بقلم: محمد عبد القدوس
قبل أيام كان الاحتفال بثورتنا الخالدة في 25 يناير، ورأينا العجب في هذه الذكرى، فأجهزة الإعلام التابعة للدولة ركّزت على عيد الشرطة وتجاهلت الانتفاضة الشعبية، بل وشاهدنا هجومًا شديدًا عليها، حيث لا توجد أي كلمة عن شهداء الثورة وقد تجاوز عددهم 600 شهيد ماتوا برصاص الشرطة، وأصبح الثوار متهمين بتدمير مصر وحرق أقسام الشرطة ونشر الفوضى، فما جرى جريمة في حق بلدنا.
وهكذا تحوّل المجني عليهم إلى جناة، أما إطلاق سراح المسجونين فقد تم بعدما اقتحمت قوة من “حماس” الحدود المصرية قادمة من غزة، وقطعوا مئات الكيلومترات دون أن يتصدى لهم أحد، حتى وصلوا إلى القاهرة وقاموا بمهاجمة السجون وإطلاق سراح من هم فيها، خاصة أصدقائهم من الإخوان والتيار الإسلامي!.
كلام غير معقول بالمرة ويدخل في دنيا العجائب، ولكنه أمر يمكن فهمه في ضوء انتصار الثورة المضادة، وعودة الاستبداد السياسي ليحكم البلاد والعباد بالحديد والنار، بطريقة هي الأسوأ في تاريخ مصر.
وعندما تشرق شمس الحرية في سماء بلادي، وتعود البلاد إلى أوضاعها الطبيعية، ففي هذه الحالة فقط سنرى التقييم الصحيح لثورة يناير، وتعود إلى مكانتها الصحيحة وتستقر في قلوب المصريين، ونعرف بالضبط ما لها وما عليها، بعيدًا عن الثورة المضادة والحاقدين عليها.
أضف تعليقك