بقلم: محمد عبدالقدوس
إجرام ما بعده إجرام.. هذه الكلمات أملاها ضميري على قلمي وأصر عليها لأكتبها احتجاجًا على ما جرى لأبرز محامية من التيار الإسلامي، واسمها هدى عبدالمنعم، وكذلك عائشة ابنة خيرت الشاطر وزوجها محمد أبوهريرة وسبع من النساء أيضًا، ومعظمهن من الحقوقيات، وكذلك عدد من النشطاء في مجال حقوق الإنسان.
وكتبت عن هذا الموضوع مرتين، ومستعدٌّ للكتابة عنه مليون مرة!!
وإذا سألتني: وما سبب إصرارك على الوقوف إلى جانبهن بهذا الشكل؟ كانت إجابتي أنهن مختلفات عن غيرهن من ضحايا القمع البوليسي في ظل الديكتاتورية العسكرية الجاثمة على أنفاسنا!! فقد اختفين جميعًا، وكأنهنّ فص ملح وداب!! منذ أكثر من أسبوعين ولا أحد يعلم مكانهن!! إنهن بالتأكيد في دهاليز أمن الدولة ولكن أين هن بالضبط؟ مفيش إجابة..
القانون ينص على ضرورة عرض من يتم القبض عليه على النيابة، لكن في مصر الاستبداد السياسي يدوس على جميع القوانين ولا يحترم أحد!! ترى ماذا جرى لهن؟ هل كان مصيرهن مصير المعارض السعودي جمال خاشقجي؟؟ يعني قتلوهن وأخفوا جثثهن؟! أم أنهن أحياء ولكنهن تعرضن للضرب والتعذيب والتنكيل ولا يمكن عرضهن على النيابة حاليًّا وبهن إصابات ظاهرة ستكون فضيحة للنظام أمام العالم كله؟؟ والغريب أن النظام الحاكم يؤكد أنه يحترم حقوق الإنسان، وينفي جرائم الاختفاء القسري مع أن ما جرى للمحامية البارزة وزملائها أوضح دليل على ذلك!! والمجلس القومي لحقوق الإنسان أرسل أكثر من مرة إلى وزارة الداخلية يسأل عن مصيره وأماكن احتجازهم دون جدوى ، وخاطب كذلك رئيس الوزراء ولا إجابة حتى هذه اللحظة.
واقترحت على رئيس المجلس محمد فائق إصدار بيان قوي وواضح حول هذا الموضوع الذي يدخل في دنيا العجائب، وكان الله في عون صديقي خالد بدوي المحامي زوج المجني عليها، ويا رب تعطيه القدرة على الصبر في هذه المحنة العاتية مع كل أهالي الضحايا الآخرين!! وننتظر من السماء يوم الفرج والخلاص من هذا الظلم الذي يحكمنا.
أضف تعليقك