز عليها الأديب سوف تترك أثرها على طبيعة الفن المنبثق عنها، فضلاً عن خصوصية الإسلام في تصوره هذا. ذهب سيد قطب إلى أن هذا التصور هو أوسعها وأشملها معتمداً أسلوب المقارنة بين الإسلام وغيره من التصورات في نظرتهم إلى الحياة مؤكداً (إن الإنسانية ظلت دهوراً طويلة لا تهتدي إلى فكرة شاملة عن الخلق والخالق حتى جاء ، فأعطى ذلك التصور الشامل، فجمع بين الأرض والسماء في نظام الكون، والدنيا والآخرة في نظام الدين، والروح والجسد في نظام الإنسان، والعبادة والعمل في نظام الحياة}(29). وهنا يجد سيد قطب أن هذا التصور الشامل من شأنه (أن يقدم للإنسان تفسيراً شاملاً للوجود، يتعامل معه على أساسه، فيحدد للمسلم دوره في الكون، وحدود اختصاصه، وعلاقته بخالقه، وعلى ضوئها كذلك يتحدد منهج حياته، ونوع النظام الذي يحقق هذا المنهج)(30)
ويرى في الوقت نفسه أن الآثار التي سوف تترتب عن استقرار هذا التصور في ضمير المسلم ستكون إيجابية معتمداً في ذلك (أن هذا التصور يرفع من اهتمامات البشر بقدر ما يكشف لهم عن علة وجودهم وحقيقته، ومصيره، وبقدر مال يجيب إجابة حاسمة وواضحة عن الأسئلة التي تساور كل نفس، من أين جئت؟ لماذا جئت؟ إلى أين أذهب؟)(31) وبذلك تكون حياة المسلم المستمدة من هذا التصور الشامل حياة كبيرة وشاملة، على أساس أنها مرتبطة بوظيفة ضخمة تتجلى في ارتباطها بهذا الوجود العظيم، وهي في الوقت نفسه ذات أثر في حياة هذا الوجود العظيم.
لم يكتف سيد قطب بتوضيح أهمية التصور الإسلامي للحقائق الأساسية ممثلة بـ (الله والكون والحياة والإنسان) بل توقف عند سمات كل حقيقة من هذه الحقائق من خلال عرض القرآن الكريم لها، وأولى هذه الخصائص تتمثل في تحديد المصدر الذي يستقي منه هذا التصور خصائصه، فقد ذهب سيد قطب إلى أن (الربانية تمثل الخاصية الأساسية للتصور الإسلامي، على أساس أن هذا التصور مستوحى من مصدر إلهي وليس من مصدر بشري) (32)، فسيد قطب يؤكد أن مصدر هذا التصور ينفرد به (الله) وبذلك تكون هناك حقيقتان مطلقتان في تصور المسلم هما (حقيقة الإله) و(حقيقة الإنسان) وهما حقيقتان متغايرتان ومستقلتان تمام الاستقلال، وحول هاتين الحقيقتين تدور مجموعة من الخصائص تشكل بمجموعتهما نظرة الإسلام العامة إلى (الله والإنسان والكون والحياة) انطلاقاً من (أن هذا التصور الرباني يبدأ من الحقيقة الإلهية التي يصدر عنها الوجود، ويعني عناية خاصة بالإنسان، فيعطيه مساحة واسعة من هذا الوجود، ثم يعود بالوجود كله إلى الحقيقة الإلهية التي صدر عنها)(33)، وبما أن هذا التصور منبثق عن مصدر إلهي، لذا مال سيد قطب إلى أن وظيفة المسلم تجاه هذا المصدر تتحدد بـ (التلقي والاستجابة والتكيف والتطبيق في واقع الحياة)(34)
بمعنى أن التلقي يجعل من التصور الإسلامي منهج حياة من خلال تطبيقه في واقع الحياة، وقد أكد سيد قطب كثيراً على توضيح هذا الجانب في طبيعة الإسلام من خلال اقتران العمل الصالح بالإيمان، (فالإيمان حقيقة إيجابية متحركة، ما إن تستقر في الضمير حتى تسعى بذاتها إلى تحقيق ذاتها في الخارج في صورة عمل صالح)(35)
وقد رد سيد قطب طبيعة الإيمان في الإسلام إلى المنهج الرباني على أساس (أن هذا المنهج حركة دائمة متصلة في صميم الوجود، صادرة عن تدبير متجهة إلى غاية)(36) من خلال هذه الرؤية لحقيقة كل من الإله والإنسان وطبيعتهما، لاحظ سيد قطب أن للتصور الإسلامي لـ (الله والكون والحياة والإنسان) خصائص أجملها بـ (الشمول والتوازن والإيجابية والواقعية والثبات) وهنا نجده يستخدم مصطلحات حديثة ومعاصرة مثل (الواقعية والثبات) في معالجة قضايا إسلامية.
من حيث الشمول أشار إلى (التصور الشمولي لهذا الكون حيث تجلى مظاهر الشمولية في رد هذا الوجود بنشأته وحركته وكل انبثاقة فيه إلى الذات الإلهية)(37) ومؤكداً في الوقت نفسه أن تقرير هذه الحقيقة في النفس الإنسانية من شـأنها (أن تعطي للمسلم تصوراً مفهوماً لإنبثاق ظاهرة الحياة في المادة)(38).
أي بث الحياة في هذا الكون وفي جميع خلائقه عن قصد وغاية وتدبير، أما عن كيفية التلقي، وطبيعة الاستجابة المتولدة عن هذا التلقي، فقد ذهب سيد قطب إلى (أن التصور الإسلامي عند تناوله هذه الحقائق، فإنه يخاطب النفس البشرية بكل جوانبها وأشواقها وحاجاتها، ويردها إلى جهة واحدة تتعامل معها، وإلى مصدر واحد تتلقى منه تصوراتها ومفاهيمها)(39) ومؤكداً في الوقت نفسه، أن هذا التصور حافظ على حركة التوازن لدى المسلم في تلقيه هذه الحقائق الكبرى، ومن هنا لاحظ سيد قطب (أن التوازن يمثل إحدى خصائص هذا التصور، فهو ينشئ توازناً بين الجانب الذي تتلقاه الكينونة الإنسانية لتدركه، وتسلم به، وينتهي عملها فيها عند هذا التسليم، وبين الجانب الذي تتلقاه لتدركه وتبحث حججه وبراهينه، وتحاول معرفة عالمه وغاياته، وتفكر في مقتضياتها العملية، وتطبقها في حياتها الواقعية)(40)، وقد أشار سيد قطب إلى أن هذا التوازن يبدو في أكثر من شكل، وكلها تلبي حاجات في النفس الإنسانية.
من أشكال التوازن التي عرضها القرآن للتصور الإسلامي يشير سيد قطب إلى (التوازن بين طلاقة المشيئة الإلهية، وثبات السنن الكونية التي تشكل قضية القضاء والقدر، أو الجبر والاختيار)(41)، مؤكداً أهمية هذا التوازن على النفس البشرية لما تضفيه عليها من استقرار (حيث يقف الضمير البشري بين هذه وتلك على أرض ثابتة مستقرة، وهو يعلم طبيعة الأرض وطبيعة الطريق)(42) إضافة إلى هذا الشكل من التوازن الذي يجده سيد قطب يشكل خصيصة أساسية من خصائص التصور الإسلامي، يشير إلى نوع آخر، وشكل مختلف عن سابقه وهو (التوازن بين عالم المجهول وعالم المعلوم)(43) مبيناً هذا التوازن هو الذي ينسجم مع طبيعة النفس البشرية حيث (أن الله أودع فطرة الإنسان الارتياح للمجهول والمعلوم بقسط)(44)
وكان لوقفة سيد قطب هذه من قضيتي المعلوم والمجهول، والقضاء والقدر، أهميتها في توضيح طبيعة الإسلام باعتباره تصوراً معيناً للحياة، له خصوصيته وسماته التي تفرده عن سائر التصورات الأخرى، حيث مال إلى (أن طبيعة الإسلام تجاه قضية القضاء والقدر، والمعلوم والمجهول، هي طبيعة الإيجابية الفاعلية)(45). التي يراها تمثل خصيصة ملازمة لهذا التصور في علاقة الإنسان بجميع الحقائق التي أشار إليها سواء كانت متصلة بـ (الله أو الكون أو الحياة أو الإنسان).
أما من حيث (الإله) في التصور الإسلامي (فإن المسلم يتعامل مع إله موجود، خالق، مقدر، فعال لما يريد، فإليه يرجع الأمر كله)(46). أما عن حقيقة هذا الإله وبيعته، فيشير سيد قطب (أن الله في الحقيقة التي يصورها الإسلام، لا يطارد البشر ولا يعنتهم، ولا يحب أن يعذبهم، إنما يريد لهم أن يتيقظوا لغاية وجودهم، وأن يرتفعوا إلى مستوى حقيقتهم وأن يحققوا تكريم الله لهم، فإذا تم هذا فهناك الرحمة والسماحة والعفو)(47).
ويؤكد سيد قطب على أهمية هذه الصفة الإيجابية، بما تشكله من قيمة شعورية كبيرة ذات أثر في حياة المسلم الواقعية، وفي الوقت نفسه يتوقف على هذا التصور الإيجابي الكثير من أمر العقيدة، ومن تلك الآثار (أن يستقر في الضمير الإنساني الشعور بالطمأنينة لرحمة الله، ويتعادل في الشعور الخوف والرجاء، والفزع والأمن)(48).
هذا من حيث العلاقة بين الإنسان والإله، أما عن العلاقة الإيجابية التي يطبعها التصور الإسلامي في شعور المسلم، من خلال علاقته بالكون والحياة والإنسان، فيرد سيد قطب (أن هذا الشعور الصادر عن الإرادة المطلقة وحدة متكاملة، كل جزء فيها ملحوظ تناسقه مع سائر الأجزاء، فالكون والطبيعة والسماء والأرض خلقت لتكون صديقاً للإنسان ومساعداً له)(49). هذا الشعور يتحقق في النفس الإنسانية من خلال (شعور الإنسان بالسلام بين الكون وظواهره، وبين د. شلتاغ عبود، دار المعرفة، ط1/ 1992.
الهوامش
(1) خصائص التصور الإسلامي ومقوماته، القسم الأول، سيد قطب، ط3/1968 د. ت ص25
(2) صراع المذاهب والعقيدة في القرآن الكريم، عبد الكريم غلاب، بيروت، دار الكتاب اللبناني، 1973، ص6.
(3) صراع المذاهب والعقيدة في القرآن الكريم: 7
(4) في ظلال القرآن: سيد قطب، دار إحياء الكتاب، بيروت، ط6/1978، ج1/3، 4
(5) المصدر نفسه: 1/6، 8.
(6) في ظلال القرآن: 1/8
(8) ينظر، مقدمة لنظرية الأدب الإسلامي، د. عبد الباسط بدر، دار المنارة، جدة، ط1/1985، ص 81-91.
(9) معالم في الطريق: سيد قطب، مكتبة وهبة، ك1/1965، ص 54.
(10) في التاريخ فكرة ومنهاج: سيد قطب، الدار السعودية للنشر، د.ت، ص29.
(11) كتب وشخصيات: 327، خصائص التصور الإسلامي ومقوماته، 129.
(12) العدالة الاجتماعية في الإسلام، سيد قطب، دار الكتاب العربي، ط1/1949، ص249.
(13)رحلتي مع الأدب الإسلامي، نجيب الكيلاني، مؤسسة الرسالة، ط1/1988، ص217.
(14) من قضايا الأدب الإسلامي، صالح آدم بيلو، دار المنارة، جدة، ط1/1985، ص8.
(15) النقد الأدبي أصوله ومناهجه، سيد قطب، الشروق، د.ت، ص8
(16) في التاريخ فكرة ومنهاج: 11.
(18) في التاريخ فكرة ومنهاج: 28.
(19) المذاهب الأدبية من الكلاسيكية إلى العبثية، د. نبيل راغب، ط1/1978، ص12
(20) ينظر، مقدمة لنظرية الأدب الإسلامي: 15 – 33.
(21) الشعر في إطار العصر الثوري، د. عز الدين إسماعيل، دار العودة، بيروت، 1976، ص19
(22) معالم في الطريق: 194.
(23) مقدمة لنظرية الأدب الإسلامي: 89.
(24) مقومات التصور الإسلامي، سيد قطب، القسم للثاني، الشروق، ط1/1986، ص38.
(25) مقدمة لنظرية الأدب الإسلامي: 9.
(26) التصوير الفني في القرآن، سيد قطب، المقتطف، مج94، ج2/1939، ص206.
(27) معالم في الطريق: 18، 19.
(28) في ظلال القرآن: 27/ 36.
(29) العدالة الاجتماعية في الإسلام، 22.
(30) ينظر،خصائص التصور الإسلامي ومقوماته: 3.
(31) في ظلال القرآن: 27/38.
(32) خصائص التصور الإسلامي ومقوماته: 50.
(33) في ظلال القرآن: 1/74.
(34) خصائص التصور الإسلامي ومقوماته: 83.
(35) في ظلال القرآن: 3/240.
(36) المصدر نفسه: 3/240.
(37) خصائص التصور الإسلامي ومقوماته: 108.
(38) خصائص التصور الإسلامي ومقوماته: 109.
(39) المصدر نفسه: 126.
(40) المصدر نفسه: 134.
(41) ينظر، المصدر نفسه، 137، 141.
(42) المصدر نفسه: 140
(43) المصدر نفسه: 134.
(44) المصدر نفسه: 135.
(45) خصائص التصور الإسلامي ومقوماته: 141.
(46) المصدر نفسه: 173.
(47) في ظلال القرآن: 29/ 12.
(48) المصدر نفسه: 28/ 50.
(49) مقومات التصور الإسلامي: 86.
(50) السلام العالمي والإسلام: سيد قطب، مكتبة وهبة، ط2/1966، ص346
(51) الواقعية الإسلامية في الأدب والنقد، د. أحمد بسام الساعي، دار المنارة، جدة، ط1/1985، ص10
(52) ينظر المصدر نفسه: 12.
(53) العدالة الاجتماعية في الإسلام: 33.
(54) السلام العالمي والإسلام: 18.
(55) السلام العالمي والإسلام: 62.
(56) ينظر، خصائص التصور الإسلامي ومقوماته: 190 – 197.
(57) المصدر نفسه: 206.
(58) المصدر نفسه: 210، 211.
(59) معالم في الطريق: 203.
(60) خصائص التصور الإسلامي ومقوماته: 46.
(61) المصدر نفسه: 83.
(62) المصدر نفسه: 85.
(63) المصدر نفسه: 91.
(64) ينظر، إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، مصطفى صادق الرافعي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط9/ 1973، ص 139 – 188.
(65) مقدمة لنظرية الأدب الإسلامي: 115.
(66) قضايا الشعر في النقد العربي، د. إبراهيم عبد الرحمن محمد، دار العودة، بيروت، ط2/ 1981، ص175.
(67) مقدمة لنظرية الأدب الإسلامي: 150.
(68) في الأدب والأدب الإسلامي، د. محمد الحسناوي، المكتب الإسلامي، بيروت، ط2/ 1986، ص309
(69) الأنبياء: الآية 5
(70) الطور: الآية 29.
(71) في ظلال القرآن: 27/ 42.
(72) المصدر نفسه: 19.
(73) المصدر نفسه.
(74) التصوير الفني في القرآن، سيد قطب، الشروق، د.ت، ص 84.
(75) المصدر نفسه: 84.
(76) المصدر نفسه: 85.
(77) ينظر، الفاصلة في القرآن، د. محمد الحسناوي، المكتب الإسلامي، بيروت، ط2/1986، ص 65، 69، 87
(78) ينظر، في ظلال القرآن: 27/ 50
(79) النجم: الآيات: 1 – 22.
(80) التصوير الفني في القرآن: 86.
(81) المصدر نفسه: 86.
(82) النجم: الآيات: 19، 20
(83) التصوير الفني في القرآن: 86.
(84) المصدر نفسه: 86.
(85) في ظلال القرآن: 29/ 90
(86) المصدر نفسه: 27/ 42.
(87) ينظر، المصدر نفسه: 29/ 76، 78.
(88) في ظلال القرآن: 29/ 71.
(89) المصدر نفسه: 29/ 78.
(90) الحاقة: الآية 16.
(91) الحاقة: الآية 37.
(92) الحاقة: الآيات: 38 – 42.
(93) الحاقة: الآيات 38، 39.
(94) في ظلال القرآن: 29/ 86.
(95) المصدر نفسه: 19/ 11.
(96) الشعراء: الآيات 224- 226.
(97) في ظلال القرآن: 19/ 120.
(98) في ظلال القرآن: 19/ 120.
(99) الشعراء: الآية 227.
(100) في ظلال القرآن: 19/ 121.
(101) المصدر نفسه: 19/ 120.
(102) في ظلال القرآن: 19/ 121.
(103) المصدر نفسه: 19/ 121.
(104) المصدر نفسه: 19/ 121.
(105) الملامح العامة لنظرية الأدب الإسلامي، د.شلتاغ عبود، دار المعرفة، ط1/ 1992، ص 172
(106) مقدمة لنظرية الأدب الإسلامي: 154.
(107) رحلتي مع الأدب الإسلامي: 16.
(108)في ظلال القرآن: 19/122.
(109) المصدر نفسه: 19/ 122.
(110) في ظلال القرآن: 19/ 122.
(111) المصدر نفسه: 19/ 122.
أضف تعليقك