عنواني هذا قد يثير دهشتك وحضرتك تسألني يعني إيه.. هناك تشابه بينهما! كل التيار العلماني في تركيا يكره أردوغان جدا، ويرون أنه خالف المبادئ الأساسية للجمهورية التركية التي تقوم على العلمانية ، واصطبغ حكمه بصبغة إسلامية! والتيار المدني في مصر أيام الإخوان كان حاله مثل العلمانيين في تركيا! يرفضون تماما حكم الرئيس محمد مرسي ويهتفون لا للفاشية الدينية ويسقط يسقط حكم المرشد!!
وتدخل الجيش في البلدين بغرض التصدي للحكم الإسلامي! وفي تركيا كانت المفاجأة الكبرى فقد رفضت المعارضة العلمانية هناك هذا التدخل العسكري من أجل القضاء على اردوغان الإسلامي! بل ونزلوا إلى الشوارع مع الإسلاميين بهدف التصدي للانقلاب!! وأعلنوا رفضهم القاطع لحكم العسكر لأنهم يتطلعون إلى حكم مدني ولا يريدون استبدال أردوغان الإسلامي بواحد عسكري.
وفشل الانقلاب لأن الشعب لم يقف بجانبه وكان ذلك عام 2016، والنتيجة أنه بعد ثلاث سنوات فقط تمكنت المعارضة العلمانية من انتزاع بلدية إسطنبول من أحضان الحزب الحاكم بعد مرور ربع قرن على فوز أردوغان هناك أواخر التسعينيات من القرن العشرين الميلادي! ومنها بنى مجده ووصل إلى رئاسة الحكومة وأصبح رئيسا للجمهورية.. حاكم اتجاهاته إسلامية في دولة علمانية!
وأراهن أن التيار المدني في تركيا استفاد من الدرس المصري؛ حيث تدخل الجيش عام 2013 وأطاح بأول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر! وهلل التيار المدني عندنا لهذا الانقلاب الذي خلصهم من الفاشية الدينية كما يزعمون، لكن كان في انتظارهم حكم عسكري أشد وأنكى وأسوأ ما شهدته مصر في تاريخها!
وبعدما بطش العسكر بالإخوان والإسلاميين في ظل تأييد التيار المدني التفت إليهم وطارد النشطاء منهم وألقى القبض على العديد من رموزهم وما زال، فالديكتاتورية في مصر وضعت المعارضة كلها في سلة واحدة.. لا فارق بين إسلامي ومدني!!
وتلك المعارضة بين الدولتين.. مصر وتركيا أوصلتنا إلى نتائج لم تخطر على بال أحد وتدخل في دنيا العجائب!! فالتيار المدني ببلادنا تعرض للبطش برغم تأييده للعسكر في البداية!!
أما في تركيا حيث أعلنوا رفضهم لتدخل الجيش واستطاعوا الفوز على الحزب الحاكم وإنزال الهزيمة به في انتخابات حرة شهد بها العالم كله!
وهكذا يتضح لك معنى ما قلته إن الرافضين لأردوغان أكثر نضجا من التيار المدني عندنا.. أليس كذلك ؟ وعجائب!
أضف تعليقك