يحيى عياش، المهندس مرعب الصهاينة، أحد قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذي أوجع الاحتلال الصهيوني ثأرا لشهداء الحرم الإبراهيمي.
ولد يحيى عبد اللطيف عياش يوم 6 مارس 1966 ببلدة رافات غرب مدينة سلفيت بشمال الضفة الغربية، وتلقى تعليمه الابتدائي بمدارس بلدة سلفيت حتى الصف السادس، ثم انتقل إلى مدارس بلدة الزاوية القريبة ودرس المرحلة الإعدادية، وحصل على شهادة الثانوية العامة بتقدير ممتاز في مدرسة بديا.
وتأهل لدراسة الهندسة نظرا لتقديره الممتاز في الثانوية العامة ، فالتحق بجامعة بيرزيت قرب رام الله ودرس الهندسة الكهربائية، فعرف لاحقا بلقب "المهندس".
وإضافة إلى الدراسة النظامية درس العلوم الشرعية في سن مبكرة، وحصل على سند في حفظ القرآن الكريم.
ونشط عياش سياسيا أثناء دراسته في الجامعة من خلال الكتلة الإسلامية، التي كانت الذراع الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ثم التحق بالجناح العسكري للحركة (كتائب القسام).
برع في العمل المسلح ضد الاحتلال الصهيوني من خلال عمليات نوعية، مكنته منها خبرته وقدرته العالية على تصنيع المتفجرات بإمكانيات متواضعة، ومن مواد متوفرة في السوق المحلية.
وبدأت سلطات الاحتلال ترصده وتطارده منذ 1992 بعد العثور على سيارة مفخخة في منطقة تل أبيب، اتهمته بالمسئولية عنها، ثم اتهمته بالمسئولية عن عدد من عمليات التفجير التي أدت إلى مقتل وجرح مئات الصهاينة.
كما اتُّهم المهندس بسلسلة تفجيرات استهدفت حافلات صهيونية، بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي بالخليل التي حدثت في 15 فبراير 1994.
وكان من أبرز العمليات التي اتُّهم بالوقوف وراءها عملية بسيارة مفخخة في مدينة العفولة داخل الخط الأخضر بتاريخ 6 أبريل 1994، نفذها الفلسطيني رائد زكارنة، ردا على مجزرة المسجد الإبراهيمي، أدت إلى مقتل ثمانية صهاينة.
كما اتهم بتخطيط عمليتين في مدينة الخضيرة داخل الخط الأخضر في 13 أبريل 1994، إحداها بتفجير نفذه عمار عمارنة، والأخرى بتفجير حقيبة في موقف للحافلات أدى إلى مقتل سبعة صهاينة وجرح العشرات، وعملية تفجير في شارع "ديزنغوف" في تل أبيب نفذها صالح نزال وقتلت 22 صهيونيا.
ونتيجة للملاحقة المكثفة بالضفة، نقل عياش مركز نشاطه إلى قطاع غزة أواخر عام 1994، كما أعد سلسلة عمليات من هناك نفذها استشهاديون وعمليات تفجير عن بعد.
وأحاطت هذه العمليات عياش بصيت واسع، جعلت بعض الفنانين يستلهمون سيرة حياته في أعمال فنية تروي تجربته، كما وُثِّقَتْ سيرته في كتب بعدة لغات. ويوم استشهاده شارك عشرات آلاف الفلسطينيين في تشييع جثمانه، وعمت مسيرات الاحتجاج مناطق كثيرة في فلسطين.
واغتيل المهندس يحيى عياش يوم 5 يناير 1996 بتفجير هاتفه النقال في منزل أحد أصدقائه بغزة، واتهم أحد المقاولين الفلسطينيين العاملين مع جهاز "الشاباك" بتزويده بالهاتف الذي كان يحمل شحنة من المتفجرات.
أضف تعليقك