بقلم: عز الدين الكومي
الاعتذار ليس دليل ضعف أو فشلا حتى نخجل منه، ولكن الاعتذار يعنى الاعتراف بالخطأ، والاعتراف بالخطأ فضيلة، لكن فضائل جيش كامب ديفيد لا تكون إلا للصهاينة، فقد قتل العسكر 40 مواطنًا مصريًّا بزعم أنهم شاركوا بالهجوم على حافلة سياح تقل فتناميين، وكما قال الجنرال المتقاعد “فاروق المقراحى”: الحمد لله إن “الأثر النفسي لتفجير حافلة سائحين غير ما توقعه الإرهابيون، الذين اعتقدوا أن الأتوبيس به أمريكيون وأوروبيون”.
لكن الحمد لله كان بداخله فيتناميون تربطنا بهم صداقة وعلاقة قوية”، تم قتل هذا العدد الكبير بدون محاكمة ولا سماع شهود ولا تحقيقات نيابة، ولكن قتل وتصفية خارج إطار قانون ساكسونيا!.
نفس الجيش بعدها بأسبوع تقريبًا يرسل أحد جنرالاته، وهو برتبة لواء، ليعتذر للمغتصبين الصهاينة لقرية فلسطينية على الحدود الفلسطينية المصرية، عن بضع طلقات رصاص اخترقت الحدود باتجاههم.
وكان رد الصهاينة على الجنرال بالطبع: “لا مشكلة، أى نعم الاعتذار واجب، لكن أنتم بتحرسونا وتأمنونا”.
وقالت الإذاعة الصهيونية لجيش الاحتلال، إن قائد كتيبة بالجيش المصري ومسئول المنطقة الحدودية، زار قرية “نيتسانا” المغتصة قرب الحدود مع مصر، واطّلع على الأضرار التي لحقت بأحد مبانيها، بعدما اخترقته الطلقات ليعتذر عن “رصاصات خاطئة”.
كما قالت القناة الإسرائيلية الثانية، إن ضابطا مصريا برتبة لواء زار، يوم الأحد الماضي، قرية “نيتسانا” الشبابية قرب الحدود المصرية، حيث قدم اعتذاره لسكان القرية عن رصاصات أُطلقت من الجانب المصري على سبيل الخطأ.
وأوضح الجنرال للسكان الصهاينة، أن إطلاق النار كان خطأ وقع أثناء تدريب عسكري لقوة مصرية عند الحدود.
وأن غرف المبنى كانت فارغة عند إطلاق النار، ولم يصب أحد بأذى. وأن الحادث مع ذلك أثار خشية السكان الصهاينة في البلدات المحاذية للحدود المصرية، في حين قال متحدث عسكري إن الجيش الإسرائيلي يأخذ مثل هذه الأحداث على محمل الخطورة الشديدة.
وطبعا الضابط الهمام المتنمر على الشعب المطحون، بالتأكيد عمل للصهاينة “عجين الفلاحة”، حتى يقبلوا برواية الرصاصات الخطأ.
أما المتحدث العسكرى لجيش الكفتة- من بنها نفسها مش عامل من بنها- ولا حس ولا خبر ولا تصريحات ولا بوستات ولا تغريدات والدنيا ربيع والجو بديع وقفلى على كل المواضيع!!.
أما الإعلام الانقلابى المأجور فقد ابتلع البيادة كعادته، ولم يشر إلى هذه الواقعة، وما زال ينتظر أوامر أشرف بيه حتى يتم إخراج رواية المؤامرة الكونية، وأن الإخوان هم الذين أطلقوا الرصاص على القرية الحدودية، لإحراج جيش الكفتة!.
وإذا كان الاعتذار واجب، فإن قبول الاعتذار والصفح أوجب، ولكن قبول الصهاينة لاعتذار الجنرال، لا يعني قبولاً بالأمر الواقع، ولكنه تسامح وحفظ للود وروابط الأخوة الصهيونية والسلام الدافئ.
وكما قال الشاعر يصف حال هذا الجنرال المنكسر المعتذر، والذى لا يستعرض قواه إلا على الشعب، وأمام العدو يضع رأسه فى الرمال الساخنة كالنعامة:
أسد علي وفي الحروب نعامة
ربداء تجفل من صفير الصافر
هلا برزت إلى غزالة في الوغى
بل كان قلبك في جناحي طائر
صدعت غزالة قلبه بفوارس
تركت منابره كأمس الدابر
جيش كامب ديفيد الذى غير عقيدته العسكرية، وهى أن الصهاينة هم الأعداء, صار أهل غزة فى عقيدته المزيفة هم العدو، ويجب حصارهم وتجويعهم وإذلالهم.
ويأبى الله إلا أن يذل هؤلاء العسكر الخونة، الذين خانوا العهود وباعوا الأرض والعرض، ومقدرات الشعب لأبناء القردة والخنازير، ويتسابقون مع بقية الأعراب، الذين يهرولون لإرضائهم، والتطبيع معهم.
والله غالب على أمره
أضف تعليقك