في الوقت الذي يحتفل فيه العالم كله بالمرأة ومتابعة ما حققته المرأة من تقدم وإنجازات على الأصعدة المتنوعة الفردية والأسرية والمجتمعية، تعاني المرأة المصرية ومنذ الانقلاب العسكري من الحرمان من أبسط الحقوق، وأولها وأهمها الحق في الحياة والحق في الحرية؛ حيث يقبع الآن ما يزيد عن 85 فتاة وسيدة في السجون والمعتقلات، بخلاف عدد غير معلوم من المختفيات قسرا، وقد وثقت المنظمات الحقوقية ما تعانيه هؤلاء المعتقلات من تعذيب وتحرش وسوء معاملة، والزج بهن إلى الزنازين الانفرادية وغرف الدواعي الأمنية سيئة السمعة.
إن الانقلاب في مصر ينتقم من تلك الأم والأخت والزوجة التي تربي الأجيال على الكرامة والحرية، ولا هدف له الآن سوى إنشاء جيل خائف مذعور يهادن ويصمت، مهما كان حجم الفساد الذي يعيشه ويحياه.
إن المرأة في مصر الآن لم يعد لديها سبيل آخر سوى أن تسعى في إنقاذ نفسها وأسرتها، بل ومستقبل أبنائها وأحفادها، فاستمرار تسلط الانقلاب وقبضته الحديدية لم يعد يجدي معه أي ترقيع أو علاج، وإنما الحل في هذا التكاتف والتلاحم الجماهيري؛ حتى يتم إسقاطه بالكلية وإعادة الحرية والكرامة التي تستحقها المرأة المصرية وشعبها بأكلمه.
إن العالم كله مطالب الآن بإثبات أن دوافعه في البحث عن حقوق المرأة هي دوافع صادقة تنبع من رغبة حقيقية في إنقاذها من أيادي القهر والقمع، وذلك يستوجب التحرك بجدية من قبل تلك الهيئات والمؤسسات الأممية والدولية، فالأمر لم يعد تجدي معه أية مسكنات أو كلمات رنانة، بل بات من الواجب السعي بجدية من أجل إنقاذ هؤلاء النساء ووضع حد لهذا التنكيل الذي فاق كل حد وتصور.
إيمان محمود
المتحدثة الإعلامية لجماعة الإخوان المسلمين
الجمعة 1 رجب 1440 هجرية الموافق 8 مارس 2019 ميلادي
أضف تعليقك