أبرزت صحف الانقلاب كارثة حريق محطة مصر صباح الأربعاء وركزت على عدد الضحايا "20" قتيلا و43″مصابا لكن العدد ارتفع إلى أكثر من 25 قتيلا وعشرات المصابين، كما عالجت الكارثة من زوايا خبرية مع تحميل الجانب البشري المسئولية وتقديم سائق الجرار الذي تسبب في الكارثة للتحقيق والإشارة إلى استقالة وزير النقل.
فيما تداول نشطاء مقطع فيديو لقائد الانقلاب السفاح عبد الفتاح السيسي يرفض فيه تطوير مرفق السكة الحديد لأن وضع “10” مليارات في البنك سوف تحقق ربحا قدره مليار جنيه أما السكة الحديد فتحقق خسائر في تأكيد على أن الأموال عنده أهم من البشر.
ومرت 4 ساعات كاملة قبل أن تبدأ القنوات التلفزيونية الرسمية والخاصة، في وقت واحد، تناول كارثة محطة قطارات القاهرة الرئيسية (رمسيس) والتي راح ضحيتها نحو 40 قتيلاً، احترقوا على رصيف رقم 6 وفي قطار كان ينتظر على رصيف رقم 4 المجاور.
وقعت الكارثة حوالي الساعة التاسعة من صباح أمس الأربعاء، عندما جاء جرار قطار مدينة الزقازيق مندفعاً نحو رصيف رقم 6 في محطة مصر، ليصطدم بقوة بالصدادة الموجودة في نهاية الرصيف، ويولّد موجة انفجارية وألسنة لهب طاولت الركاب الموجودين على الرصيف. لكن المريب هو احتراق قطار آخر كان يقف على رصيف رقم 4 المجاور، ما أدى إلى حرق أشخاص كانوا بداخله. والأغرب، هو ما قالته مصادر في "السكك الحديدية" حول أن الجرار الذي اصطدم بصدادة رصيف رقم 6 بسبب سرعته الشديدة كان من دون سائق.
كل هذه التفاصيل وأكثر غابت، بشكل متعمّد، عن القنوات التلفزيونية الانقلابية، إذ انتظرت وسائل الإعلام التي تتبع بشكل مباشر لأجهزة المخابرات في حكومة السيسي، الأوامر التي ترِد من المسئولين لمعرفة طريقة وخطة التغطية. وقالت مصادر في مجموعة إعلام المصريين التابعة للمخابرات العامة، لـ"العربي الجديد"، إنّ المسئولين في قنواتها أبلغوا جميع العاملين بضرورة عدم نشْر أية مواد عن الكارثة حتى تأتي التعليمات.
ولم تبدأ القنوات التلفزيونية تغطيتها للحادث إلا في الساعة الواحدة ظهراً بعدما أصدر السفاح عبد الفتاح السيسي بيانه الذي وجّه خلاله بـ"محاسبة المتسببين في حادث قطار محطة مصر"، كما قدم "تعازيه لأسر الضحايا"، متمنياً "الشفاء العاجل للمصابين".
وبعد أن توجه رئيس وزراء الانقلاب مصطفى مدبولي إلى "محطة مصر" يرافقه وزراء النقل والتضامن الاجتماعي والصحة، بدأت الكاميرات تبث صوراً للمسئولين وهم يقفون داخل المحطة. وأعلن مدبولي، خلال زيارته موقع الحادث، أنه "من المهم معرفة المتسبب في هذا الحادث ومحاسبته حسابا عسيراً"، مضيفاً "ستكون هناك لجنة على أعلى درجة إلى جانب النيابة لتحديد من المسئول عن هذا الخطأ".
وتساءل مقال “رأي الأهرام”:.. متى تتوقف حوادث القطارات؟! حيث يحذر من كوارث حوادث القطارات مع اقتراب تنظيم كأس الأمم الإفريقية مايو المقبل. ويضيف: إذا كنا دائما ما نتفاخر بأن مصر كانت ثانى دولة فى العالم تعرف السكك الحديدية بعد بريطانيا «العظمى» حيث تم افتتاح أول خط سكك حديدية فى مصر عام 1854 غير أنها من حيث الكفاءة تحتل المرتبة الـ78 على مستوى العالم فى حين عرفت دولة عظيمة مثل اليابان، السكك الحديدية بعد مصر بسنوات غير أنها نجحت فى الوصول بمستوى التطور فى السكك الحديدية لديها إلى مستويات راقية.
لكن السؤال الملح الآن هو لماذا تتكرر حوادث القطارات فى مصر بصورة متسارعة ومرعبة؟الواقع أن خدمة القطارات والسكك الحديدية تمثل الآن أحد الأعمدة الرئيسية لنقل الركاب فى مصر، ووفقا للأرقام الرسمية فإنها تنقل نحو 500 مليون راكب سنويا، وتمثل نحو 30% من إجمالى حجم نقل الركاب على مستوى الجمهورية. ويؤكد الخبراء أن السر وراء تكرار حوادث القطارات فى مصر هو أن منظومة السكك الحديدية فى مصر تخلفت عن التطورات الهائلة والسريعة التى دخلت على قطاعات النقل بالسكك الحديدية خلال السنوات الـ50 الماضية.
فيما وافق مجلس وزراء الانقلاب على مشروع بتعديل بعض أحكام قانون مكافحة الإرهاب، ينص على الحبس سنة وغرامة 10 آلاف جنيه لكل من أجّر عقارا دون إخطار الشرطة بدائرته.
وفي السياق ذاته، قررت لجنة بيانات الناخبين حذف المدانين فى قضايا إرهابية ملفقة من قبل سلطة الانقلاب، فيما يتجه برلمان العسكر لمنع المدرجين على قوائم الإرهاب الاستثنائية من التصويت أو الترشح.
وواصلت صحف الانقلاب، الهجوم على تركيا في أعقاب إهانة الرئيس رجب طيب أردوغان للسفاح السيسي ووصفه بالانقلابي الذي لن يقابله أبدا ثم انتقاده لأوروبا بعد مشاركتها في قمة عربية أوروبية بشرم الشيخ رغم الملف الدموي في حقوق الإنسان وإعدام عشرات النشطاء وتعديلات الدستور التي تفضي إلى تأبيد السيسي في السلطة ومنحه صلاحيات مطلقة.
أضف تعليقك