لعل السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة: من الذي يقف خلف الإهمال المستشري في مؤسسات الوطن على كل فروعه واتجاهاته؟ وعلى المنوال ذاته: من يا ترى وراء قتل حالات غسيل الفشل الكلوي في ديرب نجم؟

المزعج في التساؤل - حتى ولو كان شكليا- أن وزيرة الصحة في حكومة الانقلاب أكدت سلامة المحاليل والماكينات المستخدمة في الغسيل الكلوي بالمستشفى؛ في سياسة التبرؤ وعدم تحمل المسؤولية بل نفيها جريا على نهج المنقلب المجرم زعيم الانقلاب.

انطلق العشرات صباح اليوم إلى وحدة الغسيل الكلوي بديرب نجم في حالة مستقرة تكاد تكون جيدة ليعودوا إلى أهليهم جثثا هامدة بفعل الإهمال المستشري والذي لا يعبأ له أحد من عصابة الانقلاب الذين كل همهم هو تنفيذ تعليمات العسكر في صورة شكلية لخداع الشعب بأن هناك "حكومة"!

تصريحات حازمة!

غير أن "هالة" كانت قد صرحت بأن المحاليل والمستلزمات الطبية، والماكينات المستخدمة في جلسات الغسيل الكلوي آمنة تماما، مشيرة إلى أنه تم أخذ عينات من كافة المستشفيات بمحافظات الجمهورية وتشكيل فرق مرورية، للتأكد من سلامة المحاليل وماكينات الغسيل الكلوي على مستوى مديريات الشئون الصحية، حسب زعمها.

فأين الجاني؟ ومن المسؤول؟ من غير المستبعد أن تكون الحالات التي توجهت للوحدة لغسيل الكلى هم المسؤولين بل والمتهمين!!!

وكعادته اكتفى أراجوز الانقلاب مصطفى مدبولي بالتصريحات الجوفاء بهدف تهدئة الرأي العام، قائلا "سنتعامل بمنتهى الحسم والشدة مع المتسبب في هذا الأمر، ولن نسمح بتكراره مرة أخرى"، دون اتخاذ إجراءات حاسمة لمحاسبة المسئولين عن تلك الجريمة إلا الزج ببعض الموظفين والمديرين وإحالتهم إلى التحقيقات لإسكات الرأي العام وامتصاص غضب الأهالي.

ومن كرم حكومة الانقلاب وتفضلها على ضحايا الإهمال والفوضى!! أن صرحت اليوم بصرف مبلغ مالي قيمته 50 ألف جنيه لضحايا الغسيل الكليو بديرب نجم، علما بأن الضحايا المتوفين كانوا بحاجة إلى أقل من هذا المبلغ إذا توجه للصيانة الجيدة والمتابعة الدقيقة.. ولكن لا حياة لمن تنادي!!

وأسوان منذ أيام..

وكانت حالة من الذعر منذ أيام انتابت المرضى المترددين لعمل جلسات غسيل كلوي في المستشفى الجامعي بمحافظة أسوان بعد علمهم بإصابة شخص بمرض الإيدز، بعد إجراء الفحوصات اللازمة له قبل تلقيه جلسة غسيل كلوي.

وقال مسؤول بارز في مديرية الصحة بأسوان، رفض ذكر اسمه، إنه تم فتح تحقيق بعد اكتشاف إصابة مريض فشل كلوي بـ"الإيدز"، أثناء محاولة تلقيه جلسة للغسيل الكلوى، داخل المستشفى الجامعي، مؤكدًا أن المريض تلقى جلسة داخل مستشفى أسوان العام بمنطقة الصداقة الجديدة، خلال الأسبوع الماضي لخطورة حالته ومرضه الشديد.

وتابع أنه تم اكتشاف أن المريض مصاب بفيروس الإيدز، ما ترتب عليه رفض الطاقم الطبي إجراء جلسة الغسيل الكلوي له، إذ إنه لا يوجد جهاز خاص بالمصابين بفيروس الإيدز.