• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بعيد أسبوع من زيارته للسعودية، تحرك الجنرال خليفة حفتر، قائد الانقلاب شرق ليبيا، صوب العاصمة طرابلس، غربا، حيث مقر حكومة "الوفاق" المعترف بها دوليا، في عملية تواجه بتحفظ دولي علنا.

وربما ينقلب هذا التحفظ، الذي بدأ في اللحظات الأولى "باردا" في لحظة قدرة حفتر على حسم الأمر عسكريا، بالعاصمة التي تعج بتواجد غربي عبر سفارات وبعثات إلى "تأييد علني" وقبول بالواقع الجديد.

ولم تفلح مبادرات دولية، قادتها دول غربية منغمسة في الشأن الليبي، لاسيما فرنسا في إحداث تقارب بين حفتر وحكومة الوفاق التي كانت تنتظر بلديهما الغنية بالنفط بين 14 و16 أبريل الجاري، مؤتمرا للحوار في مدينة غدامس الليبية (جنوب غرب)، ضمن خارطة طريق أممية لحل النزاع منذ 2011 المتمركز حاليا على الشرعية والسلطة.

أعلن حفتر، رسميا، الخميس، انطلاق عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة طرابلس، وسط تحفز من حكومة الوفاق لصد أي تهديد، ودعوة من بريطانيا لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث التطورات الأخيرة في ليبيا، عصر الجمعة.

خرجت تحفظات غربية، دون مواجهة مباشرة وصريحة لـ"حفتر" أو تسميته على اعتبار أنه صاحب التحرك الذي أثار الأزمة، وكان الأغلب على البيانات تعميم مخاطبة الأطراف والقلق ودعوات ضبط النفس، باستثناء موقف بريطانيا.

فحكومات كل من أمريكا والإمارات وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، أعربت، عن "قلقها العميق"، داعين جميع الأطراف على وقف التصعيد فوراً، خشية أن تؤدي المواقف العسكرية والتهديدات باتخاذ إجراءات من جانب واحد "تهدد بإعادة ليبيا إلى الفوضى".

وفي وسط منخفض من التعليقات الغربية والدولية، ودون مواجهة صريحة أيضا لـ"حفتر"، أدانت السفارة الأمريكية بليبيا، "بشدة" التصعيد الجاري بالمناطق الغربية، وأعربت السفارة البريطانية وبعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا عن "قلقها العميق حيال التحركات العسكرية في ليبيا".

أما الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، المتواجد حاليا بليبيا في زيارة مبرمجمة مسبقا فعبّر عن قلقه العميق إزاء التحركات العسكرية وخطر وقوع مواجهات في ليبيا، ودعا الجميع إلى التزام التهدئة وضبط النفس، وتلويح بتأثير التحركات على انعقاد المؤتمر الوطني.

وقبل نحو أسبوع، وتحديدا في 27 مارس الماضي، زار حفتر، المتطلع في تصريحات سابقة للدخول لطرابلس، السعودية لأول مرة، باحثا مستجدات الأوضاع الليبية.

وأكد كامل عبد الله، المحلل المصري البارز في الشئون الليبية، لوكالة لأناضول أن "حفتر لم ولن يقدم على هذه العملية إلا بدعم غربي مفتوح، خاصة وأنه واضح في الفترة الأخيرة أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لا يراهنون على الحل السياسي في لبيبا منفردا".

ويدلل الخبير في الشأن الليبي على هذا الضوء الأخضر بالعودة إلى البيانات الغربية الصادرة فور تحرك حفتر، قائلا: "بيانات باردة متأخرة تفضي لتأكيد لا تلميح أنهم مع هذا الخيار العسكري سرا ولا ممانعة حتى وإن لم يقولوا علنا".

 

أضف تعليقك