كشفت مجلة جون آفريك نقلاً عن مصادر دبلوماسية أن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تونس تمخض عنها تعهده بتقديم مبلغ ملياري دولار وديعة لدى البنك المركزي التونسي، وتوفير ما قيمته 400 مليون دولار من النفط بسعر تفضيلي.
وبحسب المجلة الفرنسية، اضطر ولي العهد السعودي إلى اختصار زيارته لتونس أمس بسبب معارضة المجتمع المدني التونسي لهذه الزيارة التي تمثلت في المظاهرات القوية التي نددت بها.
ولفتت المجلة الواسعة الانتشار إلى أن تونس - التي تعمل جاهدة على جمع ما أمكنها من أموال على الساحة الدولية نظرًا لمؤشراتها الاقتصادية السيئة- كانت في أمس الحاجة إلى هذه المساعدة المالية التي من شأنها أن تجنبها أزمة اقتصادية.
ورأت جون آفريك في هذه الزيارة نجاحا للدبلوماسية التونسية التي حرصت بشدة على احترام البروتوكول، وعدم التطرق للمواضيع التي قد تثير غضب ولي العهد السعودي.
وقالت إن المسؤولين التونسيين تجنبوا الحديث مع ضيفهم عن القضايا الخلافية، مثل قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي وقضية تسليم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، الذي لجأ للسعودية منذ هروبه من تونس في 14 يناير/كانون الثاني 2011، وقد أصدرت العدالة التونسية طلبا أوليا بتسليمه في عام 2012، ظل حتى الآن حبرا على ورق.
وتظاهر تونسيون في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تعبيرا عن رفضهم للزيارة، بينما طالب حقوقيون بإلغائها متهمين محمد بن سلمان بالتورط في مقتل خاشقجي وارتكاب جرائم ضد الإنسانية في اليمن.
ورفع المحتجون شعارات من قبيل "تونس ليست للبيع" و"الشعب يريد طرد بن سلمان"، كما رفعوا أعلام تونس والجزائر وموريتانيا ومصر وفلسطين.
وفتح القضاء في تونس أمس تحقيقا ضد ولي العهد السعودي بشأن أوضاع حقوق الإنسان في اليمن، وقد جاء هذا التحقيق القضائي استجابة لشكوى قدمتها النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ضده
أضف تعليقك