كشفت مجلة "فورين أفيرز" تداعيات تصنيف أمريكا جماعة الإخوان المسلمون كمنظمة إرهابية، مؤكدة أن تصنيف الحركة على قائمة الإرهاب سيؤثر على الولايات المتحدة.
وذكرت المجلة نقلا عن مقالا أعده الباحثان دانيال بنجامين وجيسون بليزاكيس، تحت عنوان "الإخوان المسلمون ليسوا منظمة إرهابية"، أن هذا الإعلان جاء في أثناء زيارة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، أحد مقربي ترامب وعدو الإخوان المسلمين، لافتين إلى أن ترامب قد أمر أولا الخارجية للنظر في تصنيف الحركة عام 2017، لكنه قرر أن الحركة لا يتطابق عليها التعريف القانوني للمنظمة الإرهابية الأجنبية؛ نظرا لكونها جماعة غير مركزية، وليست لديها أشكال واضحة من العنف.
ويفيد الكاتبان بأن "الإخوان لم يتغيروا منذ ذلك الوقت، فهناك عدة منظمات مرتبطة بالاسم لكن بدون قيادة مركزية أو مبادئ مشتركة غير التكرس لخدمة الإسلام، وتضم فروع الإخوان حركات متنوعة، منها الحركة السياسية النهضة، التي تعد عماد الديمقراطية في تونس، بالإضافة إلى حركة حماس المصنفة على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، لكن ما تغير هو البيت الأبيض، فأعضاء الإدارة الذين عارضوا التصنيف، مثل ريكس تيلرسون، غادروا الإدارة، وحل محلهم رجال (مطيعون) للرئيس، ما يسمح للرئيس بتجنب المعايير التاريخية والقانونية لتعريفات المنظمات الأجنبية".
ويقول الباحثان: "لأن هذا التحرك سيكون في النهاية هدية للسيسي، فإن التصنيف سيستهدف فرع حركة الإخوان المسلمين المصرية، الذي يعد الفرع الأصلي والأكثر شهرة في الجماعة، التي أنشأت في عام 1928، على يد حسن البنا، وأدت الحركة دور المعارض الفعلي لعدد من حكام مصر، ورغم حظر نشاطها لعقود، إلا أنها ظلت مؤثرة في المجتمع المصري، وفي السبعينيات من القرن الماضي أعلنت الإخوان عن نبذ العنف، وظلت ملتزمة منذ ذلك الوقت، ولم يشر أي دارس جاد للحركة بخلاف ذلك، ولهذا السبب وحده فإن تصنيف الحركة لن تقبله أي محكمة لو تمت مواجهته قانونيا".
ويلفت الكاتبان إلى أن "نقاش إدارة ترامب تركز على العواقب المحتملة للجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين وأعضائها، وحتى لو تم المضي في هذه الخطوة فإنها ستجعل من مئات الآلاف من الإخوان إرهابيين، وستقدم الولايات المتحدة غطاء للقمع الذي يمارسه السيسي، الذي سجن معظم قيادات الإخوان، ويعيش كثير منهم في المنفى، فيما هناك من يعيش في خوف الاعتقال على يد مخابرات السيسي أو الخدمات الأمنية".
ويعلق الباحثان قائلين إن "تصنيف الإخوان سيهمش أفرادها عن السياسة التقليدية، وسيعزز التشدد وانتشار جماعات العنف، وفي الولايات المتحدة استهدف اليمين الإخوان المسلمين، وقد يستخدم الجماعات الإسلامية الأمريكية ذات العلاقة مع مصر، مثل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، وسيؤكد في النهاية عددا من نظريات المؤامرة، مثل تلك التي نراها مركز التطرف الإسلامي، وبالتالي سيغذي الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة.
وأضافوا أن التصنيف سيؤثر على سياسة مكافحة الإرهاب الأمريكية، فمنذ عام 1996 كان التصنيف للجماعات الإرهابية الأجنبية تحت قوانين الحكومات الإرهابية وسيلة مهمة لمكافحة الجماعات الإرهابية، وتمنح الحكومة الأمريكية السلطة لفرض عقوبات وتجميد أرصدة الإرهابيين في الولايات المتحدة، وورقة ضغط على الدول الأخرى لعمل الشيء ذاته، بالإضافة إلى أنها تقدم الأساس لمحاكمة أشخاص لدعمهم الجماعات الإرهابية".
ويستدرك الكاتبان بأن "التصنيف يمكن أن يكون سلاحا قويا، ولا يكلف الكثير من المال، فتجميد 7 ملايين دولار مثلا للقاعدة في الولايات المتحدة كما فعلت في عام 1999، سيوجه ضربة للجماعة، وقدمت الولايات المتحدة عددا من الأفراد بسبب تقديمهم الدعم للجماعات الإرهابية
أضف تعليقك