بقلم : محمد عبدالقدوس
إحسان عبد القدوس يكتب عن: الرجل الذي يتبعه نصف مليون
اركب أي سيارة أجرة وقل للسائق: "الإخوان المسلمين يا أسطى" ولا تزد، ولن يلتفت إليك السائق ليسألك: ماذا تقصد بالإخوان المسلمين ولا أين تقع هذه الدار التي يطلق عليها هذا الاسم، بل سيقودك إلى هناك دون سؤال، بعد أن يرحب بك بابتسامة لم تتعود أن تراها على وجوه سائقي سيارات الأجرة، وقد يرفض أن يتناول منك أجرًا!!
ولا شك أنه سيُحمّلك سلامه قبل أن تغادره إلى فضيلة الأستاذ حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين!!
وستمر في طريقك داخل الدار بمخازن الذخيرة التي يملكها الإخوان، وهي الشباب، شباب ترى على وجوههم نور التقوى والإيمان وفي عيونهم حماسة الجهاد وبين شفاههم ابتسامة تدعو إلى المحبة والإخاء ، وفي يد كل منهم مسبحة انحنى عليها بروحه يذكر اسم الله ، وهم مع ذلك شباب "مودرن"لا تحس فيهم الجمود الذي امتاز به رجال الدين وأتباعهم ، ولا تسمع في أحاديثهم التعاويذ الجوفاء التي اعتدنا أن نسخر منها ، بل إنهم واقعيون يحدثونك حديث الحياة لا حديث الموت ، قلوبهم في السماء ولكن أقدامهم على الأرض ، يسعون فيها بين مرافقها ويناقشون مشاكلها ويحسون بأفراحها وأحزانها .. وقد تسمع فيهم من "يُنَكِّت" ومن يُحدثك عن الاقتصاد والقانون والهندسة والطب ..
إنهم ذخيرة .. وستنطلق عند الإشارة الأولى فاحذروا !!
ويستقبلك الأستاذ حسن البنا بابتسامة واسعة وآية من آيات القرآن الكريم ، يعقبها بيتان من الشعر يختمها بضحكة كلها بـِشـْر وحياة ، والرجل ليس فيه شيء غير عادي ، ولو قابلته في الطريق لما استرعى نظرك ، اللهم إلا بنحافة جسمه ولحيته السوداء التي تتلاءم كثيرًا مع زيه الإفرنجي وطربوشه الأحمر الغامق ، ولن تملك نفسك من التساؤل :
- كيف استطاع الرجل أن يجمع حوله كل هؤلاء الإخوان؟ وكيف استطاع أن ينظمهم كل هذا التنظيم بحيث إذا عطس فضيلته في القاهرة صاح رئيس شعبة الإخوان في أسوان "يرحمك الله"
#ذكرى_استشهاد_البنا
أضف تعليقك