• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

يقبع صلاح دياب مالك النسبة الكبرى من صحيفة "المصري اليوم" الخاصة على رأس قائمة جديدة يحاول نظام السفاح السيسي مساومة أفرادها على مصالحهم المباشرة مقابل الانزواء الكامل والخضوع لشروط الدائرة المخابراتية التي باتت متحكّمة في الملف الإعلامي بشكل عام، بإشراف ضابط المخابرات محمود السيسي نجل السفاح، واللواء عباس كامل مدير المخابرات العامة.

وبعد عودته بأيام من رحلة طويلة في الولايات المتحدة، سرّب جهاز أمني عبر مواقع إلكترونية نبأ صدور قرار بمنع صلاح دياب من السفر، وهو الذي وصل لتوّه من الخارج، برفقة رجل الأعمال الشهير محمود الجمال، والد زوجة جمال مبارك نجل الرئيس المخلوع حسني مبارك، ومصرفي سابق بأحد البنوك الاستثمارية.

وقالت مصادر مطلعة وقريبة من دياب، إنّ القرار الذي صدر من قاضٍ جديد انتُدب للتحقيق في مخالفات الأراضي الزراعية، يدعى المستشار خالد جلال، يتعلّق بواقعة فساد جديدة لم يتم اتخاذ قرارات احترازية فيها سابقا، تعود وقائعها للسنوات الخمس الأخيرة من عهد مبارك، وتقدم دياب والجمال منذ نحو عام بمستندات تثبت سلامة موقفهما بشأنها، وكان محاموهما يعتقدون أنهم نجحوا في غلق القضية وإنهاء التحقيق الرسمي فيها.

وأوضحت المصادر، بحسب العربي الجديد، أنّ قاضي التحقيق لم يُخطِر المحامين بشكل رسمي بهذا القرار، فعرفوه من خلال النبأ المقتضب الذي نشر من دون توضيح سياق القضية، وهو ما يرجح لدى المصادر الطبيعة السياسية للقرار.

ويتزامن ذلك مع عودة دياب من الخارج بعد رحلة طويلة، ذكرت المصادر أنها كانت "علاجية" بالأساس، لكن دياب التقى خلالها بالعديد من الشخصيات العامة في الولايات المتحدة، وعلى ما يبدو ضايق هذا الأمر بعض الأطراف في مصر.

ولفتت المصادر إلى أن هذه الهجمة الجديدة على دياب ترتبط بمحاولات السيطرة المطلقة على صحيفته، بعد نجاح المخابرات، ممثلةً في شخصيات تابعة لها وغير مشهورة، في شراء أسهم معظم شركاء دياب، أو الحصول عليها بدون مقابل، على سبيل الهدية أو المساومة، بما في ذلك أسهم رجل الأعمال نجيب ساويرس.

فيما لا يزال دياب يرفض التفريط في "المصري اليوم" ويصرّ على التمسك بحق إدارتها وطباعتها وتوزيعها، وهو ما يجعلها عمليا الصحيفة الوحيدة الخارجة نسبيا عن سيطرة النظام من حيث المحتوى التحريري.

وبحسب المصادر، فإن دياب أكد لوسطاء عديدين استحالة تخليه عن "المصري اليوم"، واصفاً الصحيفة بأنها "مشروع عمره في مجال الإعلام، وأنه يعد نجله لإدارتها بشكل كامل من بعده، وليس لديه أية نية للتخلي عنها".

ونوهت إلى أنه أوضح للوسطاء التزامه بالحدود المتفق عليها مع الأجهزة الأمنية والمخابراتية التي باتت تراقب وسائل الإعلام المطبوعة بشكل رسمي.

وسبق أن لعبت قرابة دياب والسفير الإماراتي في واشنطن، يوسف مانع سعيد العتيبة، عبر والدته سامية محمود دياب، دورًا في إنقاذه من بطش النظام.

لكنّ ارتكان دياب إلى هذه العلاقة "يضايق النظام"، بحسب مصادر حكومية توضح أيضاً أنّ المشكلة الكبرى هي تواصله المستمر مع شخصيات ديمقراطية في الولايات المتحدة، ليست من النوع المريح لنظام السيسي، وأن علاقات دياب الممتدة مع الولايات المتحدة منذ تدشين مشروعه الإعلامي عام 2004 وحصوله آنذاك على دعم من دوائر سياسية وإعلامية أمريكية، لهو أمر يعتبر الرقم الأصعب في معادلة التعامل معه، فالنظام يخشى ارتكاب أي هفوات تؤدي لخسارة بعض أسهمه لدى واشنطن.

ولذلك، يلجأ النظام بين الحين والآخر إلى الضغط على دياب بالأسلحة المتاحة لديه والتي لا تستطيع واشنطن التدخل فيها، والمتعلقة بوقائع الفساد ومخالفة القانون المنسوبة لدياب، الذي يسمح انتشار أعماله وتعدد مجالات استثماراته بهذا الأمر.

وفي مارس 2016، انتهت حملة دعائية شرسة على دياب بلغت حد اتهامه بدعم جماعة "الإخوان"، بسداده نحو 300 مليون جنيه لحفظ التحقيقات في قضية "نيو جيزة" المتهم فيها بالفساد في مجال تسقيع وبيع أراضي الدولة المخصصة للاستصلاح الزراعي، على الرغم من أن النيابة العامة كانت قد طلبت منه سداد 800 مليون جنيه.

وقبلها في نوفمبر 2015، داهمت أجهزة الأمن قصره في منطقة منيل شيحة واقتيد هو ونجله توفيق إلى مديرية الأمن بتهمة حيازة أسلحة ومخالفة اشتراطات البناء.

وتكرر اتهام دياب بوقائع اعتبرها مصدر مقرب منه "تافهة ومصطنعة" هي بيع سلع غذائية مجهولة المصدر وغير صالحة للاستخدام الآدمي وزيوت سيارات غير مطابقة للمواصفات، وذلك في محال "لابوار" و"أون ذا رن" ومحطات وقود "موبيل" واسعة الانتشار التي يملكها دياب.

وفي السياق، كشفت مصادر إعلامية عن تعرض رجل الأعمال الموالي للسلطة، محمد أبو العينين، لضغوط لبيع قناة وموقع "صدى البلد" بالكامل لمجموعة "إعلام المصريين" التابعة للمخابرات، وهي خطوة تثير العديد من التساؤلات نظرًا لتبعية أبو العينين للنظام بشكل كامل، وإنفاقه عشرات الملايين للترويج له ولضمان نجاح أعماله الخاصة.

وأوضحت المصادر أن أبو العينين ما زال متمسكاً بملكية مشروعه ويحاول التأكيد على أن إبقاءه بيده يحقق مصالح أوسع للنظام، وأن الجولة الثانية من المفاوضات والضغوط ستبدأ قريبا.

أضف تعليقك