بقلم: محمد عبد القدوس
قلت من قبل إنه في أشد العصور ظلاما كان هناك خط أحمر لاعتقال بنات مصر ، فلم يكن يتم إلا للضرورة القصوى ، وعددهن لم يتجاوز أبدا أصابع اليد الواحدة! وتغيرت الأحوال بعد الانقلاب واستيلاء العسكر على السلطة عام 2013، أصبح اعتقال المرأة شيئا عاديا، وضربها في أمن الدولة لا غرابة فيه! ومفيش مانع تختفي قسريا أسابيع وشهور ولا أحد يعلم مكانها وهي في دهاليز شياطين الإنس تخضع للاستجواب.
والعام المنصرم بالذات كان سنة سوداء على بنات مصر، شهد اعتقال العشرات من نساء حواء، وفي أواخر العام قامت حملة بوليسية كان عدد المقبوض عليهم من النساء أكثر من الرجال ومعظمهم من الحقوقيات ويأت على رأسهم المحامية البارزة هدى عبد المنعم ، وعائشة خيرت الشاطر.
والجدير بالذكر أن إجمالي عدد البنات الموجودين في السجون حاليا لأسباب سياسية يبلغ حوالي السبعين، وعدد كبير منهن من الطالبات وصغار السن، والشباب دوما في طليعة الرافضين للظلم، وحواء حاليا “زي الولد ومش كمالة عدد”!!
والأغلبية لم يتم تقديمهم إلى المحاكمة ، بل فقط يتم تجديد حبسهن ويأتي على رأسهن سيدة فاضلة اسمها “علا القرضاوي” وكل تهمتها أنها ابنة عالمنا الجليل الشيخ يوسف القرضاوي.
وهناك المئات من النساء ممنوعات من السفر أو تم فرض الحراسة على أموالهن لأسباب سياسية تتعلق بالمعارضة أو الانتماء إلى التيار الإسلامي، وهذا أيضا أمر جديد لم تعرفه بلادي من قبل بعد سقوط الخط الأحمر الخاص بالمرأة.. عجائب.
أضف تعليقك