صرح الرئيس التونسي السابق "محمد المنصف المرزوقي" أن الكيان الصهيوني تطبع علاقاتها مع "مغتصبي سلطة ومستبدين"، موضحا أنهم في خصام مع شعوبهم ولا يمثلونها؛ إذ إنهم يفرضون إرادتهم على الشعوب ويقهرونها لأنهم يعرفون أن بقاءهم في السلطة مرتبط بتطبيع علاقتهم مع الاحتلال.
جاء ذلك خلال كلمة له بمؤتمر "العرب وقضايا التطبيع" الذي انطلق، الثلاثاء في غزة بتنظيم كلية العودة الجامعية بالتعاون مع وزارة الثقافة ورابطة المثقفين العرب، وبمشاركة شخصيات وطنية وعربية وممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية، ونخب أكاديمية وساسة ومحللين.
وذكر "المرزوقي" أن التطبيع مع الاحتلال لا يحترم كرامة الإنسان ولا خصوصيته ولا قوانين التاريخ؛ مشددا على أن "التطبيع فشله حتمي، وقدرنا هو مواصلة المقاومة من أجل تحقيق السلام الحقيقي وليس الاستسلام عبر التطبيع الوحشي".
ولفت إلى أن "الشعوب الحرة تريد السلام عبر التطبيع الحقيقي القائم على عدم إملاء إرادتك على الشعوب دون الخضوع لقوانينها"، مؤكدا أهمية احترام حقوق الشعب الفلسطيني ورؤيته لحل الصراع مع الاحتلال والالتزام بها، موضحًا أن التطبيع مع المحتل علاقة شاذة لا تستند إلى القوانين الطبيعية.
وشدد "المرزوقي" على أن تجريم التطبيع ثقافة لدى الشعوب العربية، قائلا "إن قضية التطبيع طرحت عندما كنا بصدد كتابة الدستور التونسي في المجلس التأسيسي ما بين 2011-2013".
وأضاف: "كان هناك من يريد أن يضع تجريم التطبيع ضمن الدستور التونسي؛ ما يؤكد على مدى رفض الشعب التونسي لهذا الأمر، وبعد نقاش ارتأينا عدم وضعها لأن الدستور هو وثيقة داخلية لتنظيم العلاقة بين المواطن والدولة".
وأوضح أن المشروع كان ينص على تجريم كل أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي والثقافي والمالي عبر إقامة أو ربط أي علاقة مع (الكيان الصهيوني).
يشار إلى أن المؤتمر نافش التطبيع ما بين السياسة والشريعة، والآثار الاقتصادية المترتبة على التطبيع، وتتناول كذلك التطبيع الثقافي والإعلامي، كما نافش واقع حركات مقاطعة الاحتلال.
أضف تعليقك