• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم: سليم عزوز

لا تنطقها كما هي مكتوبة أعلاه، فلابد عند النطق من إدغام "له"، لتبدو متصلة بـكلمة "سكتنا"، مع ضبط التشكيل بوضع ضمة على اللام، وليس فتحة مع كسر السين، لتكون " سِكِتْنَالُهْ ..دَخَلْ بِحْمَارُهْ"، لأنه مثل شعبي مصري، ينطق بالعامية وليس بالفصحى!

وقد سبق لي أن كتبته في مقال ضد الأخ العقيد معمر القذافي، قائد الثورة الليبية، واعتبرته المحكمة من النقد المباح، على غير ما تصور القذافي في دعواه القضائية ضدي، والتي كسبتها بدون مرافعة، أو حضور!

"سِكِتْنَالُهْ ..دَخَلْ بِحْمَارُهْ" مثل يقال عندما تكون السماحة والإعراض عن الجاهلين مبرراً للتجاوز، وهو ينطبق بامتياز على حالة الفنان "خالد أبو النجا"، الذي تجاوزنا عن أخطاء تياره، التي هي مثل زبد البحر في حق الثورة، اعتقاداً منا أن ثورتنا تواجه عدواً لا يمكن لنا أن نتصدى له متفرقين، فتجاوز الجرائم أغرى الذي في قلبه مرض ليتقدم خطوة للأمام، ويتصرف على أنه من الفرقة المعصومة، ولأنه دخل الكونجرس، فقد اعتقد أنه صار زعيم الثورة، الذي يحدد من لها ومن عليها، ويحاول فرض أفكاره الخاصة، وهو ما يجعلنا في حكم من هتف يوما: "رضينا بالهم.. والهم لم يرض بنا"، وصار من الواجب استدعاء عبارة القذافي التاريخية: من أنتم؟!

أبو النجا رئيسا:

لعل "أبو النجا"، بهذا الدخول المظفر للكونجرس، أعتقد أنه لن يغادر واشنطن إلا على مصر رئيسا وقائداً للثورة، ولهذا تكلم من علياء حكمه، وقد أصيب بتورم خطر في ذاته، وأعتقد ـ لهذا - أنه ألت إليه سلطة تحديد من الثوري ومن خان الثورة، فتوعد بمحاسبتنا، ومن هنا فقد طلب من الإخوان أن يتوبوا اليوم، قبل الغد، وصرنا ـ والحال كذلك ـ مع الدعوة الصوفية الخالدة: "باب القبول فُتح.. قدم طلب يا بني.. وأنت عليك الأساس وأنا عليً أبني"!

إنه "خالد أبو النجا"، الذي هو هنا في حكم شيخ الطريقة، لكنه لا يعترف بالآخرين كمريدين، فهو لا يأخذهم "على كفوف الراحة" كما الشيخ، ولكنه تعامل وكأنه يقف أمام القصر الجمهوري ويحمل سيفاً يوشك أن يضرب به الأعناق!

ولقد كنت أعتقد أن "خالد" يستهدف الإخوان، وأنني براءة، فكتبت أضع له النقاط فوق الحروف في مقالي "خالد أبو النجا.. تعال"، فإذا به يضمني للإخوان ليسري عليً ما يسري عليهم من تهديد ووعيد، بل واتهام بخيانة الثورة، التي من الواضح أنها عثرت على مرشدها الأعلى، فلا يجوز أن يُنطق اسمه الآن إلا متبوعا بهذه الصفة: "المرشد الأعلى للثورة المصرية"، ولو فكر لوقف على أن واشنطن ليس بإمكانها أن تختار زعماء للثورة المصرية، وقد حاولت من قبل وفشلت، وأرادت أن تصنع من "وائل غنيم" زعيما لها، وبذلت في سبيل هذا الغالي والنفيس وفشلت.. ضعف الطالب والمطلوب!

لقد كتب المذكور "تغريدة" تعليقاً على مقالي هذا، فإذا به يهدد ويتوعد ويقول "ستخسرون بفكركم الفاشي والتخوين لنا لأننا نسبح في تياركم بلا عقل"!

ماذا يريد الفتى أن يقول، فالجملة ركيكة يبدو أنه كتبها ولم يلق لها بالا فلم يكن يشغله إلا أن يكرر كلمة "الفاشي"، ومن الواضح أنها مفردة تعرف عليها حديثاً فأعجبته لدرجة أن كل "تغريدة" له لا تخلو من "الفاشي" ومشتقاتها!

ويستطرد: "طريقة الاتهام بالخيانة العظمى لن تجدي مع هذا الجيل" ويوضح أن كلامه ليس للسيسي فقط "بل لجيل من الإخوان كاتبين خالد ومن معه مارسوا الخيانة العظمى".. وقد نشر سطراً مبتورا من مقالي هذا، بصورتي، على نحو كاشف بأنني المعني بهذه "التغريدة"، فأنا المقصود بعبارة "ستخسرون بفكركم الفاشي"، وبعبارة "جيل من الإخوان كاتبين.."

خضرة الشريفة:

لخالد المذكور عذره، إن أعتقد أنني إخوان، فهو سياسي مستجد، ليس محيطا بالساحة السياسية المصرية ولا يعلم تفاصيلها، لكن ما يؤكد أنه مغرض، والغرض مرض، أنه اقتطع الاتهام من سياقه، وهو الاتهام بالخيانة العظمى، فها هم الإخوان أصحاب الفكر الفاشي، يسيرون على درب عبد الفتاح السيسي في اتهام "خضرة الشريفة"، بـ "الخيانة العظمى"، ذلك بأن اتهام نقابة الممثلين له ولصاحبه "عمرو واكد" هو اتهام بخيانة الوطن، لكن ما قلته أنه وتياره مارسوا الخيانة العظمى للثورة، وهو نفسه يتهم الإخوان، (وأنا مرشدهم العام) بخيانة الثورة، ومن ثم دعا إلى محاسبتنا، وفي "تغريدة" أخرى يتهم الإخوان بخيانة مبادئ الثورة، فما هو الغريب والمزعج إذا وجهت لهم الاتهام بالخيانة العظمى لثورة يناير، عندما سمحوا لكل زناة الليل بدخول حجرتها في يوم 30 حزيران (يونيو)، وهل بعد تمكين العسكر من الثورة ذنب؟!

ومهما يكن فالفتى يذكرني بواقعة خاصة بزميلة فصل في مدرسة نجع الضبع الابتدائية!

كنا في الصف الخامس الابتدائي، والزميلة كانت بليدة، وفي حصة "القراءة"، كان مدرس المادة الأستاذ "محمد أحمد فرغلي" يطلب من كل واحد فينا أن يقف ويقرأ النص المقرر!

ووقفت "سمية" فكانت متعثرة في الكلام تعثره في الكتابة، فلا تنطق كلمة إلا بمساعدة زملائها. ونهانا الأستاذ عن تلقينها وقال: "سبوها وحدها" فإذا بالزميلة تردد ذات الكلمة إذ ظنت أنها جزء من النص، فقالت "سبوها وحدها"!

الحقيقة أنها لحنتها، بمعنى أنها لم تذكرها كما هى إنما مدت فيها وأطربت!

فهناك من قال لخالد أبو النجا إن الإخوان خانوا مبادئ الثورة.. فأعاد تلاوة ما سمع نصا كما زميلتنا "سمية"!

لا بأس، ما هى مبادئ الثورة التي خانها الإخوان يا خالد؟!.. وأنا أسمح لك بالاستعانة بصديق لكي "تنور المحكمة"!

العرق دساس:

هل نقول: إن الدافع لهذا الاتهام هو "العرق الدساس"، عندما يكون كالسيسي وإعلامه، فيرمون كل من يختلف معهم بأنهم إخوان؟!، وباعتباره ابنا لجنرال، كان أحد المسئولين عن السجن الحربي، في أسوأ عهوده، وكان مساعداً للجلاد "حمزة البسوني"، وفي مرحلة شهدت انتهاك أعراض الرجال في هذا السجن، وفي عهد تم فيه اعتقال زميلتنا الراحلة "نبيلة الأسيوطي" بتهمة الانتماء للإخوان مع أنها مسيحية، استمرت على دينها لآخر يوم في حياتها؟! وبالتالي عندما يتحرك العرق يصبح كاتب ليبرالي مثلي، في خصومة قديمة مع الإخوان، إخوانيا، ويصبح متهما بالفاشية مثلهم!

وإذا كان لا يجوز هذا الاستدعاء سياسياً "فلا تزر وازرة وزر أخرى" فلا يجوز إغفاله عند التحليل النفسي، والفتى فيه جاهلية تدفع لاتهام الناس جميعا بأنهم إخوان، لمجرد أن أختلف معهم أو اختلفوا مع توجهه، وهو يتصرف على أنه ولي أمر الثورة، والمتحدث الرسمي والوحيد باسمها، فيقرر من الثوري ومن غير الثوري الذي ينبغي عليه أن يتوب اليوم قبل الغد!

أضف تعليقك