بقلم: محمد عبد القدوس
العاصمة الإدارية بدأ بناؤها بقرار من حاكم مصر دون أن يلتفت إلى الانتقادات الموجهة إلى المشروع، ويدخل في دنيا العجائب أن أول بناء تم افتتاحه رسميًّا كان فندق الماسة التابع للقوات المسلحة، وذلك في حفل ضخم أحياه عدد من أهل الطرب!.
والفندق الضخم يخلو من الزبائن، فلا أحد يسكنه حاليًا ولا يوجد أي نشاط هناك، ومن الطبيعي والبديهي أن تلك “اللوكندة” كان من المفترض أن تُبنى بعد أن تدب الحياة في المدينة لتستوعب الزائرين، ولكن الأمور في بلدنا تجري عكس المنطق والعقل.
وبعد ساعات سيتم افتتاح جامع ضخم وأكبر كنيسة في إفريقيا، وبعد انصراف المدعوين لن تجد إلا قليلًا من المصلين يكفيهم مكان صغير دون الحاجة إلى هذه الأبنية الضخمة؛ لأن العاصمة الإدارية تخلو من سكانها حتى الآن.
وقد تقول حضرتك: لكن كل هذه الأبنية سواء الفنادق أو دور العبادة هي للمستقبل، وأرد عليك قائلا ببساطة: وهل لها الأولوية يا سيدي؟ وهل يرضيك أن تنفق مئات الملايين في بناء فندق ومسجد وكنيسة وبلادي تعاني من أزمة اقتصادية صعبة والناس كلهم يشكون الغلاء؟!
أنا شخصيًّا كمسلم متدين أعارض بناء جامع بمئات الملايين من أموال الدولة، والأولى أن تذهب هذه الأموال الطائلة إلى المستحقين لها!، وفي البلاد الديمقراطية كل شيء فيها يتم بشفافية ووضوح وعلانية، لكن عندنا العاصمة الإدارية من أسرار الدولة، وليس من حقك أن تعرف تكلفتها أو تشكو من تدخل الجيش في بنائها، وفندق الماسة بالعاصمة الإدارية والذي يتبع القوات المسلحة له مثيل في مصر الجديدة، وآخر في مدينة نصر، وهو فندق فخم جدًا.
وإذا تساءلت: لماذا لم يقم المجتمع المدني أو مستثمر عربي بهذا المشروع؟ وأضفت إلى سؤالك أسئلة أخرى حول العاصمة الإدارية، خاصة تكلفتها، فلن تجد إلا الصمت إذا كنت سعيد الحظ، وغالبا ما سترى من يتهمك بأنك عدو لمصر لأنك تجرأت وانتقدت النظام الحاكم.. عجائب.
أضف تعليقك