• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

تكون ثقة العبد بربه من خلال ثقته بقدرة الله على استجابة دعائه، وقد وردت نصوص دينية كثيرة تبين ضرورة التزام المسلم بالدعاء، والثقة باستجابة الله وتلبيته، إذ يقول تعالى في كتابه: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، فالشخص الذي يدعو ربه بقلب متضرع وخاشع، وبدعاء لا يضر أحد، ويحرص على الإتيان بأسباب استجابة الدعوة، من خلال اتباع أوامره وتجنب نواهيه، فإن الله تعهد بتقبل دعائه واستجابته، فثقة المسلم بربه تجعله يدعو الله واثقاً، فيدعو بكل حاجة له، ولّا يستعظم شيء على الله تعالى، كما أنه من صور الثقة بالله في استجابة الدعاء ألّا يستعجل المؤمن استجابة الدعاء، وإنما يصبر ويتمهل ويتوكل ويحسن الظن بالله.

الثقة بالله في تفريج الكربات

تكون الثقة بالله من خلال الثقة بالله في تفريج المحن والكربات، فالحياة مليئة بالهموم والمشاكل التي لا يعلمها إلّا الله جل في علاه، فإن صفت الحياة يوماً كدرت أياماً وتنغصت، وإن أضحكتنا الحياة ساعة فإنها تبكينا أياماً، وهكذا فالحياة متقلبة، ولا تدوم على حال واحد، وكلنا يعلم أن هذه البلايا لا يزيلها إلّا الله، ولذلك فالمسلم على ثقة دائمة بربه أنه لا بد من أن يأتي يوم تنتهي فيه كل الكروب والمشاكل، وتفرج الهموم بعد الضيق والشدة، وقد كان رسولنا الكريم القدوة الحسنة في الصبر والتضحية، ولهذا يتوجب على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالصبر حتى يأتي وعد الله.

التوكل على الله

إن الثقة بالله هي أن يُعلّق العبد قلبه بالله تعالى في تحصيل الخير والنفع، وفي درء الضر والشر، كما أن الثقة تكون من خلال قطع التعلق بالعباد والمخلوقات الأخرى، فهم لا يملكون لأنفسهم، ولا لغيرهم نفعاً أو ضراً، وبالتالي فإن الثقة هي الانقياد المطلق، والتسليم بجوارح الإنسان كلها لله تبارك وتعالى، والثقة أيضاً أن يكون العبد أوثق بالله من نفسه، ومن ما يملكه بيده، أو مما يملكه الآخرون في أيديهم وهذا كله من علامات التوكل على الله، فهذا نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام يضرب أروع الأمثلة في الثقة والتسليم، فعندما قال له ربه أسلم، قال أسلمت لرب العالمين والدليل موجود في القرآن الكريم؛ إذ يقول الله تعالى: (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)

وعندما أُلقي به في النار، كانت ثقته قوية وصادقة بقدرة الله، فكانت النار برداً وسلاماً على نبي الله، وبالتالي كفاه الله شر الكافرين وغيظهم.

الثقة بالله في كل الأوقات

تظهر حقيقة الثقة واليقين بالله عز وجلّ في أوقات الضعف والهوان، فليس صاحب اليقين هو من تنفرج أساريره، ويتهلل وجهه، وينشرح صدره عند رؤية قوة الإسلام، وقوة أهله، ونصرهم، وإنما اليقين والثقة بالله تكون في أحلك المواقف، وأشدها، وكذلك في أكثر المواقف ضيقاً، واجتماعاً للكربات والمحن والبلايا؛ وهذا ينبع من كون المسلم على أمل ورجاء كبير بربه، فهو على يقين دائم بأن العاقبة للمتقين، وأن الخير كله لهذا الدين.

 

أضف تعليقك