• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

بسم الله الرحمن الرحيم

" وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ..." ( إبراهيم - 42)

مجزرة جديدة يعد لها الانقلاب العسكري الفاشي عبر قضائه المسيس، الذي أصدر اليوم حكما أوليا ظالما بإعدام خمسة وسبعين من خيرة وأشرف رجال مصر وأحكاما أخرى بالسجن لمدد متفاوتة على عدد آخر من الشرفاء المختطفين قسرا.

أحكام كيدية صدرت بعد أيام من مرور ذكرى مذبحة "رابعة"، ضد من نجوا من تلك المجزرة، بينما المجرمون القتلة تمت مكافأتهم وتحصينهم من المحاكمة والمساءلة بل والتحقيق معهم على ما ارتكبوه من جرائم ومجازر بحق الضحايا الأبرياء في مجزرتي رابعة والنهضة، وغيرها من المجازر عبر مهزلة تشريعية أمام مرأى ومسمع من العالم كله.

ومن نافلة القول إعادة التأكيد أن كل هذه الأحكام مسيسة، صدرت من دائرة قضائية تم انتقاؤها بعناية من بين الدوائر القضائية المختصة، في محاولة لإيقاف ثورة الشعب المصري وسعيا للتخلص من ثوار مصر وأبنائها الأحرار؛ الذين انتفضوا في ثورة 25 يناير 2011م، وسعيا لرد مصر إلى مربع الديكتاتورية والكبت والتبعية.

إن تلك الأحكام الكيدية صدرت في الوقت الذي تواصل فيه سلطة الانقلاب الغادر جرائمها لوأد مستقبل الوطن، باعتقال وتعذيب وإخفاء قسري لخيرة العقول والشباب والمواطنين من مختلف الفئات والأعمار والأفكار.

لقد باتت مصر اليوم في قبضة تحالف شرير من قادة العسكر والقضاة الفاسدين والآلة الإعلامية الكاذبة وأكابر المفسدين؛ الذين نهبوا مصر، وسطوا على مقدراتها، وهو تحالف مسعور لن يترك شريفا ولا وطنيا ولا داعيا للخير ومحبا لاستقلال وكرامة بلاده من كل الاتجاهات والأفكار والطبقات.. إلا وسيسعى للقضاء عليه؛ حرصا على سلطته الديكتاتورية، وخدمة لمخطط أعداء الوطن الحريص على تركيع مصر، بعد إضعافها وإفقارها وتفريغها من الكفاءات والكوادر والعقول الكفيلة ببناء نهضتها.

وقد حذرت الجماعة مرارا وتكرارا من مخططات ذلك التحالف الشرير، وهي تعيد اليوم التحذير من مخاطر تلك المؤامرات على البلاد والعباد، وما أحكام اليوم إلا خير دليل على ذلك.

ونداؤنا اليوم لجميع أبناء مصر وقواها الوطنية كافة، توحيد صفوفهم، والوقوف وقفة رجل واحد أمام هذه السلطة الانقلابية لاسترداد حقوق الشعب المصري المغتصبة وتخليص البلاد من حكم هذه الطغمة المتسلطة.

إن جماعة الإخوان المسلمين تستقبل هذه الأحكام وهي أكثر ثباتا وصمودا على طريق الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، والتمكين لدينه في الأرض، دون وجل أو تردد، لن تردها أي قوة عن مواصلة طريقها في سبيل رفعة الإسلام ونشره في العالمين، والحفاظ على مصالح الأوطان وتحقيق أماني ومصالح شعوبها، أداء للأمانة ووفاء لأسمى رسالة "قلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" ( الأنعام - 162).

والله أكبر ولله الحمد

جماعة الإخوان المسلمين

السبت ٢٨ من ذي الحجة ١٤٣٩ هجريا، الموافق ٨ سبتمبر ٢٠١٨ ميلادي

 

أضف تعليقك