• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

بقلم: عبد المنعم علي

وبينما أوروبا فى رغد من العيش ولا توجد أى شواهد على تذمر ولا سخط بين أهلها ولو قال أحدنا من شهر مضى أن يحدث فيها ما يحدث الآن لاتهمه الناس بالعبط وفجأة يحدث كل هذا فى فرنسا ويمتد إلى هولندا وبلجيكا ودول أخرى وكانها أسباب تتهيأ وتغيير يتشكل وإرادة عظيمة لله بالتغيير على وشك الحدوث .

وكأنه سبحانه يذكرنا بأنه تعالى الفعال لما يريد فى أى وقت يريد .

وبينما كان المؤمنون فى الخندق يقولون متى نصر الله وقد زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر . كان نصر الله على بعد ساعات على شكل ريح عادية تحدث كثيرا . لم تقتل أحدا من المشركين ولكنها فعلت فى قلوبهم الأفاعيل .

وبينما كان فرعون يقتل يوميا العشرات من أبناء بنى إسرائيل على مدار سنوات طويلة خوفا من قضاء الله . كان قضاء الله يسبح الى قصره مع الماء ويدخل دون أن يطرق الباب ويحتل القصر دون سلاح ويتغذى من طعام فرعون ويكبر على عينه .

وبينما ظن إخوة يوسف أنهم تخلصوا منه إلى الأبد حين باعوه عبدا بالثمن البخس . كان هو يتلقى دورات من التربية فى القصر والسجن ويتأهل على عين الله للتمكين والحكم .

وبينما عشرات الأحداث كل يوم يظنها الناس أحداثا عادية هى فى حقيقتها جزء من قدر الله وحلقة من حلقات مداولة الأيام بين الناس وتنفيذ مشيئته فى خلقه وقد تبدوا فى ظاهرها شرا وفيها كل الخير .

وحين قال تعالى ( والله خير الماكرين ) فهو مكر لا يحده مكان ولا زمان ولا تدركه عقول الناس ولا تقف دونه أسباب البشر .

وإن ظن البعض انقضاء أسباب الله بانقضاء عصور المعجزات فإننا نوقن أن الله موجود فى كل حين لن يتخلى عن عباده ولن يترك إدارة الكون لأحد وإن كان يتركهم قليلا فإنه سبحانه يمهلهم ولا يهملهم ثم تتدخل قدرته ومشيئته فى أجل حدده ووقت أقته وهو على كل شيء قدير .

 

أضف تعليقك