• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

تعاني الطفولة في مصر، من انتهاكات عديدة تقودها سلطات الانقلاب، التي اعتقلت مئات الأطفال، فضلا عن سياسات الإفقار التي أدت لانتشار كبير لظاهرة زواج الأطفال، بالإضافة لتعذيب الصغار لعوامل عدة نفسية واقتصادية.

ونرصد في ذلك التقرير، ثلاثة مظاهر من امتهان الطفولة في مصر متمثلة في التعذيب وزواج الأطفال واعتقالهم.

قتل الطفولة بالتسول

فبالأمس القريب تجرّد عامل، من آدميته، بعدما سول له الشيطان تعذيب طفلته والنيل من براءتها؛ لا لشيء إلا لأنها رفضت النزول إلى الشارع لأجل التسول والإنفاق عليه بدلًا من أن يعمل هو ويُنفق عليها وعلى لهوها وطفولتها التي باتت بائسة في أحضان أبٍ غير مسئول، بمدينة فاقوس.

وفي 23 يوليو الجاري، ورد بلاغ مفاده إقدام المدعو "محمود.ع" عامل، في نهاية العقد الخامس من العمر، على التعدي بالضرب المُبرح على ابنته «نبيلة»، طفلة بالكاد أتمت ربيعها الثالث عشر، في محاولةٍ لتعذيبها وإجبارها على التسول بالشوارع العامة بمدينة فاقوس.

وفي 19 يوليو، رصد المجلس القومي للطفولة والأمومة، حالة لممارسة العنف والتعذيب في حق طفلة تبلغ من العمر 12 عاما، وذلك من قبل والدتها وزوج والدتها.

وتبين وجود سحجات وخدوش وآثار عقر بطول الذراع الأيمن وآثار حرق أعلى الكتف الأيمن وأعلى الكتف الأيسر وآثار حرق قديمة باليد اليمنى، وبسؤال الطفلة قالت إن الأم وزوج الأم قاما بالتعدي عليها بالضرب باستخدام سلك كهربائي، وخرطوم بلاستيك، وعصا وملعقة ساخنة، وباستجواب والدتها وزوج والدتها أقرا بارتكاب الواقعة بداعي تأديبها.

وشهدت محافظة الإسكندرية، في يناير الماضي، تعرضت الطفلة يسر لكافة ألوان التعذيب على يد والدها وزوجته بعد وفاة أمها.

وأكد خال الطفلة، أنها تعرضت يسر للقسوة من زوجة الأب، وبدأت فى ضربها وحرمانها من الأكل والشرب بصفة مستمرة وسوء معاملة. 

وتابع أن الطفلة الصغيرة عاشت أوقاتٍ عصيبة مرت عليها أوجاعا، بعد أن قالت لوالدها إنها لا تحب زوجته، مما أثار غضب الزوجة، والتى اعتدت عليها بالضرب لأكثر من ساعة متواصلة وسط صراخ الطفلة يسر، والتى استغاثت بالجيران لكن دون جدوى.

وبعد أن علم الأب بالواقعة جرد الطفلة من ملابسها بالكامل وربطها بحبل في يديها ومن أرجلها ومن رقبتها، وانهال هو والزوجة بالضرب على الطفلة حتى أصيبت بقرنية العين، وألقى الطفلة فى الشرفة مربوطة بحبال فى عز البرد.

واستطرد أن الطفلة قضت في الشرفة ما يقرب من يوم أو يومين بدون أكل ولا شرب، وتركها فى الشقة لأكثر من 20 يوما حتى استشعر الموجودون بالمنزل من الجيران وأقارب الزوج بأن هناك شيئا مريبا يحدث فى الشقة، وعن طريق أحد أقارب الزوج تم اكتشاف الواقعة.

عمالة الأطفال

كما لم تسلم نعومة أظافر الأطفال من جريمة التعذيب والعمالة، ففي يناير أيضا، أقدمَّ سباك، من إحدى القرى التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، على تعذيب طفله بسيخ حديد وإصابته بنزيف في المخ؛ لرفضه العمل معه.

واستقبل مستشفى "الأحرار" التعليمي بمدينة الزقازيق، "عزيز ج. م." 12 سنة، طالب في الصف الأول الإعدادي، مُقيم بدائرة مركز الزقازيق، مصابًا بنزيف في المخ وتغيب بدرجة الوعي، وبسؤال والده، والذي يعمل سباكًا، أفاد بإصابة الصغير في حادث تصادم.

وتبين أن الأب أقدم على تعذيب الطفل وإصابته بكدمات وسحجات بأنحاء متفرقة بالجسد، حيث كان يُجبر الطفل على العمل معه في مجال السباكة، إلا أن الطفل كان دائمًا ما يرفض.

وكان الأب دائم التعذيب للطفل، وسبق وكسر ذراعه قبل نحو 10 أيام، قبل أن يعتدي عليه والده بـ"سيخ" حديد، تسبب في إصابته بنزيف بالمخ، فيما تبين أن الأب منفصل عن زوجته ويُقيم في المنزل برفقة الطفل وشقيقته، بعد انفصاله عن والدتهما.

تزويج الأطفال 

ولم تتوقف إهانة الطفولة عند التعذيب، بل تواصلت جرائم تزويج الأطفال، فيوم 23 يوليو الجاري، قررت نيابة فاقوس العامة، حبس أب زوّج ابنته وعمرها 13 سنة وأنجبت طفلا، أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة زواج القاصرات.

وقام شخص مجهول بتقديم بلاغ يتهم فيه "م ال" عامل ومقيم بمدينة فاقوس، بزواج ابنته "فاطمة" 13 سنة وهى قاصر وأنجبت طفلا.

وتبين أن الطفلة عمرها 13 سنة، وتزوجت عرفيا مرتين الأولى وعمرها 11 سنة، وأنجبت طفلا عمره شهور،.

وفي 19 يوليو، شهدت منطقة "رمسيس" بصان الحجر، قيام أسرة فتاة تدعي"ولاء" تبلغ من العمر 15 سنة بإخراجها من التعليم، لإجبارها على الزواج وتم تحديد يوم الأحد التالي موعد للزواج، لكن بلاغ تلقاه خط حماية الطفل بالشرقية، من شخص مجهول، حول حياة الأسرة لجحيم وخاصة بعد استدعاء النيابة الأبوين رسميا وأخذ تعهد عليهما بعد زواج الفتاة إلا بعد بلوغها السن القانوني.

وأكد الجهاز للإحصاء، في نوفمبر 2018، أن 117 ألف طفل في الفئة العمرية من 10 إلى 17 عاما متزوجون أو سبق لهم الزواج، وسجلت محافظات الصعيد أعلى نسبة في زواج الأطفال، وطلاقهم، بينما سجلت محافظات مصر الحدودية وهي البحر الأحمر وسيناء ومرسى مطروح وأسوان أقل نسبة في زواج الأطفال.

اعتقال 

وكان لقوات الانقلاب العسكري دور كبير في امتهان الطفولة، باعتقال عشرات الأطفال والرضع في البلاد.

ففي يونيو 2015، اعتقلت قوات الانقلاب بمنيا القمح أسرة المهندس وليد دبوس المعتقل داخل مركز شرطة منيا القمح ومن بين المعتقلين طفله الرضيع حمزة البالغ من العمر 6 شهور.

وبحسب شهود عيان فإن قوات أمن الانقلاب العسكري بمركز شرطة منيا القمح قامت باعتقال والدة وزوجة وشقيقة المعتقل وليد دبوس، بالإضافة لطفلة الرضيع "حمزة" البالغ من العمر 6 أشهر، أثناء زيارتهم له.

وفي نوفمبر 2015، اعتقل عبد الرحمن منصور محمد يوسف، 11عامًا، في الصف الأول الإعدادي، ويقيم بمنطقة "المُنتزه – محافظة الإسكندرية"، على يد قوات شرطية دون امتلاك قرار أو صدور إذن بضبطه، حال اصطحاب والدته له لإجراء بعض التحاليل.

وفي ديسمبر 2015، اعتقل الطفل محمد عادل ووضع في قسم شرطة "السادات" بالمنوفية وسط المدمنين وتجار المخدرات والمسجلين خطر.

وصدر تقرير من الفريق المعني بالاعتقال التعسفي في الأمم المتحدة، في يوليو 2015، أكد أن اعتقال الأطفال في مصر "منهجي وواسع الانتشار"، ملقيا الضوء على التجاوزات التي يمارسها نظام الانقلاب بحق القاصرين.

وأوضح التقرير أن الأطفال الذين تم اعتقالهم منذ أحداث يونيو 2013 وحتى نهاية مايو 2015، بلغ عددهم 3002 تعرّض معظمهم للتعذيب والضرب المبرح داخل مراكز الاحتجاز.

أضف تعليقك