إننا في جماعة الإخوان المسلمين نهتف دائما أن الله غايتنا، وهو نداء وعنوان وعبادة ترشدنا أن لا نرجو في عملنا غير رضاء الله سبحانه وتعالى، بإقامة الحق والعدل وتحقيق التقدم والرقي والحرية لشعوبنا في أوطانهم وعلى أرضهم، لا نفاخر بتضحياتنا ولا نتيه على غيرنا بدماء شهدائنا التي نحسب أنها كانت وستكون بإذن الله تعالى وفضله خالصة لنيل رضا الرب سبحانه، الغاية والمعبود، وهي تذكرة لإخواننا وأخواتنا في الصف قبل أن تكون نداء لشعوبنا، لا نرجو من ورائه صدارة أو منزلة أو غير ذلك من مكاسب الدنيا.
واليوم وبعد ثماني سنوات مرت على شعب مصر العظيم سالت فيها وعلى أرضه دماء طاهرة، وقدم فيها المصري الأصيل تضحيات عزيزة، وانتكست فيها من جراء سياسات نظام انقلابي مثل وقيم، وفقدت البلاد أراضي وثروات، وعانى الشعب ومعهم ومثلهم الإخوة والأخوات في صفنا المثابر القابض على جمر المحنة..
فإن واجب الوقت، الآن، يملي علينا أن نهيب بكل وطني شريف إلى المسارعة لتحقيق الاصطفاف الوطني بروح ثورة 25 يناير 2011 التي أبهرت العالم أجمع، في سعيها لبناء دولة حديثة تلتزم كل مؤسساتها وطوائفها بمهامها ومسئولياتها الوطنية التي ينص عليها الدستور والمتعارف عليها في كل المجتمعات،
فقد حانت الآن ساعة الانتقال من أحاديث الصالونات والإعلام إلى العمل المخلص الجاد، فهيا نقف جميعا صفا واحدا على قدم المساواة لنعيد لثورتنا حيويتها وعنفوانها، لا نستثني أحدا ولا نقصي أي فريق، ولن نتقدم أو نتأخر عن الصف.
نعاهد الجميع على أننا سنظل على الطريق الذي بدأنا به ثورتنا، جنودا مخلصين نبتغي الحق والعدل ورفعة شعبنا والسير معه على الطريق الصحيح للتقدم والنهوض، ونرجو بعملنا ثواب الآخرة.
حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء
إبراهيم منير
نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين
الخميس 18 جمادى الأولى 1440هـ = 24 يناير 2019م
أضف تعليقك