اليوم الذكرى الثامنة لموقعة الجمل، في ميدان التحرير، وتزامنا مع الذكرى نرصد لكم قصة بطل من أبطال دعوة الإخوان المسلمين في الشرقية، الشهيد عبد الكريم رجب، الذي قدم نفسه فداءً لهذا الوطن من أجل دفع الظلم ومحاربته.
ودرس عبد الكريم في كلية العلوم بجامعة الأزهر الشريف في القاهرة، وهو من مواليد عام 1987م، وهو ابن قرية "الصنافين" بمنيا القمح محافظة الشرقية.
وينتمى كريم لأسرة مكونة من ثمانية أفراد، فهو الأخ الأوسط لأربعة أشقاء ذكور وبنتين، أما الأب فهو رجل بسيط ليس له عمل ثابت ومريض بالكبد والسكر وكان كريم سنده وعونه المادى لتحمل تكاليف العلاج والمعيشة الصعبة.
تفاصيل يوم استشهاده:
تزامنا مع عمليات البلطجة وقتل للمتظاهرين، الذي نظمه أتباع المخلوع مبارك، كما يحكي الثائر الدكتور صفوت حجازي، حيث يقول: كنا في يوم الأربعاء عند المتارس الأول بميدان "عبد المنعم رياض"، وكنَّا صلينا الفجر متأخرين لأننا انقسمنا إلى مجموعات؛ مجموعة صلت قبلنا وبقينا وبعد ذلك صلينا نحن وبقوا هم للحراسة.
ويضيف في حديثة لقناة النهار: عبد الكريم كان معي في مجموعتي وكنا نتعارف أنا والشباب، وكان عبد الكريم بينهم، وعلمت أنه شاب أزهري يحفظ تقريبا 25 جزءًا من القرآن الكريم، وكان صوته "حلو ومؤثر"، حتى إنه أثناء رمينا الحجارة كان يقوم بترتيل القرآن الكريم، وهو يقذف بها، ولذلك أصررت على أن يؤمنا في صلاة الفجر.
ويتابع "حجازي" أن عبد الكريم بعد أن صلى بنا التفت إليَّ وسألني وقال: "هل لو متنا يا شيخ سنكون من الشهداء؟"، فأجبته بنعم، فسأل مرة أخرى: وما الدليل؟، فذكرت له الدليل، فنظر إليَّ نظرة تحمل الكثير من المعاني وقال: "والله يا شيخ ما خرجت إلا لأقول كلمة حق في وجه الظالم"، ويضيف د. حجازي "ناشدني عبد الكريم بأني إذا مت قبله أن أسلم له على سيدنا حمزة وبالمثل رددتها له أنه إن مات قبلي فليسلم لي على سيدنا حمزة".
وصية الشهيد عبد الكريم رجب:
أوصى عبد الكريم أهله، في وصية مكتوبة أن يكثروا من الصدقات عليه، وخاصة الصدقات الجارية، وأن يستقبلوا خبر استشهاده بالفرح والسرور، وأن يجعلوها دعوة من أجل التضحية والبذل لهذا الدين وهذا الوطن.
أضف تعليقك