بقلم: عبد الحكيم حيدر
للأستاذ دندراوي الهواري قرون استشعار حادة جدا، فهو من أول ساعة لمقتل الراحل جمال خاشقجي، قال، بثقة قرونه العارفة والمدربة والواثقة والواصلة لكل المجرّات الكونية والأمنية: "ابحث عن الإخوان وقطر وتركيا". هو مستقيم جدا في عمله، وغالبا لايقف من على كرسيه عزة وأنفة وكرامة مهنية، حتى وإن كان زائر الجريدة هو محمد دحلان، بشحمه ولحمه، أو حتى ليلى علوي. وأيضا يشرب اللبن، ويأكل الجزر، ولا يتحرّش بأحد أبدا في العمل، ولكن لقمة عيشه هي الإخوان وأردوغان وقطر، وربنا يفتح عليه بالمقالات، ويزيده بسطةً في الرزق والعلم، سواء أتته معلوماتها جاهزة أو اجتهد، وإن كان قليلا ما يجتهد خارج ما سُطّر له، معتمدا على هذا المثلث المرسوم له: أردوغان – قطر – الإخوان.
للدندراوي الهواري يقينيات ثابتة، لا تهتز على مدار رحلته الفكرية التي لازم فيها القواميس ودوائر المعارف الأجنبية قاطبة، والحوليات، والكتب الفكرية والتحليلات السياسية، بحثا عن الحقيقة فقط، والتي لم أتشرف في أن أتابعه في جهده الجهيد في البحث عنها، والتعب فيها، إلا على صحيفة اليوم السابع، وهي كالآتي، وإن كان ذلك تلخيصا يقلل من زبدتها وأهميتها:
مصادرة أموال الإخوان ضربة معلم. هل يعلن أردوغان إفلاس بلاده الشهر المقبل، في 8 سبتمبر/ أيلول 2017. عالم جغرافيا يصف تركيا بالغراب. السوريون في 6 أكتوبر أقاموا الأفراح، ووزّعوا الحلوى احتفالا بفور أردوغان.. عادي ده شغله وربنا يساعده فيه.
حماس والإخوان وأردوغان ضيّعوا القدس. هل كان هؤلاء في هزيمة 1967؟ لا أعرف.
الدكتور فتحي سرور مؤسس مدارس جماعة الإخوان المسلمين في مصر. واضح أن الحباية كانت مغشوشة.
قطر وتركيا تؤسسان مصنعا لإنتاج الملابس العسكرية، وتصديرها للجماعات الإرهابية.
لعنة الفراعنة تثير الرعب في شوارع إسطنبول، وتصيب أردوغان بالهذيان. واضح جدا أن الهذيان هو الذي جعل الرئيس رجب طيب أردوغان، بعد تصريح دندراوي بأشهر معدودة، يفتتح أكبر مطار في العالم.
"في أميركا تشتم الرئيس تتسجن.. في مصر تشتم الرئيس تبقى بطل". واضح إنه راح أميركا كثيرا "وخرّم" في أزقّتها الضيقة.
مبارك وأحمد شفيق والبرادعي والإخوان أقرّوا بسعودية جزيرتي صنافير وتيران. واضح بلع الشريط كله.
أَعدِم المسجون... يخاف السايب.
هذه أمثلة قلية جدا من بحر من الأفكار "الدندراوية" التي يُتحف بها الشعب المصري، ابتداء من 30/ 6 لسنة 2013 حتى الآن، بمباركة وتشجيع وتصفيق من السلطة، وتخيّل أنت النتائج.
لا أقيّم الأفكار، ولست مسؤولا عن مغزى الهرتلة. وجه دندراوي جادٌّ جاد، ولا يوحي بأي هرتلة، فالرجل منضبطٌ جدا في عمله، ويرتدي النظارة والكرافتة والبدلة. وعلى ما أظن، ليس له في أي هلوساتٍ خارج حدود عمله وبيته وأسرته، كما أن حكاية "التحرّش" التي أُلصقت به خرج منها بريئا في حدود علمي. ولذا أضع ملفه كاملا، من الآن، بين يدي الأمير محمد بن سلمان، كي يستعين به، وبأفكاره النيّرة في مملكته المنتظرة، بديلا ناضجا ورزينا عن السيد سعود القحطاني.
أضف تعليقك