أيام قليلة وينتهي شهر الصوم ، وهكذا رمضان دوما يمر علينا بسرعة الصاروخ. ويدخل في دنيا العجائب هؤلاء الذين كان رمضان عندهم مجرد إضراب عن الطعام والشراب! فلم يحدث تغير حقيقي في سلوكهم! بل حدث الأسوأ ، فهو ينام حتى صلاة الظهر او ربما إلى العصر أيضا. وفي المقابل تجد فئة من الناس تستحق تعظيم سلام ، وأذكر لحضرتك أمثلة لبعضهم.
واحد انتظم في قراءة القرآن حتى أكمله ، وكان لا يفتح كتاب الله إلا نادرا في الأيام العادية وآخر انتظم في الصلاة “الفرائض والسنن” كمان، وربما حرص على صلاة التراويح أيضا مع أنه في غير رمضان لم يكن منتظما في العبادات.
وثالث حدث تحسن حقيقي في أخلاقه ، واستطاع كظم غيظه وغضبه، وأصبح زي الفل مع شريك عمره والمقربين منه والناس أجمعين، وسلوكه لم يكن كذلك قبل رمضان!
ورابع كان من صفاته البخل، لكنه في الشهر الكريم تخلى عن هذه الصفة الذميمة. ورأيناه كريما مع الفقراء، بل ربما شارك في إقامة مأدبة الرحمن احتفالا بهؤلاء.
وخامس كانت عنده عادة سيئة جدا تتمثل في إدمانه للسجائر. وانتهز فرصة رمضان للتخفيف إلى أقصى حد من تلك البلوى، وسادس انتهز فرصة الشهر الكريم للتواصل مع أهله وأقاربه الذين لا يراهم الا قليلا بقية أشهر السنة، وسابع تجده مختلفا عن الآخرين ، ويرفض بعض المظاهر الدنيوية التي تصاحب رمضان مثل كثرة الإدمان على الشيشة، وهو متحفظ عند مشاهدته للتليفزيون خلال هذا الشهر ، فلا يجعل المشاهدة تطغى على عباداته وبقية واجباته كما أنه حريص على الابتعاد عن كل المشاهد التي تسيئ الى الأخلاق!
وهكذا يكون الإقبال على الدين والدنيا معا بطريقة تستحق تعظيم سلام.
بقلم محمد عبد القدوس
أضف تعليقك