اعتبرت صحيفة ألمانية بارزة، أن بدء وصول منظومة "أس400" الصاروخية الروسية إلى تركيا، دليل على حدوث فراق بين تركيا وحلفائها الغربيين.
ونشرت صحيفة ويلت الألمانية تقريرا بعنوان "أردوغان يقول وداعا للغرب بصواريخ أس400"، قالت فيه إن "حصول تركيا على المنظومة الروسية قد يكون نقطة اللا عودة التي قد تدق إسفينا بين أنقرة وعدد من حلفائها الغربيين".
وتساءلت الصحيفة: "لماذا يريد الرئيس أردوغان الحصول على أنظمة الأسلحة هذه بأي ثمن"، مضيفة أنه "من الصعب على خبراء الأمن فهم ذلك".
وأضافت أن أنقرة "رغم الانتقادات التي واجهتها من حلف الناتو والتهديدات الأمريكية بالعقوبات فقد مضت في الصفقة مع روسيا التي تنظر لها كشريك تفاوضي في المسائل المتعلقة بالشرق الأوسط، نظرا لأن نفوذ الأخيرة في هذه المنطقة بات أقوى من نفوذ واشنطن".
وتساءلت الصحيفة في معرض الحديث عن خصوم تركيا الذين عليها حماية نفسها منهم من خلال المنظومة الروسية: "هل بسبب المتغيرات الإقليمية في بحر إيجة، من خلال سعي أنقرة للضغط على قبرص واليونان حتى لا تسعى من جانب واحد للحصول على الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط؟".
وأردفت: "إن لم تكن اليونان، فمن هو الخصم؟ الأكراد ليس لديهم سلاح الجو، كما يجب أن تكون الموارد الحالية كافية ضد سلاح الجو السوري الضعيف إذا حاولت دمشق غزو الأراضي التي تحتلها تركيا في شمال سوريا، وفي مرحلة ما قد ترغب إيران في بناء صواريخ نووية، لكن هذا حلم بعيد عن المستقبل".
وتخلص إلى القول إنه "قبل كل شيء، تريد تركيا بناء نظام الدفاع الجوي الحديث الخاص بها، وترى أن أس400 هو حل مؤقت حتى ذلك الحين".
ولفتت الصحيفة إلى أن "تركيا قدمت عدة اعتبارات تقف خلف لجوء أنقرة لهذه الخطوة؛ في مقدمتها أن الرئيس رجب طيب أردوغان يريد حماية بلاده من الولايات المتحدة بما أن الجيش التركي يخطط لنشر المنظومة الصاروخية الروسية بالقرب من أنقرة".
ونوهت إلى أن أنقرة تعرضت لهجوم من الجو خلال محاولة الانقلاب الفاشلة في العام 2016، وفي حال حماية العاصمة بمنظومة "باتريوت" الأمريكية فإن الجيش الأمريكي سيكون قادرا على وقفها، ولذلك فإن المنظومة الروسية ستفيد تركيا في مثل هذه الحالات".
أضف تعليقك