• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم ..عزالدين الكومي

بلطجية نظام المخلوع وأراجوزات الإعلام المأجور، يقولون عن ثورة يناير إنها لم تكن ثورة حقيقية، بل كانت مؤامرة دبرتها قوى خارجية أمريكية تركية قطرية وحركة حماس وحزبالله، على مبدأ سمك لبن تمر هندى، ونفذتها عناصر بالداخل بهدف إسقاط الدولة المصرية، وأن القوات المسلحة تدخلت لإنقاذ البلاد من المؤامرة، واللواء الفنجرى قام بتأدية التحية العسكرية لشهداء المؤامرة.

أفيقوا يا قومنا، الشباب طالبوا يوم ٢٥ يناير بإلغاء حالة الطوارئ وإقالة وزير الداخلية المجرم، وإيقاف مسلسل التوريث وإقرار حد أدنى للأجور، وشعاره عيش حرية عدالة اجتماعية، ولكن سرعان ما تحول هتاف الشباب بعد ذلك إلى شعار “الشعب يريد إسقاط النظام”.

يناير ثورة حقيقية ضد فساد نظام مبارك وحاشيته وظلمه، وضد جرائم شرطته فى حق الشعب. ولكن المؤامرة الحقيقية أن يقف المخلوع ووزير داخليته فى ساحة إحدى محاكم قضاء الحاجة ليحاكم الثورة والثوار. ومن يطلقون على ثورة يناير أنها مؤامرة هم الذين يتزلفون للنظام الانقلابى، الذى انقلب على الرئيس المنتخب، وقوض التجربة الديمقراطية.

والطريف أن أمريكا التى يقولون عنها هى صاحبة المؤامرة، لم تكن مؤيدة للثورة وظلت حتى آخر لحظة متمسكة بنظام مبارك، وحين أدركت أن الأمر قد انتهى والشعب قد خلع الديكتاتور، فغيرت موقفها، أمريكا التى يعبدونها سرًا ويلعنونها جهرًا!.

ومن هؤلاء الذين وصفوا ثورة يناير “حسن عبد الرحمن”، رئيس جهاز مباحث أمن الدولة السابق، وأنها كانت مؤامرة كبرى نظمتها دول عظمى، شاركت فيها دول وجماعات غير شرعية، على رأسها التنظيم الدولي للإخوان المسلمين. حيث كان يتولى مسئولية جهاز مباحث أمن الدولة في الفترة بين 2003 حتى 2011، وأنه كان قد تم إعداد تقرير لرفعه لوزير الداخلية من أجل عرضه على القيادة السياسية عقب أحداث تونس، وأن التقرير خلص إلى أنه على الرغم من أن كل المراقبين أكدوا أن ما حدث في تونس هو حالة خاصة، من الصعب تكرارها خاصة في مصر، إلا أن القراءة الصحيحة للأمور تشير إلى أن ما حدث في تونس يُمكن أن يحدث في أي دولة عربية وخاصة مصر.

وأن ما اعتبروه “ربيعًا عربيًا” كان “خريفًا عربيًا”، وفق تعبيره، ذاكرًا أنه شاركت فيه أجهزة استخبارات غربية بقيادة الولايات المتحدة وإنجلترا”، وأن ما حدث كان نهاية لمخططات تم إعدادها منذ قديم الأزل، مؤامرة على الإسلام والشعوب الإسلامية”. ولكن كون أن لواء أمن الدولة الفاشل الذى فشل هو وعسكر كامب ديفيد فى تأمين الحدود، ثم بعد ذلك يتحدثون عن مؤامرة وكان يجب تقديمهم للمحاكمة، و صدق المعصوم- صلى الله عليه وسلم– حين قال «سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيهاالصادق، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، وينطق فيها الرويبضة» قالوا: “من الرويبضه يارسول الله؟” قال: “التافه يتكلم في أمر العامة”.

ثورة يناير ثورة حقيقية شعبية، ولا يمكن أن تكون مؤامرة، ثورة حقيقية، خرجت لتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، أما إطلاق البعض عليها أنها مؤامرة، فتقريبًا جميع الثورات تتعرض لحملات تشويه، لكن الملاحظ أن من أطلقوا على ثورة يناير أنها مؤامرة، هم أعداء الثورة الذين شعروا بأنه قوضت مصالحهم.

وما زعمه “حسن عبد الرحمن” ردده “العادلى” وزير داخلية نظام المخلوع، الذى اتهم جماعة الإخوان، وحركة المقاومة الفلسطينية حماس، و”حزب الله” اللبناني، وإيران، وأمريكا، بالتحالف لإسقاط النظام المصري قبل ثورة 25 يناير، بدعوى أن بعض العناصر الأجنبية جاءت من الحدود الشرقية للبلاد خلال أيام الثورة لاقتحام السجون، بالاتفاق مع قيادات الإخوان.

وقبل 25 يناير تم رصد معلومات تفيد بعقد جماعة الإخوان لقاءات مع أعضاء حركتي حماس وحزب الله خارج مصر. وفي عامي 2009 و2010 كانت قيادات التنظيم الدولي للجماعة تتفق معها علانية لإسقاط النظام، وكان التدريب يحدث في إيران. كما رصدنا معلومات عن لقاءات جرت بين الإخوان والسفارة الأمريكية بالقاهرة”.

وأن الإخوان كانوا يعلمون، وهم في السجون، بأبعاد المؤامرة التي تدور في الخارج منذ يوم 25 يناير 2011، وقبل اقتحام السجون بيوم واحد قال أحد القيادات الإخوانية لضابط السجن إنهم سيخرجون من سجنهم، وبالفعل اقتحموا السجون في اليوم الثاني، وهربوا 23 ألف مسجون”، وفقاً لادعاءاته.

أما قائد الانقلاب فقال فى أكتوبر الماضى: أقول دائمًا إن ما حدث في 2011 هو علاج خاطئ لتشخيص خاطئ، فالبعض قدم للناس صورة عن أن التغيير من الممكن وأن يحدث بهذه الطريقة، وأن هناك عصا سحرية سوف تحل المشكلات.

وقت حرب أكتوبر 1973، كان العدو والخصم واضحًا، لكن الآن نحن نحارب عدوا أصبح في داخلنا، يعيش بقتلنا، ويُبنى بهدمنا.

أضف تعليقك