كشفت صحيفة العربي الجديد، أن الديكتاتور السفاح عبد الفتاح السيسي أصدر تعليمات مشددة، نقلها عباس رئيس مخابرات الانقلاب، ومعاونوه من ضباط الجهاز، إلى أعضاء برلمان العسكر، ورؤساء تحرير الصحف الحكومية والخاصة، ومقدمي البرامج الحوارية على الفضائيات، بعدم انتقاد نظام التعليم الجديد، أو التعرض لأي من سلبياته، أو شكاوى أولياء الأمور من أعباء تطبيقه، والإشادة به في المطلق من دون الخوض في تفاصيله.
وبدأت الصحف بتطبيق تلك التعليمات، اعتبارا من يوم الثلاثاء الماضي، إذ عزفت عن نشر أي موضوعات أو مقالات رأي تتعلّق بالمنظومة التعليمية الجديدة سوى بالإيجاب، وذلك عقب لقاء جمع عددا كبيرا من رؤساء تحرير الصحف، والإعلاميين القائمين على البرامج الحوارية، مع وزير تعليم الانقلاب، طارق شوقي، تحت رعاية المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، الذي يترأسه الكاتب الموالي للنظام، مكرم محمد أحمد.
وقال شوقي، في اللقاء، إنه اشتكى للسيسي من هجوم إعلامي وصفه بـ"الممنهج" ضد شخصه، وكونه يؤثر سلبا على نجاح النظام الجديد للتعليم، بوصفه مسئولا عنه، مطالبا الإعلاميين الحاضرين بعدم التعرض سلبا لمنظومة التعليم خلال الفترة الراهنة، إلى حين اختبار النظام الجديد، وبيان نتائجه، بدعوى "قطع الطريق على محاولات إفشاله من قبل بعض المغرضين"، وفق تعبيره.
ويكرس نظام التعليم الجديد لظاهرة الدروس الخصوصية، خاصة في مرحلة الثانوية العامة، من أجل تمكن التلميذ من الحصول على درجات أعلى للالتحاق بالكلية الراغب فيها، وهو النظام الذي بدأ تطبيقه اعتباراً من العام الدراسي الحالي بثلاث سنوات (مرحلتا رياض الأطفال، وأولى ابتدائي)، ليشمل العام المقبل من الصف الثاني الابتدائي حتى الثانوية العامة، وإلغاء الأخيرة في العام الدراسي 2020 /2021.
وتسبب وزير تعليم الانقلاب في حبس 6 معلمين حتى الآن، بسبب تعبيرهم عن رأيهم الشخصي في ما تسمى "منظومة التعليم الجديدة"، من بينهم ثلاثة معلمين اعتقلوا أمام دار القضاء العالي بوسط القاهرة، في 9 سبتمبر الجاري، حال شروعهم في التقدم ببلاغ إلى النائب العام ضد الوزير، للمطالبة بمحاسبته على أموال الدولة التي أنفقها على تلك المنظومة، وتبين عدم جدواها من خلال التطبيق العملي.
أضف تعليقك