• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

أكد إبراهيم منير، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، أن الجماعة لا تستبعد إقدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تصنيفها "إرهابية"، مشيرا إلى أن الجماعة تجهز حاليا لـ"حملة دبلوماسية" تستهدف صناع القرار في واشنطن وأخرى دولية لتوضيح الدور السلمي للجماعة.

وأبدى منير، في حواره مع وكالة الأناضول، استعداد الجماعة للحشد ضد "صفقة القرن"، التي تقول واشنطن إنها تمثل حلا للقضية الفلسطينية، واصفا إياها بأنها "مشروع تدميري استعماري".

وفي 30 أبريل الماضي، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، إن ترامب يدفع باتجاه إدراج الإخوان على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية".

ولا يتوقع نائب المرشد العام أن "تتجاوب دول غربية أخرى لوضع الجماعة على القائمة ذاتها"، قائلا: "لا أتوقع ذلك بعد أن أصدرت الحكومة البريطانية تقريرها الشهير عام 2015 والذي جاء فيه أن فكر الإخوان حاجز ضد التطرف".

ورأى أن الحملة على الإخوان، "ستكون محفزة للعمل لإعادة الأمة كلها إلى وعيها ليجري رفض ذلك وتنشيط القوى الحريصة على دينها".

 

كما نفى احتمالية أن يهدد المنتمين للجماعة المصالح الأمريكية حال وضعها على قائمة الإرهاب، مؤكدا أن "نهج الجماعة وسلوكها بعيد عن العنف تماما ما جعل البعض يتهمنا بالتقاعس والضعف وبالردة"، في إشارة لتنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيين.

وبين منير أن "الجماعة في مصر تواجه ضربة يمكن أن تكون الأقسى في تاريخها، ولكن نعيد التأكيد للجميع أن هذا هو الطريق لأي داعية أو مصلح يسعى إلى خير وطنه".

وأكد أن "القراءة الحقيقية للساحة المصرية الآن تقول إن الجماعة وفكرها استوعبا الصدمة الأولى ومواجهتها وأن السيسي وداعميه هم الآن في الموقف الحرج".

وتابع: "ما سيحدث مع السيسي حدث مع غيره منذ بداية عمل الجماعة، وذهب الكل وبقيت الجماعة.. وهو ما سيحدث قريبا إن شاء الله".

ولفت إلى أن "ما حدث (في خمسينات القرن الماضي بمصر من محاكمات وإعدامات) ويحدث يأتي على أيد أنظمة وحكومات لا تحترم قانونا أو دستورًا".

وعن الترحيل الأبرز لعدد من أنصار للجماعة في ماليزيا قبل أشهر، يجيب منير قائلا: "يؤسفنا بالتأكيد ما حدث في ماليزيا، واحتراما لسيادة كل دولة على أرضها لا نملك إلا محاولة الوساطة وتذكير كل الدول بالقانون الدولي (..) وللتاريخ استقبل المسئولون الماليزيون عتابنا على الإجراء الذي تم بصدر رحب".

وعن إمكانية وجود حل حقيقي للأزمة المصرية بعيدا عن الشعارات والخوف من الحساب الداخلي أو الخلافات، يرى منير أن "الأمر ليس فيه أي تعقيد".

وأضاف: "فليتقدم البعض الآخر بما لديه من حلول دون أن يستنفد طاقته بعيدا عن هدف حل الأزمة - الذي لا يعترض عليه أحد - ولا يستهلك طاقاته في الحديث عن خلافات داخل الجماعة أو غيرها".

ومتحدثا عن الجماعة، يستدرك: "لا تزال القيادة في الداخل وليس من حق الخارج الاستقلال بأي رؤية دون مشاركة الداخل واعتمادها".

ورأى نائب مرشد الإخوان إمكانية انتقال "الربيع العربي" في السودان والجزائر إلى مصر مرة أخرى، قائلا: "نعم وإن اختلف توصيف الوضع في البلدين".

وأوضح أن "الأحداث في السودان والجزائر لا يمكن الحكم عليها (حاليا) وهي في مرحلة الحراك الساخن".

واستدرك: "مع ذلك فلابد من إطلاق إشارة تحذير بأن السودان مقبل على مرحلة خطيرة في ظل وجود فصائل تحمل السلاح (..) أنهكت الدولة سابقًا"، داعيًا الجميع في السودان إلى "التريث وعدم الاندفاع".

وعن الصفقة التي تقول واشنطن إنها ستعلنها عقب شهر رمضان بشأن حل القضية الفلسطينية، يقول نائب مرشد الإخوان: "لم يعد خافيًا على أحد أن ما يطلقون عليه (صفقة القرن) هو مشروع تدميري يشمل ما كانوا يطلقون عليه قبل مشروع (سايكس – بيكو) مسمى (الشرق الأدنى)، ويعيدون الآن تشكيله بما يفرضونه على المنطقة بالقوة".

وأردف: "الأمر الآن أصبح موجها لكل الأنظمة في المنطقة وشعوبها (..)".

وذكر أن أخطر ما في هذا المشروع هو ما تتشارك فيه معظم الأنظمة الحاكمة الآن بالهجوم على ثوابت الدين لإفقاد الشعوب مناعتها.

واستدرك: "مع ذلك فسنسعى في جماعة الإخوان إبراءً للذمة أمام الله سبحانه ثم للتاريخ برفض هذا المشروع بما نستطيع دون خوف من التهديد بوضعنا على قوائم الإرهاب الأمريكية".

وفسر هذا التوجه قائلا: "إننا الآن وكما يقولون قد أصبح ظهرنا إلى الحائط (في إشارة لعدم وجود بدائل)، ونحن على استعداد لقبول أي نصيحة تخص تنفيذ مواقف الحشد".

ونفي نائب المرشد صحة اتهام البعض للإخوان بأنها سبب الأزمة الخليجية التي اندلعت قبل عامين عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات مع قطر بدعوى دعمها للإرهاب وهو ما تنفيه الدوحة تماما.

وزاد: "لا نرضى ولا نقبل نحن في الإخوان أن نكون سببا في أي خصومة أو خلاف بين الجارتين (السعودية وقطر)".

وتابع: "لم نجد أي غضاضة عندما طلبت قطر سابقا من بعض أفراد الإخوان مغادرة أراضيها، فاستقلالها وأمنها أولى من أي أمر آخر".

ويأمل منير أن "تعود الأمور إلى حالتها الطبيعية بين الدولتين اللذين يجمعهما أواصر الرحم قبل أواصر الجوار لمواجهة تحديات العصر، أما عن الدول الباقية فليس هناك جديد".

ووجه منير رسالة إلى السيسي قائلا: "لا تنسى أن الله أقوى منك ومن داعميك وأن مصيرك كمصير كل البشر إلى القبر والحساب يوم القيامة فابحث عن ما ينجيك".

ووجه ثاني رسائله للرئيس مرسي قائلا: "أعانك الله على محنتك، نشهد والعالم كله يشهد أنك كنت أمينا على شعبك ولم تفرط في حقوقه وأن وقفتك أمام كل الضغوط صارت فخرا للجميع".

ويدعو المصريين، في ثالث رسائله، إلى "التوحد مثلما كانوا في ثورة 25 يناير، مشيدا بتمسك أبناء الجماعة بـ"الصبر".

وفي رسالة رابعة يضيف: "إلى تركيا وشعبها ورئيسها نقول أعانكم الله على أمركم وسدد خطا نظاكم وحفظكم وجزاكم الله كل الخير على ما تلاقونه من ضغوط بسبب استعادة أمجاد الدولة وبسبب الاستغاثة الكريمة لمن استجار بكم بعد الله سبحانه".

أضف تعليقك