أكدت صحيفة "فايناننشال تايمز"، في عددها اليوم الخميس، أن شكوك الاستخبارات الغربية تزداد حول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بعد جريمة الاغتيال التي عززت النظر إلى أن سياسته متهورة، ومتسرعة، وأنه سيكون من الصعب العمل معه بدرجات الثقة ذاتها.
وفي ذات الوقت هناك من ينصح الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب بمواصلة دعم ولي العهد السعودي، للاستفادة منه بأقصى ما يمكن.
وتعامل مسئولو الاستخبارات في الغرب بحذر مع ابن سلمان، عندما أطاح بمحمد بن نايف، من ولاية العهد، بحسب مسئولين استخباراتين حاليين وسابقين.
أما اليوم، وبعد مقتل خاشقجي على يد مسئولين سعوديين منذ أسابيع، فإن ابن سلمان يواجه شكوكا متزايدة من قبل أكثر الدول تحالفاً مع المملكة، حول كيفية مواصلة العمل معه.
وقال مسئول استخباري غربي سابق للصحيفة إنه "سيكون من الصعب تحت حكم محمد بن سلمان، العمل بدرجات الثقة ذاتها في ما يتعلق بإمكانية التعاون مع السعودية بعد عملية القتل الوحشية هذه التي حصلت".
وأوضحت الصحيفة، أن الانهيار البطيء للثقة، الذي ظهر علنا، يشكل خروجا دراماتيكيا عن العلاقة القريبة والسرية التي طوتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" وجهاز الاستخبارات البريطاني "إم آي 6"، مع ابن نايف، منذ تسعينيات القرن الماضي، والذي كان الشريك الأقرب للولايات المتحدة .وهو كان ينظر إليه بتقدير عالٍ من قبل "سي آي إيه" والبيت الأبيض في عهدي جورج دبليو بوش وباراك أوباما"، بحسب بروس ريدل، الخبير الاستخباري السابق والمتابع للشئون السعودية.
وأضاف ريدل إن عددا من المسئولين في قطاع الاستخبارات الأمريكي حذروا في السابق من أن وصول محمد بن سلمان إلى قيادة وزارة الدفاع السعودية ثم تنصيبه وليا لولي العهد، ثم وليا للعهد، سيكون له تأثير ضار على المستوى الاستخباري السعودي.
ورأى الخبير في الشأن السعودي أنه "لا بد أن أحدهم يقول اليوم (لدى الاستخبارات الأميركية): رأيتم؟ لقد حذرنا من أن ذلك سيحصل"، في إشارة إلى حالة الإحباط التي تسود، من إسراع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دعم محمد بن سلمان.
وبعد جريمة خاشقجي، يقول شخص مقرب من ترامب، للصحيفة، إن الأخير محاط بمستشارين يعتقدون أنه يجب تحجيم بن سلمان ، ويجب إلقاء اللوم عليه في العلن. لكن في المقابل يضيف أن داعمي ولي العهد السعودي سعوا لإقناع ترامب بأن التمسك بولي العهد السعودي سوف يكون مفيداً "بن سلمان حالياً يحاول التمسك بحبل نجاة. إذا أنقذته اليوم، سيكون ولاؤه لك ثلاثة أضعاف".
أضف تعليقك