تحل اليوم الذكرى الـ45 لحرب أكتوبر - رمضان 1973 المجيدة التي أظهرت المعدن الحقيقي للمقاتل المصري، بما قدم من تضحيات وسطّر من بطولات، بعد أن تسلح بعقيدة الإيمان، ورفع راية "الله أكبر"، لتجدد في ذاكرة الأمة - شبابها وشيبتها – وترسّخ في عقول أبنائها مَن هو العدو الحقيقي للأمة، بعد أن كادت تتلاشى بفعل تسلط طغمة انقلابية على مقدرات البلاد وحرف الجيش المصري عن مسارة ومهمته وتبديل عقيدته.
إن مما يؤسف له أن نرى تلك الحال المتردية التي وصل إليها جيش مصر بتاريخه النضالي؛ بعد أن تسلطت على أموره كذلك الحفنة الانقلابية نفسها، التي عملت على حرف بندقيته لتوجه إلى صدور الشعب، وتتخذ من السياسات المتعمّدة ما جعلته متخلفًا عن اللحاق بركب التفوق العسكري، وشَغله بمهام وواجبات بعيدة كل البعد عن وظائف ودور الجيوش الوطنية وتُفقده أهبته واستعداده وتقلل من كفاءته بل ووقاره العسكري.
ثم تجيء الخطيئة الكبرى للطغمة الانقلابية المتسلطة بإقحام الجيش المصري الوطني في معركة خاسرة مع أهله وأبناء وطنه على أرض الفيروز، سيناء الحبيبة، على الرغم من كل البطولات التي سطروها في كل الحروب التي جرت على أرضها حماية لأمن البلاد القومي وتحريرا لأراضيها من الاحتلال الصهيوني البغيض، فيقوم بتهجير أبنائها وهدم بيوتها، وإهانة سكانها، بالرغم مما بذلوه من تضحيات ودماء روت أراضيها فداءً للوطن.
إن المصريين جميعا مطالبون اليوم بمواصلة مسيرة الكفاح الوطني وتجديد انتصارات أكتوبر، فالأمة بحاجة إلى امتلاكها أسباب القوة؛ وفي مقدمتها خلع الطغمة الانقلابية المتسلطة وتحقيق الاصطفاف الوطني وعودة القوات المسلحة لممارسة مهمتها الأصلية في الدفاع وحفظ أمن البلاد الوطني.
تحية عطرة إلى أرواح شهداء شعبنا الكريم في أكتوبر الكرامة، وإلى الأبطال الحقيقيين الذين حققوا أغلى انتصار للأمة كلها ولم يتنازلوا عن مبادئها التي حققت نصرا مؤزرا واستعادت أمجاد الكرامة.
جماعة الإخوان المسلمين
السبت 26 محرم 1440 هـ = 6 أكتوبر 2018
أضف تعليقك