بقلم: خالد حمدي
مشركون هم الذين أوصلوا الطعام للمسلمين المحاصرين في شِعب أبي طالب…
مشرك حينئذ ذلك الذي أوصل أم سلمة إلى المدينة يوم هجرتها ليحميها من أي إيذاء في طريقها قد يعرض لها.
ومشركة حينئذ هذه التي أنقذت زينب بنت النبي من أيدي المشركين يوم خروجها من مكة وسبتهم سبة حكاها التاريخ لأنهم تعرضوا لامرأة غاب عنها أهلها.
ومشرك هذا الذي منعته مروءته أن يكشف عن مكان النبي يوم الهجرة فيربح مائة ناقة بل ودله على طريق المدينة بنفسه…
ومشرك بل كبير المشركين ذاك الذي رفض تسور بيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة قائلا:
حتى لا تتحدث العرب أن أبا الحكم روع بنات محمد بليل.
في حين أن الذي منع الغطاء طوال شتاء قارس كامل عن شيوخ في السبعين من عمرهم مسلم.
والذي عذب شبابا حتى مسهم الجنون من فرط التعذيب مسلم…
والذي حرم العشرات من علاجهم حتى ماتوا أمام عينيه دون أدنى تألم منه مسلم…
والذي منع الزيارة عن المعتقلين حتى في بعض أيام العيد مسلم…
والذي يمنع امرأة من مس يد زوجها، وأطفالا من الارتماء في أحضان أبيهم طوال أكثر من ست سنوات مسلم.
والذي يعزل أناسا في سجون انفرادية قاسية البرودة والحرارة، حتى هزلت أجسامهم وظهرت عظامهم مسلم!!
والذي يعتقل الآن قريبا من مائة امرأة حرة ما بين طالبة في الثانوية وجدة ستينية، بلا ذنب ولا جريرة غير مراع لضعفهن لسنوات طوال عضال مسلم!!
ترى…أي انحطاط هذا الذي أصاب هؤلاء حتى صاروا لا يساوون غبارا في نعل كافر سبقهم حتى في أبسط معاني المروءة.
ما أظن نار الله ستمتلئ يوم القيامة من قليل…
وما أظن النبي صلى الله عليه وسلم سيطرد الكثيرين عن الحوض إلا لأنهم وصلوا لحد جعله لا يشفق عليهم من عطش أو حر..
يا لحظكم يا أهل شعب أبي طالب..فقد رقت لكم قلوب المشركين حتى أطعموكم وأخرجوكم…
أما أنتم يا أهل شعاب العقرب والوادي وطرة وأشباههم فانتظروا فرجكم من الله…لأن محاصريكم -من المسلمين- دخلوا في السنة السابعة وقلوبهم أقسى من قلب أبي جهل!!
ويقيني أن الأرضة التي أكلت صحيفة القوم فأكملت إنهاء الحصار سيرسل الله مثلها لتدمر ما بناه هؤلاء الفجار!!
فالذين تعدّوا قساوة الكفار…لن تكون نهايتهم كسائر الأشرار!!
-------
نقلا عن صفحة الداعية خالد حمدي
أضف تعليقك