• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

قال الكاتب الفرنسي ألان غريش إن الهجوم الشديد على الإخوان المسلمين في الغرب وبعض دول الشرق الأوسط، لا يمكن تفسيره إلا كجزء من حرب غربية عامة على المسلمين والديمقراطية في المنطقة.

وأوضح الكاتب أن خطاب التخويف ضد الإخوان المسلمين ليس خاصا بالمعارضة اليمينية الفرنسية، بل يتبناه جزء كبير من السياسيين والإعلاميين والمفكرين في فرنسا، بمن فيهم الرئيس إيمانويل ماكرون، وفي جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، ممن يشنون “حملة صليبية على الإسلام السياسي”.

وأضاف أن “رهاب الإسلام السياسي” هو نفسه الذي يحرك الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوضع الإخوان المسلمين في قائمة المنظمات الإرهابية منذ لقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم 9 أبريل/نيسان المنصرم، وهي فكرة يدعمها اثنان من المستبدين الآخرين في الشرق الأوسط وهما ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد.

محرضو ترامب

ونبه غريش إلى أن ثلاثة أشخاص من حاشية الرئيس الأميركي يدفعونه في هذا الاتجاه:

– مستشار الأمن القومي جون بولتون أحد مهندسي الغزو الكارثي للعراق عام 2003.

– وزير الخارجية مايك بومبيو المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية المقرب جدا من مؤسسة “العمل من أجل أميركا” التي كتب رئيسها أن “القرآن يذكر كلمة الجهاد أربعين مرة، 36 منها بمعنى الحرب ضد الكفار واستهدافهم أو قتلهم أو إخضاعهم”.

– المسؤولة عن الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي فيكتوريا كوتس التي عملت في مؤسسة “الدفاع عن الديمقراطيات”، وهي مؤسسة فكرية تابعة للمحافظين الجدد، وكان الأنسب -حسب الكاتب- أن تسمى “مؤسسة الدفاع عن إسرائيل”، وهذا هو سبب ارتباط كوتس بالمجموعة التي تعِدّ “صفقة القرن” بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

هل يستطيعون؟

ويتساءل الكاتب: هل سيكون هذا التحالف القوي بين حفنة من الطغاة في الشرق الأوسط وزمرة من المحرضين المقربين من اليمين الأميركي المتطرف كافيا لاعتماد تشريعات في الولايات المتحدة ضد الإخوان؟ مشيرا إلى أن تصنيف الإخوان “منظمة إرهابية” يثير شكوكا في دوائر السلطة ذاتها في واشنطن.

وعلل هذه الشكوك بأن جماعة الإخوان ليست تنظيما سريا مثل تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية، ولكنها منظمة تضم مئات الآلاف من الأتباع وملايين المؤيدين في العالم العربي، موضحا أنه كلما أجريت انتخابات حرة، فاز فيها الإخوان بثلث الأصوات على الأقل، وفازوا في بعض الأحيان بالأغلبية البرلمانية كما وقع في فلسطين ومصر والمغرب.

حظر للديمقراطية

وقال الكاتب إن حظر الإخوان يعتبر حظرا للديمقراطية ما فتئ الغرب يحاول جعل العالم يبتلعه. وضرب المثل بما وقع في مصر عام 2013 حين تم الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي وحزبه جماعة الإخوان المسلمين، وتم القضاء عليهم بوحشية غير مسبوقة، وبعدهم هاجم الجيش الليبراليين وكذلك اليسار، وتحولت البلاد إلى حقل من الخراب السياسي.

وتساءل غريش: ماذا سيحدث في البلدان التي يشكل فيها الإخوان جزءا من المشهد السياسي القانوني كالمغرب حيث رئيس الوزراء عضو في حزب العدالة والتنمية، ومثل الأردن والبحرين والكويت وموريتانيا حيث يشارك الإخوان في البرلمان، فهل ستقاطع واشنطن هذه الدول إذا لم تحظر المنظمة؟

وأشار إلى أن الإخوان جزء من المشهد السياسي، وأن قمعهم يدفع الديمقراطية إلى الوراء، رغم أنه قد لا يحب أشياء كثيرة لديهم، موضحا أن ثلث المصريين ما زالت لديهم رؤية إيجابية عن الإخوان، حسب استطلاعات الرأي.

أضف تعليقك