• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم عز الدين الكومي

الحمد عبادة معروفة، بل من أجل وأعظم العبادات، التى يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى هو المحمود حقاً، وله الحمد في الأولى والآخرة، وله الحمد على ما أعطى، وله الحمد على ما منع، وله الحمد على ما يفعل سبحانه وتعالى، وقد حمد الله نفسه في آيات كثيرة، وأمرنا بحمده سبحانه وتعالى، حتى أن أهل الجنة على ماهم فيه من النعيم المقيم، لم يشغلهم ذلك عن حمد الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى: (وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [يونس:10].

فحمد الله عبادة عظيمة، وهي تعني رضا العبد عن أفعال ربه، وتعبر عن تسليم العبد لقضاء ربه، فالحمد لله تملأ الميزان، هذه الكلمة العظيمة في ثوابها وثقلها تملأ الميزان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل الدعاء الحمد لله)، والمؤمن مشغول دائماً بذكر الله، ومن أفضل الذكر وأعظمه: الحمد لله، وأن سورة الفاتحة ابتدئتب ب”الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”، قد علمنا

رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف نحمد الله على مانحب ونكره، فقد جاء فى حديث ع عَائِشَةَ – رضى الله عنها – قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ.

وبعدما فرط قائد الانقلاب في حقوق مصر المائية بتنازله عن اتفاقيات 1929 و1959 التاريخية التي تضمن حقوق مصر المائية (55.5 مليار متر مكعب سنويا)، وقبل باتفاق سد النهضة الذي لا يعترف بحصة مصر، وجعل أثيوبيا تماطل في الالتزام بالإتفاقات الخاصة بمياه النيل.

وعندما أرغى وأزبد وزير خارجية الانقلاب قائلاً: أن مصر لن يفرض عليها وضع قائم أو فرض إرادة طرف على آخر، بدأ عدد من السياسيين والعسكريين السابقين الموالين للنظام الانقلابى يمهدون لفكرة الاستعانة بدولة الكيان الصهيونى كدولة صديقة للضغط على إثيوبيا لقبول الاقتراحات المصرية الخاصة بسد النهضة.

فقد رأى رئيس مركز طيبة للدارسات السياسية، المرتبط بمخابرات الانقلاب، إنطلاقاً من النظرية العكاشية لحل مشكلات النظام الانقلابى، أن الحل الوحيد لأزمة سد النهضة هو وساطة إسرائيل، لأن مصر لن تستطيع القيام بعملية عسكرية أو عمل مخابراتي ضد إثيوبيا التي وقعت اتفاقيات دفاع مشترك مع إسرائيل وتركيا والسودان، وعلينا أن ندرك بأن مفاتيح حل سد النهضة ليست فى أديس أبابا بل فى تل أبيب.

وبعد كل المصائب التى أوقعنا فيها النظام الانقلابى، يخرج علينا وزير زراعة الانقلاب “عزالدين أبوستيت” جاعلاً من حمد الله مثاراً للسخرية، عندما تحدث عن أهمية مشروعات تحلية المياه في مصر لمواجهة التحديات المائية في ظل الزيادة السكانية وثبات الموارد المائية المصرية، أن نصيب الفرد من المياه انخفض لأقل من 600 متر مكعب من المياه، وهو ما يعني أننا وصلنا بسلامة الله إلى منطقة الفقر المائي، وسينخفض إلى أقل من 400 متر مكعب من المياه بحلول 2050.

ودعا إلى تكاتف الجهود في إطار واضح وأهداف محددة بهدف الوصول إلى نتائج تطبيقية على أرض الواقع، وهو ما تقوم به مصر حاليا من وضع الأولوية لبحوث تحلية المياه ضمن الخطة البحثية لمركز بحوث الصحراء والتعليم العالي ممثلا في أكاديمية البحث العلمي ومشاركة الجهات المختلفة وزارة الإنتاج الحربي والهيئة الهندسية لإنتاج مكون محلي حقيقي يخدم الهدف الذي نسعي إليه لإنتاج كميات محلاة من مياه البحر والآبار الجوفية.

وأهمية التوجه نحو مشروعات تحلية المياه ليس من البحر فقط ولكنها من خلال تحلية المياه الجوفية المالحة خاصة في الآبار غير المتجددة، والتي تتعرض بمرور الوقت إلى ارتفاع معدلات الملوحة بها، ولكي نتمكن من مواصلة إستدامة التنمية الزراعية في هذه المناطق علينا التوجه نحو تحلية المياه في هذه المياه.

ولاشك أن القفز مباشرة لمسألة إنشاء محطات التحلية، هو اعتراف من وزير زراعة الانقلاب بالفشل فى ملف سد النهضة، و إهدار حقوق مصرالتاريخية فى مياه النيل.

مما يعطى فرصة ليسطر عسكر كامب ديفيد على مشروعات إنشاء محطات تحلية مياه البحر، تحت زعم بأن مشروع إنشاء محطات تحلية المياه، مسألة تخص الأمن القومى، كما يروج لذلك الإعلام العكاشى وخبراء الغبرة من الجنرلات المتقاعدين، كما أنهم سيروجون إلى أن مشروع إنشاء محطات تحلية المياه سيصب فى مصلحة المواطن.

على الرغم من أن دخول العسكر فى “سبوبة”تحلية المياه، بقصد تحقيق أكبر قدر من المصالح الاقتصادية من خلال بيع المياه الصالحة للشرب بأسعار مرتفعة، مما يزيد من أعباء المواطنين!!

أضف تعليقك