رسالة منسوبة إلى الدكتور/ عصام العريان
*في مطلع القرن العشرين، وعندما خرجت النساء المصريات لأول مرة في ثورة 1919 للتظاهر، سجل شاعر النيل حافظ إبراهيم الحدث في قصيدة قال:
خَرَجَ الغَواني يَحتَجِجــنَ وَرُحتُ أَرقُبُ جَمعَهُنَّه
وَإِذا بِجَيشٍ مُقبِلٍ وَالخَيلُ مُطلَقَةُ الأَعِنَّه
فَتَطاحَنَ الجَيشانِ ساعاتٍ تَشيبُ لَها الأَجِنَّه
فَليَهنَأَ الجَيشُ الفَخورُ بِنَصرِهِ وَبِكَسرِهِنَّه
فَكَأَنَّما الأَلمانُ قَد لَبِسوا البَراقِعَ بَينَهُنَّه
وَأَتَوا بِهِندِنبُرجَ مُخــتَفِيا بِمِصرَ يَقودُهُنَّه
فَلِذاكَ خافوا بَأسَهُــنَ وَأَشفَقوا مِن كَيدِهِنَّه
وكأنه يصور المشهد الآن، وبدلا من الخيل تكون الدبابات والمدرعات، وبدلا من هندنبرج القائد الألماني، ضع أي زعيم، ترى ماذا قال المراقبون والشعراء والأدباء اليوم عن دورهن في ثورة 25 يناير، وفي اعتصام رابعة العدوية، وفي مقاومة الانقلاب.
من قراءاتي أنه لم يتم اعتقال امرأة واحدة في ثورة 1919، أما محنة سجون ناصر فقد طالت بضع أخوات مجاهدات، على رأسهن زينب الغزالي وحميدة قطب (حكم عليهن بـ10 سنوات سجن) وآل الهضيبي، وفي عهد السادات فقد تحفظ على عدد أكبر في إجراءات سبتمبر 1981 أذكر منهن الأستاذة صافيناز كاظم، و د. لطيفة الزيات، وفي عهد مبارك رغم الثورة عليه – لا تسعفني الذاكرة بأسماء محددة.
واليوم تمتلئ زنازين الانقلاب وعتابر سجون النساء بحوالي مائتين من الشريفات الحرائر المجاهدات، والقاسم المشترك في التهم )مقاومة الانقلاب والسعي لتحرير الإنسان المصري من ربق الظلم والاستعمار ) "وليس تحرير المرأة فقط" – إعلاء لكلمة الله (ولقد كرمنا بني آدم).
لقد أثبتت حقائق التاريخ ومسيرة الدعوات أهمية دور المرأة في نهضة الأمم ونجاح الدعوات، وكان أبرز دور على مدار التاريخ هو دور المرأة في دعوة الإسلام وتجلى في أبهى صورة.
فكانت أول المؤمنين قاطبة هي السيدة خديجة أم المؤمنين –رضي الله عنها- آزرت وساندت وثبتت رسول الإسلام –صلى الله عليه وسلم-، ويكفينا تسجيل القرآن الكريم لدور النساء في سورة آل عمران " فاستجاب لهم ربهم.." آية195.
وحاد المسلمون عن هدي القرآن وسيرة النبي وصحبه الكرام، فكان ما كان من تهميش للمرأة وحجب لها عن المشاركة في شئون الدنيا والدين (بقيت قلة من حملة العلم تؤكد على أصل الدور العظيم)، وجاءت دعوة الإخوان المسلمين لتحيي من جديد دور المرأة المسلمة وتجدد ما انتهى من حقائق الإسلام التي حجبتها التقاليد عبر عصور التخلف والانحطاط، فأسس الإمام الشهيد قسما خاصا للأخوات المسلمات واهتم بتعليمهن، وأنشأ المعاهد ودور التربية لذلك، وكان من أصول العمل عند الإخوان تكوين بيت مسلم يقوم على دعامتيه الرجل والمرأة، ودور الزوجة أهم في تربية الأولاد، وأثمرت الجهود ثمرتها المباركة، فتحملت الأخوات المسلمات عبء البيوت التي غيب عنها رجالها في السجون 20 عاما طوالا.
وجاءت صحوة السبعينيات، وانتشرت دعوة الإخوان في الجامعات، فنشأ جيل جديد على مفاهيم الإسلام الصحيحة، وعم الحجاب الشرعي طالبات الجامعات، وأصبح الزي الأوسع انتشارا، وخرجت الأخوات للمشاركة الجادة في كل شئون الحياة والدعوة.
دخلت الجامعة في مطلع السبعينيات وبدفعتي طالبة واحدة محجبة، وتخرجت منها عام 1977 ونسبة الحجاب لا تقل عن 60%.
ثم كانت الثمرة المباركة في ثورة 25 يناير، وظهر القطاف في المشاركة الواسعة للأخوات والمرأة المصرية عامة في الميدان، ثم كانت المشاركة الأوسع والانطلاقة الأكبر في اعتصام رابعة العدوية، وهي ما عاصرتها وعايشتها بنفسي على مدار 48 يوما.
كان مشهد حضور المرأة في خيام الاعتصام هو الأبرز بل هو صلب الاعتصام، وكان ثباتها ومشاركتها من أقوى دوافع الصمود والاستمرار لاستكمال ثورة يناير من أجل تحقيق أهدافها، باستعادة الشرعية إلى صندوق الانتخابات، ورفض دهس الدبابات لإرادة المصريين، لأن ذلك هو الذي أدى فيما بعد إلى دهس أجسادهم.
ومبكرا بدأت المجازر الوحشية في صلاة الفجر أمام الحرس الجمهوري (أكثر من 60 شهيدا مصليا) ثم في شهداء المنصة (120 شهيد) وأنزل الله سكينته على الجميع وفي المقدمة النساء اللاتي يفزعن من مشهد الدماء ورؤية الموتى (تقاليد مصرية عريقة قديمة) وثبتت المرأة في الميدان ولم تنصرف، بل عادت أسر الشهداء الأبرار لتكون لهم خيمة خاصة بجوار منصة الخطابة.
ودعن الأحبة، أزواجا وآباء وأخوة وأبناء، وعدن لمواصلة الاعتصام، لم يجزعن ولم يهنّ، ولم يهربن، وتغلبت دواعي الإيمان بالله على الغريزة النسوية، تثبيتا لآلاف المعتصمين، بل شاركت الطبيبات في المستشفى الميداني لإسعاف المصابين ورعاية المرضى، أسر بكاملها كانت مشاركة في الاعتصام من كل أنحاء مصر..
*وكانت ذروة الوحشية في فض الاعتصام يوم 14 أغسطس 2013..
مجزرة يشيب لها الولدان، راح ضحيتها الآلاف بين شهيد وجريح، وكنت وسط الميدان تخنقنا الغازات المسيلة للدموع، وتوزع الأخوات الخل والمياه، ولم يهبن زخات الرصاص ولا قنابل الدخان الخانق، ولا أزيز الطائرات ولا هدير الدبابات والمدرعات.
أصررن على البقاء بجوار الرجال، وأمام قاعات المسجد كانت جموع منهن تحتمي بالسواتر وسألتني زوجة الشهيد طارق محمود. أستاذ الطب، الأخت إيمان حسين شحاتة ومعها أولادها: كيف أصنع؟ فأجبتها: إن الله جاعل لنا مخرجا، ولا بد من الخروج عندما تحين الفرصة، وقبل غروب شمس يوم الشهداء ذهبت إلى أمتعتي لأغير ملابسي المبتلة ولأتفقد الشهداء، فرأيت عجبا لم نشهده من قبل، وكأنها روايات من تاريخ الصحابيات، نساء يقفن بجوار أحبابهن الذين انطبعت على وجوههم الوضيئة ابتسامة الرضا قبل أن يفارقن الحياة بابتسامة البشرى التي تلقتهم بها ملائكة الرحمن، لا صراخ ولا عويل، حتى الدموع كانت قليلة عزيزة، لم يكن إلا الصبر الجميل والاحتساب للموقف والمرحلة بأسرها، وكأنهن يعاهدن الشهداء على مواصلة الطريق ومقاومة الانقلاب، والطبيبات يتجولن لإسعاف من لم يزل به رمق الحياة.
وكان للأخوات شرف الشهادة في قوافل يوم الفض، فهل ننسى أسماء البلتاجي، وحبيبة أحمد عبد العزيز، وغيرهن ممن يعلمهن الله؟
ويتكرر المجد مرة أخرى عند مسجد الإيمان، فكنت من الخارجين من الميدان وأدركت المسجد قبيل صلاة المغرب لأجد مئات الجثامين للشهداء تملأ ساحة المسجد، وصلينا المغرب ثم صلاة الجنازة على الأطهار الأبرار وأثناء المغادرة سألتني بعض الأخوات عن الإجراءات الرسمية والأوراق لإكمال الدفن فأكدت على ضرورة توثيق حالات القتل واستخراج تصاريح الدفن لإثبات جرائم القتل العمد للانقلابيين التي لابد أن يأتي يوم الحساب عليها في الدنيا قبل أن نمثل جميعا أمام الديان سبحانه وتعالى.
*وبدأت مقاومة الانقلاب عبر التظاهرات بعد أن اغتصب الانقلابيون وأعوانهم سلطة الحكم، وظهر جهاد النساء لأجل إعلاء كلمة الله وإحقاق الحقوق للمصريين جميعا، جهادا متواصلا حتى يومنا هذا في مواجهة طاغية مستبد، ظن أنه سيقضي على إرادة شعب ويقظة أمة، وثورة يناير، وأنه سيعيد عجلة التاريخ إلى الوراء.
وهيهات هيهات، وكانت المشاركة الأكبر للنساء، وكانت التضحيات:
هالة أبو سعيشع: طالبة دون العشرين، بنت المنصورة التي استشهدت بثلاث رصاصات،
سهام الجمل: النائبة في برلمان الثورة وزوجة د. محمد عبد الرحمن المرسي عضو مكتب الإرشاد وعضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة.. مزق رصاص الغدر قلبها وصدرها، فكانت المرأة بجوار الرجل.
الشاب عمار محمد بديع ابن فضيلة المرشد، أسر بكاملها تعرضت للمحنة والاختبار.
*وصمدت النساء في مواجهة الانقلاب رغم الدماء و الأشلاء، لم يرهبها رأس الذئب الطائر، فهن حفيدات سمية ونسيبة الصحابيات، ودخلت النساء سجون الانقلاب، وليس لها ذنب ولا جريرة إلا رفض ومقاومة الانقلاب، وكانت أولى من شاهدتها بنت بلدي سامية شنن التي كانت تلبس ملابس الإعدام وحصلت على تقدير عالمي لثباتها، وتوالت وجوه مشرقة بالصمود والأمل، لم يرهبهن السجن ولم يزعجها مفارقة البيت وغياب الأولاد (وبعضهن ودعن الأزواج إلى الزنازين والأبناء إلى الشهادة أو البرزخ) أو مثل زوجة النائب كمال مهدي نائب الزاوية الحمراء، ابنها شهيد وزوجها وابنها عبد الله رهن الحبس
رباب: أم لأربعة أولاد تعاني سرطان الكبد، منيرة: يسارية حكم عليها بسنة حبس ولها ولد رضيع، علا القرضاوي التي تم اعتقالها مع زوجها حسام خلف انتقاما من أبيها وتعزل وحيدة عن المسجونات، شيرين بخيت صحفية لها 4 أولاد، نجلاء، غادة،....الخ
وصل العدد في سجن القناطر إلى 140 شريفة مجاهدة، وريم الصحفية التي كانت تخضع لإجراءات احترازية وقبض عليها من المطار، ونتابع أخبار الأستاذة هدى عبد المنعم المحامية التي كانت تحضر جلسات محاكماتنا مع فريق الدفاع فإذا بها خلف الأسوار.
وابنتنا عائشة الشاطر التي تم اعتقالها انتقاما من أسرة مجاهدة لم يكتف قائد الانقلاب بحبس ربّها المهندس خيرت الشاطر وابنيه سعد والحسن وأزواج بناته أحمد درويش وأحمد ثروت ومصطفى حسن، فكان حبس ابنته عائشة وزوجها المحامي محمد أبو هريرة، وغيرهن كثير قد لا تحضرني الأسماء، أو لم أتشرف برؤيتهن، أسر بكاملها تعرضت للابتلاء وانصهرت في بوتقة المحنة لتزداد صلابة، منحة من الله، يخلص نفوسنا من شوائبها كما يتخلص الذهب بالصهر من كل شوائبه فيخرج ذهبا إبريزا خالصا، ولنا في آيات آل عمران العبرة والدرس (قد خلت القرون من قبلكم.. 137-147).
فقد رأينا الموت رأي العين ونحن ننظر، واصطفيت ربنا أفضلنا ليكونوا شهداء وأبقيتنا للتمحيص، ونحن في انتظار موعودك الذي لا يتخلف، محق الكافرين، ونصر المؤمنين المجاهدين الصابرين، لم نخرج لدنيا ولم نحرص على مناصب زائلة ولم ننخدع بزخرف كاذب، ولم نركن إلى دنياهم، بل بذلنا المهج والأرواح ابتغاء مرضاتك، فثبتنا وتقبل منا جميعا واغفر لنا.. (وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) )
وما زلنا مع الأسر الصابرة المحتسبة: أمل حسن غراب، بنت رئيس جامعة عين شمس –رحمه الله-،زوجة د. محمد زناتي المحكوم عليه بالإعدام في فض رابعة، والتي قدمت ابنها أحمد شهيدا طالب الهندسة في مذبحة رابعة، والسيدة نجفة (75 عام) من الغربية حكم على أولادها الثلاثة إبراهيم ويحيى وعبد الله بالإعدام في فض رابعة وعندما سألت أولادها عن أول زيارة لها بعد الإحالة سمعت عجبا لأم عادية من ريف مصر.
أم زبيدة التي التقيتها أثناء الجلسات بعد اعتقالها مع محاميها انتقاما من الـBBC التي روت القصة الحقيقية لابنتها، وكان معها أم عالية، د.هدى غنية النائبة في برلمان الثورة وعضو الجمعية التأسيسية للدستور التي خرجت من البلاد بعد الضغوط الشديدة عليها وعلى أهلها وأولادها بعد استشهاد زوجها هشام خفاجي في التصفيات الأولى لتسعة من قيادات الإخوان، فخرجت رحمة بأولادها وأهلها من البلاد لتواصل مقاومة الانقلاب.
سناء عبد الجواد زوجة أد.محمد البلتاجي التي تم تلفيق قضية لها وحبس زوجها ثم ابنها أنس ثم مطاردة خالد وحسام فخرجت لمواصلة الجهاد، بسمة محمود أبو زيد تم حبس والدها عضو مكتب الإرشاد وزوجها جهاد الحداد وحماها د.عصام الحداد...
*وجوه النساء تتوالى أمامي: ممنوعات من السفر للحاق بأزواجهن (خليدة، زهراء، هالة) مئات من الزوجات والبنات والأخوات ممنوعات من زيارة أهلهم وراء الأسوار، في مقدمتهن زوجة الرئيس الشرعي أد. محمد مرسي لما يقرب من ستة سنوات، الذي لا يرى إلا وجه السجان، ولكن في أنس مع الله تعالى، وزوجة فضيلة المرشد الأستاذة سمية محمد الشناوي وبنتها ضحى، وأسر عديدة، بل امتد المنع إلى الآلاف اللواتي يتم منعهن من حضور جلسات المحاكمات التي يكفل الدستور والقانون علانيتها، وعندما يسمح بعض القضاة بحضورهن وفق إجراءات شديدة يتم حجزهن في أقصى وأسوأ مكان بعيدا عن أقفاص المحتجزين المخطوفين، فيتم التواصل بصعوبة شديدة، ويكون التواصل بلغة الإشارة، وبذلك يرتكب قائد الانقلاب وجنوده من الطغاة والنيابة والشرطة جريمة سجلها الله في القرآن الكريم:" وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أولئك لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25) سورة الرعد.
نعم أعطوا المواثيق وأغلظوا الأيمان بألا يغدروا وألا يخونوا، فغدروا وخانوا ونكثوا أيمانهم من بعد عهدهم، وقطعوا الأرحام التي أمر الله أن توصل ومنعوا جمع شمل الأزواج، فلم يرتفعوا إلى مستوى كفار قريش الذين رقت أفئدتهم للسيدة أم سلمة أم المؤمنين بعدما فرقوا بينها وبين زوجها وابنها، فلم يلبثوا إلا قليلا ثم ردوا إليها ابنها وسمحوا لها بالهجرة، أما هؤلاء فقد خانوا رئيسهم وسجنوه وأثنين من أولاده عبد الله وأسامة الذي لايزال محبوسا.
*مشاهد تتوالى حفرت الأحداث بعضها في الذاكرة وبعضها لا يزال حيا ماثلا أمام العيان.
وكيف أنسى ما قالته لي أمي رحمها الله الصوامة القوامة التي ربت 4 رجال بعد فقد الزوج عندما رأتني لأول مرة محبوسا مرحلا من سجن القلعة (وما أدراك ما سجن القلعة، حيث كان التحقيق في قضية الانتماء الكبرى بعد أن تم التحقيق معي لأيام في قضية اغتيال السادات في سجن المرج) وفي مكتب المستشار وفيق الدهشان، فنزلت حكمتها بردا وسلاما على قلبي وهي تقول: "ولا يهمك يا ابني.. أنت على الحق".
زوجتي المجاهدة الصابرة منذ 40 سنة رغم توالي الحبسات والغياب، وبناتي سارة وسمية وأسماء الممنوعات من زيارتي لمدة 3 سنوات، فقد أنزل الله سكينته وفضله عليهن.
على مدار ست سنوات عجاف فهم كما أحبهم في كنف الله رغم التحفظ على الأموال وغياب الزوج والأب والأخ الوحيد الذي غادر البلاد لاستكمال الدراسة ومواصلة الجهاد وأحسبهم راضيات مستبشرات بفرج قريب للوطن والأمة بأسرها.. فهكذا بذلت في تربيتهن ولن يضيعنا الله أبدا.
فصبرا سمية سيعود محمد من سجنه، وصبرا خليدة فإن الله يجمع شملك على زوجك، وصبرا سارة ستتوقف المطاردات.
أقول لكم جميعا صبرا فإن الموعد الجنة، صبرا أيتها الصابرات المحتسبات جميعا، صبرا آل الشاطر، ولا تهنوا ولا تحزنوا ولا تلتفتوا إلى من يرمى التهم جزافا.
*ولنا جميعا مع حكم بن عطاء الله الدرس: "لا تستغرب وقوع الأكدار ما دمت في هذه الدار، فإنها ما أبدت إلا مستحق وصفها وواجب نعتها".
و"ليخفف ألم البلاء عنك: علمك بأنه سبحانه هو المبلي لك، فالذي واجهتك منه الأقدار: هو الذي عودك حسن الاختيار، ومن ظن انفكاك لطفه عن قدره فذلك لقصور نظره"، وأخيرا "لا يشككنّك في الوعد عدم وقوع الموعود وإن تعين زمنه، لئلا يكون ذلك قدحا في بصيرتك وإخمادا لنور سريرتك".
أيتها الصابرات المجاهدات المحتسبات: كما خاطبتكم من قبل في كلمة متلفزة: اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون، اثبتوا واذكروا الله كثيرا، الجنة حفت بالمكاره، نحن على يقين من نصر الله لدعوتنا "ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا" "ألا إن نصر الله قريب" "ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز" "يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".
فها هي رياح ثورية جزائرية تهب علينا من جديد تجدد الزلزال التونسي الذي بدأت به الجولة الأولى من الربيع العربي... لعل وعسى.
أضف تعليقك