• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

أكدت خديجة جنكيز، خطيبة الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، أنها لاحظت نوعا من الخجل لدى أعضاء الكونجرس الأمريكي حيال جريمة قتل خاشقجي، بسبب عدم صدور مواقف حازمة بهذا الشأن.

واعتبرت، في مقابلة مع وكالة الأناضول، أنه لو كان هناك رئيس أمريكي غير دونالد ترامب، لكان موقف واشنطن أكثر حزما تجاه السعودية.

وحول سبب خشية السعودية من خاشقجي باعتباره شخصا مثقفا ومحبوبا، قالت جنكيز إن جمال لم يكن يعتقد أبدا أن بلاده تضمر له أي تهديد، بل كان يتحدث عن قضاياها بطريقة سلمية، حتى أنه أكدّ، في أكثر من مرة، أنه ليس معارضا للرياض.

وتابعت أن "جمال كان إنسانا هادئا لا يحب الشجار والضجة، ويتحدث بلطف، وكان يلتقي العديد من الشخصيات الرفيعة في السعودية، وهذا ما جعلني أستغرب مقتله".

وأضافت "يبدو أنهم انزعجوا من القوة والمكانة التي يمثلها أو التي امتلكها جمال بمفرده، لأن قوته كانت تتزايد، وبالتالي كان من الواضح أن تصاعد مكانة وقوة جمال الإستراتيجية قد أزعجت البعض بالفعل.. والمؤسف أن جمال نفسه لم يكن يدرك مدى قوته".

وبينت جنكيز أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان قد أبدى موقفا قاسيا نوعا ما في الأيام الأولى بعد مقتل خاشقجي، بفعل الردود العالمية، ولكن تلك اللغة تغيّرت وحاول أن يخرج هذه الجريمة من السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

وردا على سؤال حول رفضها تلبية دعوة ترامب إلى البيض الأبيض، في تلك الفترة، قالت جنكيز: "لم أرد على الإطلاق أن تتحول هذه القضية إلى قضية إعلامية، وكما تعلمون فإن الإجراءات القضائية والسياسية جرت بشكل جيد في تركيا".

ولفتت إلى أن "الشخص الذي قُتل هو جمال خاشقجي، أي أنه لم يتعرض للقتل لأنه خطيبي، وإنما بسبب اسمه، ولذلك حرصت على عدم استغلال القضية للحصول على شيء ما من ورائها".

وأردفت: "لم أفكر بأن لقائي مع ترامب سيكون خطوة إيجابية في ما يتعلق بفرض العقوبات (على السعودية)، وإذا كانت هناك خطوة ما ستتخذ، فلقد كان ينبغي اتخاذها بالفعل قبل هذا اللقاء.. وتساءلت في نفسي عمّا إن كانت هذه الدعوة وجهت لي لأنه لن يتم اتخاذ أي شيء.. كنت متيقنة أن اللقاء لن يأتي بشيء جديد يخدم القضية".

وتطرقت جنكيز أيضا إلى الاختلاف الموجود بين البيت الأبيض والكونجرس والإعلام بشأن جريمة مقتل خاشقجي، مؤكدة أنه "لو كان هناك رئيس آخر غير ترامب، لربما صدر موقف أكثر حزما.. لأن موقف الأخير كان يهدف لحماية السعودية".

أما في ما يتعلق بأعضاء الكونجرس، فقالت جنكيز إن شخصيات كثيرة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لم تكن راضية عن موقف الإدارة.

وأكدت أن "جميع من في الكونجرس يشعرون بالخجل في هذا الصدد بسبب عدم صدور الردود اللازمة، ولقد شعرت بذلك شخصيا".

وعن مستقبل القضية من الجانب الأمريكي، قالت جنكيز إنه "يمكن أن تطرح في الأيام القادمة خطوات جديدة في الكونجرس، من قبيل مشاريع قوانين أو عقوبات.

وزادت "تلقيت بعض الإشارات في هذا الاتجاه أثناء المباحثات الأخيرة التي أجريتها في الكونجرس، حيث أكدت لي شخصيات كثيرة فيه أن الموقف الأمريكي حيال الجريمة غير كاف، لأن الأمر يتعلق بتقويض القيم الرئيسية للبلاد، وعليه فإنه ينبغي إصلاح هذا الأمر".

وبخصوص الجلسة التي شاركت فيها في الكونجرس، شدّدت جنكيز على ضرورة التركيز بعد اليوم على الخطوات المقبلة بشأن الجريمة.

واعتبرت أنه "بإمكان الولايات المتحدة فتح تحقيق دولي داخل الكونجرس، ولقد كان ذلك مطلبنا، والمسار القضائي في تركيا وصل إلى مستوى معين وأصبح مسدودا، إذ لم يعد هناك إمكانية للتقدم، وأعتقد أنه يمكن التوصل إلى نتيجة أكثر تأثيرا إذا أصبح التحقيق دوليا".  

ونوهت جنكيز إلى أنه من حقها الطبيعي معرفة الحقيقة بشأن مصير خاشقجي الذي كان يحب كثيرا قضاء الوقت مع الشباب، وتنفيذ مشاريع كثيرة معهم.

وتابعت: "عندما سألته ذات مرة عن سبب اهتمامه إلى هذه الدرجة بالشباب، أجابني بأنه يشعر نفسه شابا عندما يعمل معهم، وكان يحرص على ألا يزعج أو يكسر قلب أحد، ويسكت حتى لو كانت معنوياته سيئة على سبيل المثال، وكان صمته عميقا في بعض الأحيان".

وأشارت إلى أن جمال لم يكن يتصل بأحد عندما يكون حزينا، ولم يكن يفرط في التفاؤل، وكان مرحا عندما يتحدث ولكن في نفس الوقت كان يفكر ويتفكر بعمق ويقرأ كثيرا.

كانت جنكيز تحب كثيرا جدا طبيعة خاشقجي المثقفة خلال الحديث معه، على حد قولها، وعندما كانا يخططان لشيء ما، كان سؤاله الأول هو "هل سيكون هناك شاي تركي أيضا؟"، لأنه كان يحب الشاي التركي كثيرا ويشربه دائما، بعكس القهوة التي لم يكن يتناولها بكثرة.

وأشارت إلى وجود ذكريات جميلة جدا لها مع خاشقجي في فترة الخطبة، حيث كان يتصل بها عادة بطريقة مرئية عندما يكون في الولايات المتحدة ويستشيرها حين يعتزم شراء غرض ما.

ومستعرضة ذكرياتها معه: "كان ذات مرة يعتزم شراء نظارة لنفسه، وعندما ذهب للشراء أرسل لي صورة النظارة التي كان يجربها ليسأل ما إن كانت جميلة أم لا، وفي النهاية تحدثنا واختار واحدة منها. كان هدفه من ذلك هو ألا يشعر بأنه وحيد هناك".

وأكّدت أن جمال كان صاحب قلب أبيض وحنون، ويتمتع بطبيعة عاطفية ولطيفة للغاية، وأن الكشف عن ملابسات مقتله، مهمة إنسانية وأخلاقية باعتبار الحادثة تستدعي الدفاع عن حق إنسان مثله.

ولفتت إلى أن خاشقجي كان إنسانا فريدا جدا وشجاعا، وعاش من أجل مبادئه تاركا كل ما يرغب الإنسان في امتلاكه، وهذا هو السبب وراء مغادرته السعودية والاستقرار في الولايات المتحدة.

وختمت: "كان بإمكانه أن يختار التقاعد مثل الكثير من زملائه، وأن لا يتخلى عما يملك، ولكنه اختار مبادئه، وأعتقد أن الإنسان يجب أن يكون مثله".

أضف تعليقك