بقلم: عز الدين الكومي
يبدو أن سيديهات مرتضى منصور أصبحت فعالة بشكل كبير، فصار يهدد بها أحد الأجهزة السيادية فى سلطة الانقلاب، ولعله يقصد جهاز “المخابرات العامة”؛ لأنه هو الجهاز المسئول عن إطلاق موقع وصحيفة “الوطن” الانقلابية.
واتّهم مرتضى منصور هذا الجهاز بأنه قام بتلفيق فيديو الاشتباك بينه وبين امرأتين في “النادي النهري” والإساءة له.
وقال مرتضى منصور مهددًا ومتوعدًا هذا الجهاز: “أنا اتهددت بمسئول كبير في الدولة، بقول للجهاز السيادي اللي ورا الوطن، أنا قرفت ومبخافش هتعملوا فيا إيه؟ هتقتلوني أو هتلفقوا لي قضايا ما بخافش.. أنا عامل فيديو لولادي هيخلص على الكل، أنا أكثر شخص يحب مصر ولا يزايد أحد على حبي لبلدي”.
وتأتى تهديدات مرتضى منصور للجهاز السيادي، ووصفه له بأنه يقف خلف صحيفة الوطن، على الرغم من وجود المعلم “عباس ترامادول” على رأس هذا الجهاز السيادي، وكذلك نجل قائد الانقلاب، الذى يلعب دورا محوريًا فى جهاز المخابرات العامة!.
فما الذى يجعل مرتضى منصور يطلق العنان لتهديداته ضد جهاز المخابرات العامة، رغم أنه يعلم أنه اقتحم “عش الدبابير”؟ فهل هناك من يسانده فى ذلك؟ أم أنه فيلم من إخراج المعلم عباس، بمناسبة تعديلات دستور العسكر، والاستعداد لتنفيذ تعليمات “صندوق النقد الدولى” برفع كامل الدعم؟ أم بمناسبة التغطية على صفقة القرن؟ أم أن مرتضى منصور يعتمد على دعم شوال الرز “تركى آل الشيخ”؟.. كل هذا وارد فى ظل النظام الانقلابي الذي يجيد فن إلهاء الشعب بأفلام مرتضى منصور منذ الانقلاب العسكري وحتى الآن!.
لكن لوحظ، ومع قرب موعد تعديلات دستور العسكر، أن أجهزة الدولة الإعلامية بدأت تحشد وتهدد بنشر صور وفضائح لمن يخرج عن النص، من المشخصاتية والراقصات والغوانى وبقية شلة العفن الفني، مثلما حدث مع إحدى الغانيات، التى صرحت فى البحرين بأن “من يتكلم فى مصر يتسجن”، والغانية الأخرى التي ظهرت على شاشة “التلفزيون العربي”.
أما مرتضى منصور، وهو أحد الوكلاء الحصريين لـ”موقعة الجمل”، وأحد كلاب الحراسة للنظام الانقلابي، فيتمتع بحماية النظام الانقلابي والحصانة البرلمانية، ولذلك لم ترفع عنه الحصانة البرلمانية حتى الآن.
لكن فيديو “مرتضى منصور” عن الجهاز السيادي بأنه يقتل ويلفق قضايا، فهذا اتهام مباشر وصريح لأجهزة الدولة الأمنية بتلفيق القضايا والقتل خارج القانون!، واضح أن كلام “مرتضى منصور” ليس من قبيل الجعجعة، أكيد أنه يمسك بمستندات أو تسجيلات تدين هذا الجهاز، والعبرة ليست بتهديدات مرتضى منصور، التي لو صحت فإنها تطرح علينا سؤالاً فى غاية الأهمية: من أوصل هذه المستندات إليه؟
وهناك فيديو متداول على مواقع التواصل، وثّق نشوب مشاجرة بين مرتضى منصور وعضوتين في “نادي الزمالك”، هدد فيه مرتضى منصور باحتجاز إحدى العضوتين و”لو تدخل رئيس الجمهورية”، وقامت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام الانقلابي والمدعومة من جهاز المخابرات العامة، بادعاء قيام المرأتين بالاعتداء على منصور بالأحذية.
ويوضح الفيديو تهديدات مرتضى منصور، وهو يهدد ويتوعد: “بقول للدولة أنا مبخفش، هتهددوني؟ لو هتقتلوني اقتلوني بس أنا سايب فيديو لأولادي قايل فيه كل حاجة وهيخلص على الكل وهينهي كل حاجة، أنا مبخفش”، وأضاف مرتضي: “أنا لقيت اتنين ستات بيلفوا حشيش جوا نادي الزمالك، هل عليّ الصمت أمام هذا المنظر؟، لقد اتصل بي زوج هذه السيدة وقبل قدمي حتى لا أقدم بلاغا عن واقعة الحشيش، حتى لا يتم فصله من عمله في التلفزيون، لكني قدمت بلاغا بالسب والقذف، ولن أرحم هذه السيدة التي كانت تريد أن تحول النادي إلي غرزة.. أنا اتهددت بمسئول كبير في الدولة بس أنا مبخفش”.
والطريف أن النظام الانقلابى يمنع الجماهير من حضور مباريات كرة القدم حتى لا يكسروا هيبة الدولة، لكن مرتضى منصور، وهو يهدد ويتوعد بالفيديوهات التى فى حوزته، وأنه ترك الفيديو لأولاده من بعده، وأن هذا الفيديو “هيخلص” على الكل!.
السؤال هنا: مرتضى منصور عندما يهدد ويتوعد ألم يكسر هيبة الدولة؟ أم أنه كان يكسر فخارا؟.
والأغرب من ذلك أننا لم نر إعلام مسيلمة الكذاب، الذى تصدي للغواني والراقصات والمشخصاتية، فى الفترة الماضية، لم نره يرد على مرتضى منصور، وليس هناك مسئول فى جهة سيادية ولا في أخرى غير سيادية رد على مرتضى منصور، وليس هناك أحد علق على إهانته الدولة. فهل هى التعليمات؟ أم أن المخرج “عايز كدة”؟!.
أضف تعليقك