بقلم مراقب الإخوان في الأردن: سالم الفلاحات
الرئيس العربي المنتخب الوحيد بإرادة شعبية حرة الدكتور محمد مرسي يموت كمداً أو سُماً أو إهمالاً لا فرق!!
لا يصح الجهل أنَّ رئيساً عربياً ينتخب دون زوير الارادات الشعبية لأول مرة في العالم العربي منذ ألف وأربعمائة سنة سيبقى حياً لا يعدم، ويبقى يعيش في السجن وسجانه الإنقلابي في سدة الحكم الفردي الدكتاتوري في ظل الدكتاتورية العربية، فإنْ لم يتيسر قتله أثناء الانقلاب، فلا بد من التخلص منه لطي أسطوانة الرئيس المنتخب والرئيس المنقلب.
لقد قالها كثيرون وفي مقدمتهم الاستاذ المهندس ليث شبيلات حيث قال منذ تاريخ الانقلاب عام 2013:- سيعدم مرسي، سَجِّلوها عليّ !!!!
ليس أنّه يعلم ما لا يعلمه الناس، لكن نهج المستبدين معلوم عند العقلاء، فقد سمم الخليفة عمر بن عبد العزير رحمه الله الذي ملأ الارض عدلاً بعد أن ملأت جوراً في الحكم الجبري أو كادت.
ليس السيسي ونظامه الإنقلابي هو المسؤول الوحيد عن جريمة العصر بالانقلاب على الاختيار الشعبي الحر، إنما جميع من أمدهم بعناصر البطش والقوة والمال والقرار.
وليس هؤلاء فقط هم المسؤولون، إنما معهم جميع الصامتين والمتخاذلين الذين صفقوا للانقلابيين، وان كانوا اليوم يذوقون طعم الذل والخديعة، وربما وجدوا أنفسهم أدوات استخدمت ثم القي بهم في السجن أو في سلة المهملات، وإن كان البعض يظهر ندمه وقد ينطق بشهادة أخفاها في حينه أو في وقت لاحق.
لا غرابة على هؤلاء الطغاة الدكتاتوريين أن يتخلصوا من كل من يهدد استمرار استبدادهم ودكتاتوريهم وفسادهم أو يفضحها.
وفي ظل التحضيرات القديمة الموتورة لإسدال الستار على قضية فلسطين، فلا غرابة ان يكون من المقدمات البارزة في وقت مبكر اغتيال الرئيس صدام حسين رحمه الله، لأنه شرع في معاداة قوى الطغيان ولم يذعن لها، واليوم يموت في سجنه رئيس منتخب لا يعرف سبب موته!! مروراً بنزع المخالب المؤثرة ومحاربة جميع أشكال المقاومة.
ان اغتيال المعارضين بالسم في بعض الانظمة العربية معمول به، وتحدث عنه باسهاب الأستاذ مصطفى أمين في كتابه “سنة ثانية سجن” منذ عام 1963، وقد ذكر أنه قال هددت على يد صلاح نصر بالسم الذي لا يستطيع أي تشريح كشفه مهما كان متقدماً.
لكن السؤال الأهم اليوم هل ما جرى للدكتور الرئيس محمد مرسي فقط لانتمائه الفكري والسياسي الاسلامي؟ أم لأنه كان يمثل حالة الاختراق الأولى لنظام الحكم العربي المتطاول في الظلم منذ مئات السنين، ليختار الشعب حاكمه بمحض ارادته، والذي يمثل انعطافة كبيرة لا مثيل لها أبرزها الربيع العربي الذي يراد اعدامه بكل جهد دولي واقليمي، وبضغط صهيوني لحرمان العرب من النهضة أسوة بشعوب العالم.
نعم غادر الشهيد بإذن الله د. محمد مرسي الحياة بجسده راضياً مرضياً لم يغير ولم يبدل كغيره من أبطال الأمة القلائل، الذين يشعلون ظلام الشعوب بدمائهم الزكية ولم يسقطوا الراية، ولكن روحه باقية ترفرف فوق رؤوس المترددين القاعدين الغافلين تهتف بالدم لا بالكلمة الباهتة، أن استيقظوا قبل ان تؤكلوا جميعاً، وها أنا سبقتكم وسبقنا آخرون في مقدمتهم الشهيد السعيد حسن البنا، وسيد قطب، وعياش، وأحمد ياسين، والرنتيسي، ورفيقي في الدرب والسجن المرشد العام السابق محمد مهدي عاكف.
وإنْ مات مِنّا سيد قام سَيّد
أضف تعليقك