كشفت صحيفة العربي الجديد، سعي جهاز المخابرات العامة للاستحواذ على أغلبية أسهم مجموعة "إعلام المستقبل" التي كانت مملوكة لرجل الأعمال المقرب من نظام الانقلاب، محمد الأمين، والتي تملك قنوات "سي بي سي" وصحيفة "الوطن" واتجاه الجهاز إلى إلغاء قناة "سي بي سي" العامة وقناة "سي بي سي إكسترا" والاكتفاء بقناتي الدراما والمطبخ.
وكانت لميس الحديدي قد مُنعت من تقديم برنامجها منذ بداية سبتمبر الجاري، بعد أيام من تدشين حملة إعلامية لموسمه الجديد.
وقالت مصادر إعلامية، إن الحديدي كانت قد طلبت مرات عدة الاجتماع مع عباس كامل، رئيس مخابرات الانقلاب، لمناقشته حول الإطار الذي سيمضي فيه برنامجها في موسمه الجديد، إلا أنها لم تتمكّن من مقابلته، والتقت بعدد من الشخصيات النافذة في دائرة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، والتي أبلغتها بضرورة تغيير اتجاه البرنامج من الإطار التقليدي السياسي والاقتصادي إلى إطار اجتماعي وشبابي ومعلوماتي، يدور حول "المبادرات الحكومية" ومدى تفاعل الدولة مع الشباب وتقديم "النماذج الناجحة" من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، وغيرهم من المتفاعلين مع مشروعات السيسي لتأهيل المشروعات متناهية الصغر والمبادرات الاجتماعية وغيرها.
لكنّ الحديدي رفضت هذا الأمر وتعهّدت بتقليل نسبة السياسة والاقتصاد في برنامجها، رغم أنّها في الحقيقة لا تبث أي مواد تحمل شبهة المعارضة لنظام الانقلاب أو سياساته، معتمدةً على تمتعها بثقة السيسي وعباس كامل منذ سنوات لدورها الكبير في حشد المتظاهرين ضد الرئيس محمد مرسي، ونجاحها في "تغيير جلدها" بسرعة مع التغيرات السياسية. إذ إنّها تركت معسكر نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك ولم تتمسَّك بفرص نجله جمال في العودة للمشهد السياسي، رغم أنها عملت يوما مستشارةً إعلاميةً لجمال، ولحملة مبارك الانتخابية.
وتتكامل قصة "تقزيم لميس" مع إبعاد زميلها السابق خيري رمضان عن تقديم البرنامج الرئيسي في القناة الأولى الحكومية منذ أسابيع، ثم وقف البرنامج. وأوقف برنامج الإبراشي مؤقتاً من دون مبرر واضح وتحت زعم قضائه عطلة، فضلاً عن المعلومات التي تتردد عن رغبة النظام في الإطاحة بالجلاد وصلاح من رئاسة تحرير موقعَي "مصراوي" و"اليوم السابع" قريباً، وتجدد خلافاتهما مع بعض معاوني عباس كامل بسبب خلافات تحريرية في حالة الأول، ومشاكل إدارية ومالية في حالة الثاني في طريقة إدارته للصحيفة الأكثر قرباً للنظام ولدائرة السيسي.
وخلت شبكة "أون" المملوكة لشركة "إعلام المصريين" التابعة بدورها لمجموعة "إيجل كابيتال" التابعة للمخابرات، من الإعلام السياسي، بعد غلق قناة "أون لايف" الإخبارية وانتقال المذيع السياسي الأول فيها، عمرو أديب، إلى "إم بي سي" السعودية، ولم تعد لديها أي فترات بثّ على الهواء، ما أثّر على نسبة مشاهدتها بشكل "قياسي"، بحسب مصدر بالشبكة، وهو ما يدفع مسؤولي القناة حالياً لإنتاج محتوى درامي وفني.
وبالنسبة لقناة "الحياة" التي استحوذ عليها النظام ممثلاً في شركة "فالكون" ثم شركة "إعلام المصريين"، فقد ألغت جميع البرامج السياسية، وكلفت العاملين فيها بإعداد برامج ترفيهيّة وفنيّة بكلفة ضئيلة.
أضف تعليقك