يحيي الفلسطينيون، اليوم 15 مايو، الذكرى 71 للنكبة، مؤكدين تمسكهم بحق العودة إلى ديارهم التي هُجروا منها قسرا عام 1948.
وفي عام 1948 أُعلن قيام الكيان الصهيوني على أراضٍ فلسطينية، ووقعت ثلاثة أرباع فلسطين تحت سيطرتها، في حين حكمت الأردن الضفة الغربية، وأصبح قطاع غزة تحت الإدارة المصرية. وفي عام 1967 استولى الاحتلال على المنطقتين، قبل أن تنسحب بشكل أحادي الجانب من قطاع غزة عام 2005.
ومنذ توليه منصبه، سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستهداف القضية الفلسطينية خدمة لمخططات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو. واتخذ ترامب عددا من الإجراءات شملت:
إعلان اعتبار الولايات المتحدة القدس عاصمة للكيان الصهيوني (6 ديسمبر/ 2017).
نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس (14 مايو الماضي).
محاولة تفكيك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)" عبر وقف تمويلها.
الإعلان عن خطة سلام أمريكية تستهدف القضاء على حق العودة وتثبيت القدس عاصمة للاحتلال، والمعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن" التي من المقرر الإعلان عن تفاصيلها بعد شهر رمضان الجاري.
فيما أفادت تقارير إعلامية أن تلك الخطة تقوم على إجبار الفلسطينيين "بمساعدة دول عربية" على تقديم تنازلات مجحفة لصالح الاحتلال، خاصة بشأن وضع مدينة القدس المحتلة وحق عودة اللاجئين.
ودعا رئيس الوزراء محمد اشتية، في بيان، الفلسطينيين إلى المشاركة في إحياء الذكرى، واعتبار الأربعاء (ذكرى النكبة) يوما تعليميا عن فلسطين وتاريخها، لإبقاء الذاكرة حيّة في قلب وعقل كل فلسطيني.
وقال محمد عليان، رئيس "اللجنة الوطنية العليا للدفاع عن حق العودة"، إن الشعب الفلسطيني يحيي الذكرى الـ71 في ظل أخطار وتحديات صعبة؛ جراء الموقف الأمريكي، الذي يهدد المشروع الوطني.
إلى ذلك، كثف جيش الاحتلال الصهيوني تواجده في المنطقة المحيطة بقطاع غزة تحسبا لاحتجاجات فلسطينية اليوم الأربعاء، الذي يواكب "يوم النكبة".
المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي حذر الليلة الماضية سكان القطاع من أن "الاقتراب من السياج الفاصل أو المساس ببنى تحتية أمنية أو استخدام وسائل إرهابية سيعرضهم للخطر".
كان 60 فلسطينيا استشهدوا برصاص قوات الاحتلال في ذكرى يوم النكبة العام الماضي خلال المشاركة في احتجاجات قرب حدود قطاع غزة مع إسرائيل، والتي كان نقل السفارة الأمريكية قد تسبب في إذكائها.
وفي ذات السياق، تتواصل التحضيرات في قطاع غزة، للمشاركة في مسيرات "مليونية العودة وكسر الحصار"، ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى، المستمرة منذ 30 مارس من العام الماضي، كما تنظم فعاليات ومسيرات بالضفة الغربية والقدس المحتلتين.
وعم الإضراب الشامل في قطاع غزة، بعد أن أعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة، في قطاع غزة، الإضراب الشامل في ذكرى النكبة الفلسطينية.
كما أعلنت دائرة شئون اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية عن انطلاق فعاليات إحياء ذكرى النكبة في الوطن والشتات وفي كافة أماكن التواجد الفلسطيني، على أن تكون الفعالية المركزية في الضفة الغربية من خلال المسيرة والمهرجان المركزي في رام الله.
فيما يقام مهرجان مركزي في مدينة صيدا بلبنان بمشاركة كافة القوى الفلسطينية، وسيتخلله عدة كلمات سياسية.
وسيتم تنظيم مؤتمر فكري في يونيو المقبل لمدة ثلاثة أيام في السويد بمدينة ابسالا بمشاركة الجاليات الفلسطينية في أوربا لإحياء ذكرى النكبة.
يشار إلى أنه في عام 1948، هجرت العصابات الصهيونية قرابة 800 ألف من أصل 1.4 مليون فلسطيني، من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة.
وتعرض آلاف آخرين للتهجير، لكنهم ظلوا داخل نطاق الأراضي التي خضعت لسيطرة الاحتلال لاحقا.
وبحسب بيانات رسمية فلسطينية، ارتكبت العصابات الصهيونية، خلال "النكبة"، أكثر من 70 مجزرة ومذبحة بحق الفلسطينيين؛ ما أودى بحياة ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني.
أضف تعليقك