طالب إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” اليوم الأربعاء، قادة الدول الخليجية والعربية والإسلامية، إلى تشكيل موقف موحد لبناء خارطة طريق نحو إنهاء الاحتلال الصهيوني.
وشدد في رسالة له إلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ورؤساء وملوك وأمراء الدول الإسلامية، في القمّة الرّابعة عشرة العادية للمنظمة، إلى أن “صفقة القرن” لن تمر وستبقى خيارات التصدي لها مفتوحة للدفاع عن أرضه، جاء ذلك في رسائل أرسلها
وتطرق هنية في رسائله إلى ما تتعرّض له القضية الفلسطينية من مخاطر وتحدّيات كبيرة، تهدّد حاضرها ومستقبلها ووجودها، في الوقت الذي يتصاعد فيه الإرهاب الإسرائيلي ضد الأرض والشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزّة، عبر الاستيطان والتهويد والتهجير والحصار.
وأكد هنية أن الفريق الأمريكي يقوم بأدوار مشبوهة، لتسويق مشاريع وحلول سياسية أو اقتصادية تستهدف في جوهرها تصفية القضية الفلسطينية، وتضرب عمقَ حقوق الشعب الفلسطيني، واصفا انحياز الإدارة الأمريكية للاحتلال بشكل سافر، ووقوفها إلى أجنداته التي وصفها بـ “العنصرية والإجرامية”، وتبنّيها لمواقف حكومته المتطرّفة.
وأكد على أهمية دعم صمود المقدسيين وثباتهم على أرضهم، وحمايتهم من خطر التضييق على حياتهم ومصادر رزقهم، وتهريب وبيع عقاراتهم للجمعيات الاستيطانية، ومنع الاقتحامات المتكرّرة لباحات المسجد الأقصى، ومساندة المرابطين في الدفاع عنه.
وطالب رؤساء الدول في المؤتمر بالعمل على أن يشكل “إعلان مكة” موقفاً إسلامياً موحّداً في بناء خارطة طريق نحو إنهاء الاحتلال الصهيوني عن أرض فلسطين، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه والعودة إليها.
كما دعا إلى العمل على إنهاء وكسر الحصار الجائر المفروض على قطاع غزّة، المستمر منذ 13 عاماً، ووضع حدّ للمعاناة الإنسانية التي يتعرّض لها أكثر من مليوني إنسان، وتهدّد حياتهم وتعرّضهم للموت البطيء، وإلى الإعلان عن تحرّك إسلامي فاعل وعاجل، يحمي مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ويواجه سياسة الاحتلال الإجرامية والعنصرية ضدّها، ويضع حدّاً لمخططات التهويد والتقسيم والتهجير والإبعاد
وشدد على رفض وبطلان كلّ المشاريع والخطط التي تسوّق لها الإدارة الأمريكية وتروّج لها، عبر ما يسمّى “صفقة القرن”، محذراً من خطورة المساس بحقوق الشعب الفلسطيني وثوابته؛ فهي حقوق ثابتة لا تسقط بالتقادم.
ونوه إلى أن الحقوق غير قابلة للتفاوض أو التنازل أو المساومة، ولا يملك أيّ طرف أو جهة الحقّ في ذلك، منوهاً بأن شعبنا الفلسطيني في أماكن وجوده كافة، لن يسمح لهذه المؤامرة أن تمرّ، وستبقى خياراته مفتوحة للدفاع عن أرضه ومقدساته بكل الوسائل الممكنة حتى زوال الاحتلال.
وبيّن في رسالته أن حقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هجّروا منها حق ثابت غير قابل للتصرّف، داعياً إلى حمايتهم من كل أشكال التمييز والعنصرية، والعمل على منحهم حقوقهم الطبيعية، في التوظيف والتنقل والتملك، باعتبارها واجباً إنسانياً وأخلاقياً.
وطالب بتقديم الدعم اللازم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” لتتمكَّن من الاستمرار في تقديم خدماتها لأكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني، مؤكدا “الرّفض التام لكلّ مشاريع التوطين والوطن البديل، والسعي إلى محاكمة الاحتلال على جرائمه المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني خلال النكبة منذ 71 عاماً”.
ودعا إلى رفض وتجريم مشاريع تطبيع العلاقات معه، والعمل على دعم مقاطعته وعزله، سياسياً واقتصادياً وثقافياً وأكاديمياً ورياضياً.
يشار إلى أن العاهل السعودي، وجه دعوة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي وقادة الدول العربية، لعقد قمتين خليجية وعربية طارئتين في مكة المكرمة، في 30 مايو الجاري، في ظل تعرض سفن تجارية بالمياه الإقليمية للإمارات ومحطتي ضخ نفطية بالسعودية لهجمات، وتزايد التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
أضف تعليقك