بقلم: محمد عبد القدوس
أجهزة الإعلام المصرية التي لا يحكمها سوى الصوت الواحد، هلّلت فرحًا بهزيمة حزب الرئيس التركي أردوغان في الانتخابات التي جرت مؤخرًا في إسطنبول كبرى المدن التركية.
وفي يقيني أن ما جرى هو تأكيد للديمقراطية هناك؛ فالرئيس التركي متهم بأنه ديكتاتور.. كيف وقد هُزم حزبه في الانتخابات التي جرت بأكبر المدن التركية؟ هل يوجد حاكم مستبد في الدنيا يسمح بمثل هذه الهزيمة؟
وبلادي للأسف منذ أيام الفراعنة لا تعرف انتخابات البلديات والمدن التي نراها في الدول المتحضرة، فكل شيء عندنا بالتعيين، ابتداءً من الخفير وحتى الوزير، ومعظم المحافظات حاليا بعد الانقلاب يتولى إدارتها ضباط سواء من الجيش أو البوليس.
ولفت نظري ما جاء في وكالات الأنباء عن الحدث الكبير الذي جرى في تركيا، حيث اكتسح مرشح حزب الشعب المعارض للحزب الحاكم وفاز بنسبة 54% فقط!.
رأيت هذا الاكتساح يدخل في دنيا العجائب، فالاكتساح عندنا لا يقل عن 95% يا بلاش، وهو دوما يعد حكرًا على الرئيس وحوارييه.
وأعجبني أن مرشح الحزب الحاكم الخاسر اعترف بالهزيمة وقام بتهنئة خصمه، وهذا ما فعله أيضا الرئيس التركي أردوغان الذي قال "علينا أن نلقي باللوم على أنفسنا أولا ونحن نبحث عن أسباب الهزيمة".
وهذا كله يدل على أن تركيا دولة متحضرة، وتلك العقلية غائبة تمامًا عن بلاد أمجاد يا عرب أمجاد.. عجائب.
أضف تعليقك