• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

أكد باحثان أمريكيان بارزان أن هناك عدة أسباب دبلوماسية وقانونية وحقوقية وبراجماتية تجعل تصنيف الإدارة الأمريكية جماعة الإخوان منظمة إرهابية أمرًا ينطوي على خطأ عميق.

وقدم الباحثان في وقف كارنيجي للسلام الدولي ميشيل دن وأندرو ميلر تسعة أسباب قالا إنها تجعل من تصنيف إدارة ترامب للجماعة، إذا حدث، أمرًا لا يتسم بالحكمة على الإطلاق، وليس سوى حيلة سياسية ستؤدي إلى نتائج عكسية تجعل الأمريكيين أقل أمنًا.

وهذه الأسباب التسعة هي:

جماعة الإخوان المسلمين لا ينطبق عليها التعريف القانوني للمنظمة الإرهابية الأجنبية، فلا توجد أدلة موثوقة على أنها، كمنظمة، تستخدم العنف لتحقيق أهداف سياسية، كما أنها لم تتعمد استهداف الأمريكيين.

المجموعات القليلة التي تفرعت عن جماعة الإخوان المسلمين وتمارس العنف - مثل حماس وحسم ولواء الثورة - جرى تصنيفها بالفعل منظمات إرهابية، ولهذا فإن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين بشكل أوسع لن يعطي الولايات المتحدة أدوات إضافية لملاحقة هذه الجماعات، (مع التأكيد أن حركة حماس حركة مقاومة لاحتلال أجنبي تمارس المقاومة المعترف بها في كل بلاد العالم، في حين أن ما تسمى بحسم ولواء الثورة لا تمت للإخوان بصلة).

استهداف جماعة الإخوان المسلمين على نطاق واسع من شأنه أن يخلق سلسلة من المشاكل الدبلوماسية لأن الأحزاب السياسية ذات جذور إخوانية تحظى بعضوية العديد من البرلمانات وحتى الحكومات في العديد من البلدان. وحتى تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية على نطاق ضيق، مثل جماعة الإخوان المسلمين المصرية، سيلحق أيضا نفس القدر من الضرر بالمصالح الأمريكية.

لا يسمح القانون الأمريكي بتصنيف جماعة بالإرهاب بناء على الأيديولوجية فقط، بدلا من ممارسة الأعمال العنيفة، لهذا فإن التصنيف بناء على الأيديولوجية وحدها سيمثل تسييسا للعملية.

انضمام الولايات المتحدة إلى دول (مثل مصر والسعودية والإمارات) التي تصنف جماعة الإخوان منظمة إرهابية لأسباب سياسية يعني أن الولايات المتحدة تشوه الشرعية الدولية التي اكتسبتها تصنيفاتها الأخرى لمنظمات إرهابية، كما تضعف مصداقية جهود مكافحة الإرهاب.

المشاعر المناهضة للولايات المتحدة بين المسلمين في جميع أنحاء العالم سوف تزيد، حيث سينظر معظم المسلمين حول العالم إلى هذا التصنيف باعتباره الأحدث في سلسلة من الخطوات المعادية للمسلمين من جانب إدارة ترامب، مثل حظر سفر مواطني الدول الإسلامية إلى الولايات المتحدة، وتغيير السياسة الأمريكية تجاه القدس، كما أن الرئيس الأمريكي متهم بالفعل بإذكاء الإسلاموفوبيا دوليا.

تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة سيحتفيان بهذا التصنيف باعتباره دليلا على حجتها القائلة إن النشاط السياسي غير العنيف لا جدوى منه. وسوف يستخدمون هذا التصنيف في جهودهم لتجنيد الشباب الإسلامي اليائس والمعزول، الذي كان يؤمن بالسياسة السلمية.

قد يؤدي هذا التصنيف إلى عواقب وخيمة على المسلمين في الولايات المتحدة، الذين يشكلون حاليًا أقل من 2٪ من السكان، إذ يمكن لأي شخص يشتبه في أن له صلات بالمنظمة أن يتعرض لخطر تجميد أصوله وممتلكاته، أو يمكن أن يواجه الترحيل إذا لم يكن مواطنا. سوف تضغط الجماعات المعادية للإسلام - والتي لها اتصالات داخل إدارة ترامب - على مكتب التحقيقات الفيدرالي للتحقيق وراء كل مسجد أمريكي أو كل جمعية خيرية إسلامية بحثًا عن صلات محتملة بمستشفيات أو عيادات طبية أو منظمات دينية تدعمها جماعة الإخوان المسلمين في جميع أنحاء العالم.

تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية سيحول حتما الموارد الأمريكية المخصصة لمكافحة الإرهاب بعيدا عن الإرهابيين الحقيقيين الذين يسعون فعلا لقتل الأمريكيين، مثل فروع تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة.

أضف تعليقك