بقلم: محمد عبدالقدوس
أظن أن عنوان مقالي هذا أثار دهشتك، فالمعروف في تعريف الكافر أنه لا يؤمن بالله، فكيف يأتي واحد مثل حضرتي وينفي ذلك قائلا إنه عرف ربنا لكنه ضل الطريق إليه؟
ولن أدخل معك في جدل بيزنطي، والمفاجأة التي أقدمها لحضرتك أن القرآن الكريم هو الذي أكد ذلك، وفي كتاب الله العديد من الآيات التي يخاطب فيها مشركي قريش: "ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله". تلك الآية الكريمة وردت في أربع سور من القرآن، وهي العنكبوت ولقمان والزمر والزخرف. وهكذا يتضح لك بنص القرآن أن المشركين كانوا يؤمنون بأن الله موجود، لكنهم ظنوا أن عبادته تكون عن طريق الأصنام.
وفي يقيني أن الإلحاد لم يظهر إلا في العصور الأخيرة، وصاحبه ينكر وجود الإله تماما. والغالبية العظمى من البشر عرفت ربنا منذ قديم الزمان، وقامت بعبادته بطرق مختلفة، فهناك من قام بعبادة الشمس، والمجوس عبدوا النار، وآخرون سجدوا للكواكب، وغيرهم قاموا بعبادة الطبيعة وكل ما هو أقوى من الإنسان، حتى جاءت رسالة الإسلام، وأكد نبي الإسلام محمد- عليه الصلاة والسلام- أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له وليس كمثله شيء.
وهكذا.. فشهادة أن لا إله إلا الله تقتضي بالضرورة الإيمان بأن محمدًا رسول الله.. فلا يستغنى أحدهما عن الآخر.
وفي عصرنا "النكد"، رأيت من يحاول أن يتفلسف قائلا: أنا مقتنع بوجود ربنا ويكفيني ذلك!، وعلى الفور يمكنك أن ترد عليه قائلا: وكيف تعبده؟ هل تعتقد أن الوصول إليه يكون عن طريق عبادة الأصنام أم الكواكب؟ وستكون إجابته: "مفيش أي وسطة بيني وبين ربنا أنا مقتنع أنه شيء عظيم ليس كمثله شيء".
وهذا يا صديقي لب الإسلام وجوهره، فلماذا هذا التكبر ورفض نبوة من أخبرك بذلك، وهو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟، إنني أدعو لك بالهداية، وصدق القرآن الكريم القائل: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء".
أضف تعليقك