• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم: محمد عبد القدوس

في ذكرى ثورة يناير الخالدة بالي مشغول بالطبع بمصير ثورتنا خاصة وأنني كنت مشاركا فيها من أول لحظة.. وبهذه المناسبة قمت باستضافة المهندس يحيي حسين ودوره كان كبيرا جدا سواء قبل الثورة أو بعدها! فهو الذي أكتشف صفقة عمر أفندي الفاسدة أيام مبارك ، ومركز القادة الذي ظل يرأسه لسنوات طويلة كان بمثابة بيت الأمة لكل القوى الوطنية على أختلاف اتجهاتهم.

سألته في البداية : لماذا فشلت ثورتنا؟اجاب على الفور: لم تفشل وحققت هدفها الأساسي في الإطاحة بنظام مبارك وادخلت الشعب المصري في معادلة الحكم لأول مرة! وثورة يناير من الثورات القليلة في العالم التي نجحت في الإطاحة برأس السلطة ، وثورة 1919 لم يكن هدفها الإطاحة بالنظام الملكي بل المطالبة بالدستور وجلاء الاحتلال البريطاني.

قلت له : لكن الثورة المضادة أنتصرت في النهاية.! رد قائلا : هذا شيء طبيعي يحدث لمعظم الثورات.. أنظر إلى ما جرى للثورة الفرنسية.. والثورة الشعبية تتعرض لعثرات شديدة وضربات قوية قبل أن تستقر في النهاية.. وما جرى للثورة المصرية يدخل في هذا الاطار.. ميدان التحرير كان يجمع كل الفرقاء ويمثل الوطنية في أعلى معانيها، وبعدما حققت الثورة هدفها في الإطاحة بمبارك دخلنا ميدان السياسة واختلف الفرقاء.. كل فريق يبحث عن مكسب واختلفوا فكانت النكسة الشديدة لثورتنا، لكنني مازلت متفائلا!

سألته في دهشة: وما الذي يدفعك إلى التفاؤل ، والنظام المستبد أحكم قبضته على البلاد والعباد ، والقوى الوطنية منقسمة ، وكل فريق يقاطع غيره ويرفض التعاون معه!

أجاب في هدوء وبثقة قائلا : تفاؤلي يستند إلى ثلاث:

1_ هذه الفرقة لا يمكن أن تستمر الى ما لا نهاية ، والأحداث القادمة ستجبرهم على التعاون فيما بينهم.

2_ نظام الحكم الحالي ضد منطق التاريخ على طول الخط، يريد أن يعود ببلادنا الى الوراء، ويكرر ذات أخطاء كل ديكتاتور حكمنا، بل هو الأسوأ على الإطلاق! ومثل ذلك لا يمكن أن يستمر الى ما لا نهاية.

3_ غالبية سكان مصر من الشباب القادرون على التحرك ضد الاستبداد وثورة يناير أسقطت الخوف من النفوس، فلم يعد الحاكم فرعون، فشعب مصر قادر على التصدي لكل حاكم ظالم ، وهذا من مكاسب الثورة الأساسية.

أضف تعليقك